ليست كل الشعوب العربية تريد إسقاط النظام، هناك فئة تريد فقط إسقاط اللثام... اللثام الذي يغطي وجوه المنافقين والمنتفعين بأفراح وأحزان الوطن... على السواء.
الشعوب تريد إسقاط اللثام عن الذين يمتدحون حتى عيوب الوطن، ليس بسبب «عين الرضا ...»، بل عين الطمع!
وتريد أيضاً إسقاط اللثام عن بعض الذين يريدون إسقاط النظام... لتكشف مطامعهم وأهدافهم المتخفية خلف شعارات جذابة.
الوطن ضحية فئتين من المرتزقة: فئة «أليفة» تزايد عليه بالمدائح، وأخرى عنيفة تزايد عليه بالشتائم... والأليفة أشد فتكاً من العنيفة!
***
ولدت أكره خدعة: (كل شيء على ما يرام) مثلما أكره كذبة: (لا شيء يبعث على السرور(!
***
ولادة (الشارع العربي)
لطالما سمعنا وقرأنا في وسائل الإعلام، في السنين والعقود الماضية، عن شيء اسمه: نبض (الشارع العربي) ورأي (الشارع العربي) وموقف (الشارع العربي ). ولم نكن نعرف أو نرى ذلك الشارع العربي الذي يتحدثون عنه، إلا إذا تصورناه شارعاً فارغاً «مفرَغاً» من المشاة والركاب والجمهور!
الآن، والآن فقط، أصبح هناك (شارع عربي) حقيقي مكتظ بالمارة والمرور والأحاديث والأحداث.
الآن فقط ... أصبحنا نفهم، وأصبح «الآخرون» يفهمون أيضاً، ماذا يعني (الشارع العربي)... بخيره وشرّه، بنضاله وغوغائيته.
***
وجاء (المنعطف التاريخي(
... وبمناسبة الحديث عن «الشارع»، نتذكر أيضاً «المنعطف» التاريخي الذي تردد على مسامعنا كثيراً خلال العقود الماضية في خطب السياسيين والإعلاميين العرب، إذ في كل مناسبة وطنية أو قومية مهما صغرت تعلن الخطبة العصماء: (إننا اليوم في منعطف تاريخي).
مرت سنون وسنون ونحن في (المنعطف)... حتى أصبنا بالدوار!
اليوم يبدو أن العالم العربي، بحق، في منعطف تاريخي يوشك أن يتجاوزه متجهاً صوب الشارع العربي... الذي كان مسدوداً.