يرى الباحث الصهيوني في الشؤون العربية "آليكس غرينبرغ" ضرورة تعزيز علاقات التعاون الإسرائيلية مع بعض الدول العربية، التي لا تشهد معها صراعات، ولا تربطها بها حدود، ولا يشهد التاريخ أي مواجهاتٍ بينها والكيان الإسرائيلي، كما أنه ليس لها معتقلون في السجون الإسرائيلية، ولا توجد بينهما دعوات قضائية مرفوعة، سوى ما يتعلق بالشأن الفلسطيني.
ويرى الباحث أن أغلب هذه الدول وهي المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي بالإضافة إلى تونس والمغرب، ولبيبا بصورةٍ أقل، فإنها في حاجة ماسة إلى إسرائيل، لإجراء المزيد من التنسيق الأمني معها، خاصة في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها حكومات هذه الدول، لجهة إخراج حركة الإخوان المسلمين عن الشرعية، وتوصيفها بأنها حركة إرهابية، الأمر الذي يعني أنها أصبحت عدواً مشتركاً لهما، والتي تشمل حركة حماس التي تنتمي إليها، وترتبط بها، وكذلك بالنسبة إلى حزب الله اللبناني، وتدخله المكشوف في الأزمة السورية، ضد رغبات هذه الدول، ما يعني ضرورة التنسيق الأمني، وتبادل المعلومات بينهما، بما يخدم الأهداف المشتركة.
بالإضافة إلى أن إيران هي عدوهما المشترك اللدود، وكلا الطرفين متضرر من وجوده، ويخشى من تطور سلاحه، ويعمل ويتمنى إجهاض قوته، وإفشال برامجه، وتعطيل قدراته العسكرية، كونه يهدد مصالح الطرفين معاً، وهذا الأمر من شأنه أن يعزز العلاقات الثنائية بين الطرفين، لضمان تحقيق افضل النتائج من خلال التنسيق الأمني المشترك.
ويرى الباحث أن ثمة إشاراتٍ إيجابية قد صدرت من بعض الدول العربية، بصورةٍ مباشرة عبر وسائل الإعلام المختلفة، ومن خلال الأصدقاء المشتركين بين الطرفين، حيث لمست الحكومة الإسرائيلية رغبة واضحة من هذه الدول، وإن بدرجاتٍ متفاوتة، لتحسين العلاقة معها، وبدء التنسيق لمواجهة الأخطار المشتركة.