الشباب في جميع الأمم هم الوقود المتوهج لبناء الأمجاد ، وهم الكنز الاستراتيجي الواعد للأمة لنهضتها وتقدمها ، ففي عصرنا هذا وجدنا أن الأمة التي اهتمت بالشباب ورعتهم واعتبرتهم الركيزة الأساسية في بناء الأوطان قد نهضت وتقدمت وأصبحت تعانق السحاب في العزة والقوة في شتىء الميادين ؛ لذا دعت الحاجة الماسة توفير الاجواء الملائمة للشباب في غرس وتعزيز ثقافة الحوار في جميع المؤسسات المجتمعية ؛ كالأسرة والمدرسة ، والمراكز الدينية الرسمية ، ووسائل الأعلام الرسمية ، وذلك لكون المجتمع العربي مجتمعاً فتياً مقارنة بالمجتمعات الأخرى ، فوفقاً لما جاء في النسخة العربية من التقرير الاقليمي حول حالة السكان للعام الحالي التي تم اطلاقها في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية 2013م : " إن نسبة الشباب العربي دون الـ25 تبلغ نحو70 بالمئة من مجمل سكان المنطقة وهم الأكثر تعليمًا ولديهم خبرات ومهارات لم تتح للأجيال السابقة خاصة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وهم الأكثر تفاعلا مع ثقافات العالم،والأكثر قدرة على الابتكار والإبداع، والأكثر طموحًا وتطلعًا للمستقبل " ، كما يؤكد مركز الجزيرة للدراسات 2013م : " إن الزيادة السكانية وتزايد الشباب في الهرم السكاني تُعد المنطقة العربية من بين أكثر ثلاثة أقاليم في العالم زيادة في عدد السكان (إلى جانب جنوب الصحراء الإفريقية وأميركا اللاتينية " .
إن أسلوب الحوار يعد من أفضل الأساليب التي يستخدمها الإنسان لحل الخلاف والاختلاف ، " فهو - أي الحوار - أن يتناول الحديث طرفان أو أكثر ، عن طريق السؤال والجواب بشرط وحدة الموضوع أو الهدف ، فيتبادلان الحديث حول أمر محدد ، وقد يصلان إلى نتيجة وقد لا يقنع أحدهما الأخر ، ولكن السامع يأخذ العبرة ويكون لنفسه موقفا " ، فأسلوب الحوار لا يكون عند الاختلاف فقط ، بل قد يحدث في غير مواضع الاختلاف ، فيمكن استخدام اسلوب الحوار ؛ للتعليم ، والتعايش ، والمؤتمرات ، والندوات ، والبرامج والمنشاط التوعوية ، فالمتأمل في كتاب الله عزوجل والسنة النبوية الشريفة يجد فيه الكثير من الحوارات التي تقوي الإيمان وتزيده في قلب المستمع لها ، فكانت هذه الحوارات متنوعة بحيث هدفت إقناع صاحب العقل السليم وبيان الحق له ، فا أسلوب الحوار لا يشابهة المجادلة والمناظرة والنقاش والتعصب في جميع مشاربه الدينية أو العرقية أو الجغرافية فبينهم بون شاسع .
إن التحلي " بثقافة الحوار" كأسلوب حياة بين أوساط الشباب - لاسيما بهذا التوقيت - ، لهو الحل الأنج والرئيس للعدد من المشكلات التي تواجه هذه القاعدة العريضة من الشباب في المجتمعات العربية ، فله فوائد عدة ؛ تعويدهم على الجراءة وإظهار ما في نفوسهم وأعطاءهم الفرص للمشاركة في رسم الخطط الاستراتيجية لإوطانهم ، والتشاور ، والتعبير عن الرأي ، وتحقيق مبدأ التناصح ، وتحديد أحتياجاتهم بأنفسهم ، مم يسهم في تخفيف ضغوط الحياة ، ونشر العلم بينهم ، ويقوي الصلة بينهم ، وزيادة روابط المحبة والمودة ، وتنمية المهارات الحياتية ، وسهولة التعايش مع الآخر .
كاتب المقال العضو العامل في منتدى الفكر العربي
الدكتور عبدالله بن حمود الجميل
البريد الالكتروني : ahhham@hotmail.com
عبر التويتر: @DrAljameel