اختتم النادي الشبابي "فاي" العلمي فعاليات المؤتمر الذي أقامه مؤخرا في عمّان برعاية المستشار الأعلى لجامعة البترا الأستاذ الدكتور عدنان بدران.

ودعا بدران خلال كلمته في افتتاح فعاليات المؤتمر إلى ضرورة تعديل الخطط الدراسية في الجامعات، بإدراج فصل تدريبي للطلبة في المؤسسات الوطنية والعالمية واعتماده كساعات دراسية ضمن خطة تخريج الطالب، قائلا "آن الأوان أن نعدل خططنا الدراسية لتكون مشاريع التخريج للطلبة في تخصصاتهم بساعات معتمدة ضمن خطة تخرج الطالب للاستخدام الأمثل لموارد المعرفة". 

وأضاف بدران "علينا أن نتوصل إلى جامعة ذكية بكل معنى الكلمة، تركز على أحدث التقنيات في التدريس والبحث العلمي، والتواصل الاجتماعي لتخريج الأذكياء الذين يشكلون القاطرات الرافعة للرأسمال البشري   (human capital)، هذه القاطرات تشغل الآخرين بإبداعاتهم وابتكاراتهم، بدلاً من أن تكون عالة على المجتمع ومداميك إضافية للبطالة بين الشباب".

وأكد بدران على ضرورة أن تأخذ الجامعات الأردنية البحث العلمي على محمل الجد وتعمل على ترسيخه "لإنشاء قاطرة حقيقية ترفد المجتمع بشركات ناشئة تقوم على تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الدوائية، وتكنولوجيا الإدارة والمحاسبة والتمويل، والحداثة في العمارة والتصميم، مع ربط المعاصرة بالأصالة"، قائلا "عندما نرى الخريجين من الجامعات الأردنية، ينشئون ويؤسسون بإبداعاتهم أسواقاً جديدة في مجالات تخصصاتهم، عندئذ أقول لكم بأن جامعاتكم أصبحت ريادية بكل معنى الكلمة، وبأنكم نجحتم في مهمتكم".

وجاء المؤتمر انطلاقا من الغاية التي تأسس النادي من أجلها، حيث يهدف إلى وضع أساس علمي قوي، ثابت وسليم، يقوم على أهمية العلم والعمل على البحث العلمي في العديد من المجالات المعرفية.

 

 وخلال الفعالية، تمت استضافة العديد من الشخصيات الأكاديمية التي لها باع طويل في مجال البحث العلمي في مجالات متعددة، حيث تم اختيار الأستاذ الدكتور علي نايفة، الحاصل على جائزة بنجامين فرانكلين في مجال الهندسة، وهي أرفع جائزة في هذا المجال، ليكون ضيف المؤتمر للعام الحالي، حيث ركّز نايفة خلال اللقاء مع جمهور المؤتمر على أهميّة الدراسة، والقراءة، والشغف في العلم، كما أجاب على العديد من أسئلة الحاضرين.

 واشتملت الفعاليات على ست محاضرات لكل من الدكتورة رنا الدجاني، والأستاذ الدكتور علي شاهر المومني، والأستاذ الدكتور فراس علعالي، والدكتور سعيد إسماعيل، والأستاذة الدكتورة عبير البواب، والأستاذ الدكتور خالد الأصفر، حيث تحدثوا عن خبراتهم الأكاديمية والعملية، والجوائز التي حصلوا عليها لقاء عملهم الدؤوب في مجال البحث العلمي في الطب، والصيدلة، والرياضيات وغيرها من العلوم والمعارف.

 كذلك، اشتملت فعاليات المؤتمر على العديد من ورشات العمل المتخصصة في مختلف المجالات العلمية، من الطب، للهندسة، للتقانة الحيوية، للاقتصاد، لعلم النفس، للعلوم الحياتية، والرياضيات والفيزياء، قُدمت من قبل 14 دكتوراً متخصصاً في كل مجال.

 وتخلل المؤتمر معرض علمي لطاقات شبابية أردنية كبيرة، حصدت جوائز عالمية من اختراعاتها وإنجازاتها العلمية، وفي هذا رسالة للمشاركين الشباب وغيرهم، بأن السعي العلمي الجاد والمفيد للمجتمعات سيحظى بالتكريم من قبل العديد من الجهات المحلية، العربية والعالمية.