برعاية مظلّة منتدى عمّان الأمني وبمشاركة مبادرة التهديد النووي NTI جرى عقد اجتماعات متخصّصة بين 12 – 13 نوفمبر, 2014 ، نوقشت فيها عدّة أوراق تناولت مواضيع مختلفة جري بحثها وتداولها في اطار منهجية النادي النووي الذي تتصدّره كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لأمتلاكهما التكنولوجيا والأسلحة النووية ذات التدمير الشامل ! مخزون الأسلحة النووية في العالم بحدود 17000 رأس نووي كافية للقضاء على كوكب الأرض وما عليه! يشير الخبراء أن من الصعوبة بمكان تصنيف المشاريع النووية الى سلمية وعسكرية نظرا لأن المعيار الفاصل في ذلك درجة ومستوى عمليات التخصيب والطرد المركزي في المشروع ! يسعى النادي النووي الى التوصل لنظام في عام 2016 يتحقّق عنده ضمان الأمن النووي في التكنولوجيا وتجهيز المواد النووية للأغراض السلمية الاّ ان سير الأجتماعات والمحادثات وتصاعد التوتّر في مناطق مختلفة من العالم تجعل الأمر بعيدا عن المنال في المدى المنظور ! يعمل المنتدى النووي أن يكون مركزا لأحتواء وأدارة الشؤون النووية بأنشاء بنك للوقود ومراقبة وتامين تجهيز المواد النووية بالتنسيق والتعاون مع حكومات الدول المستضيفة والراغبة في أقامة المشاريع !
من الأسباب المعلنة للقيام بعملية الأحتواء والتنسيق والسيطرة في المجال النووي تصاعد المخاوف المستندة على سعي بعض المنظمات الأرهابية في الحصول على المواد اللازمة لصنع القنبلة النووية بعد أن توفّرّت لها المعرفة الفنيّة والتكنولوجية ؟؟!! منذ عام 2012 ، قامت 7 دول بازالة جميع المواد من على أراضيها وبقيت 25 دولة مالكة وخازنة لمواد نووية ! من أولويات مساعي في هذا المضمار جعل الشرق الأوسط منطقة منزوعة السلاح النووي ودعم ومساعدة الدول على تكوين قدرات فنيّة لأنشاء مشاريع تخدم الأغراض السلمية !
المشروع النووي الأيراني كان محورا أساسيا حيث عرض مسعى لعقد مفاوضات حول مائدة مستديرة تحضرها أيران وبعض من الدول العربية ( مصر ، المملكة العربية السعودية ،الأمارات العربية والأردن / أستثناء أسرائيل من المقترح ) المعتمدة لخطط أستثمار في مشاريع نووية ذات طابع سلمي ! جوهر المقترح يستند على مبدأ تعدّدية مصادر وحلقات الأنشطة النووية وقيام الدول المعنية بالتنسيق بينها في أطار من الشفّافية والتعاون الفني ! مقترح التفاوض لا يمكن له ان يتحقق من غير توفر درجة عالية من التعاون السياسي بين تلك الدول في القضايا العامة وبشكل خاص في مجال تطوير الأنشطة النووية ! " فائدة النموذج " أنّه يحقق لدول الشرق الأوسط أنخفاضا في التكاليف الكليّة ووفورات أقتصادية ! بطبيعة الحال الشرط المسبق لتنفيذ ذلك توفّر الأرادة والثقة السياسية الغائبة حاليا وفي المدى المنظور!
شارت بعض الأوراق البحثية أن ممارسات دول اقليمية وعالمية تقع في دائرة الأرهاب والترهيب النووي في مقدّمتها أستئثار القوى العظمى بحيازة ترسانات من الأسلحة النووية دون مشروعية وأجماع دولي حول ذلك ! كما أن البعض من القوى النووية تستغل وتستخدم أراضي الدول الفقيرة كمكبّات للمخلفات النووية ( دفن النفايات النووية في الصحاري ) وبدون أعتبار للمخاطر التي ستتعرّض لها أجيال الشعوب في المدى القصير والبعيد ! لذلك تعتبر تلك الممارسات من أعمال الأرهاب النووي !!
في الشرق الأوسط خبرنا ثلاث نماذج لمشاريع نووية تختلف في الأهداف والمستوى يثار حولها الكثير من الجدل لتعلق الأمر بغموض نوايا وأرادات القوى العظمى في هذه المنطقة الحيوية من العالم :
اولا . المشروع الأسرائيلي المعلن والمؤكّد في حيازة أسرائيل على رؤوس نووية وقدرتها في التفعيل بزمن قياسي متجاوزة بذلك القرارات الدولية التي يجرى تجاوزها والتعتيم عليها من قبل القوى العظمى اللاعبة في المجال النووي ! تبرير السلوك أن أسرائيل محاطة ببيئة عدائية وأن سلاحها ضروري لأغراض " الردع " ومسيطر عليه نظرا لكون النظام ديمقراطي "عقلاني منضبط متوازن " !!؟؟
ثانيا . المشروع العراقي الذي جرى تدميره من قبل أسرائيل (1980) لكونه يشكل خطرا مستقبليا فعملها العسكري ضرورة " أستباقيّة " للقضاء على الخطر الداهم !بعد ذلك وقع العراق في فخّين دوليّين (الحرب الأيرانية والدخول الى الكويت ) أعقبهما حصارا لا أنسانيّا دمّر ركائز العراق الماديّة والبشرية ! فيما بعد جرى غزو واحتلال العراق تحت حجّة أمتلاكه لأسلحة دمار شامل (ثبت دوليا بطلان الأدّعاء) وأنزل على العراق كوارث مادية وبشرية وأنسانية قدّرها البعض بحجم كوارث أكثر من قنبلة نووية والعالم لا يزال متفرّجا صامتا أمام ملحمة التدمير المذهلة الدائرة منذ 2003 !!
ثالثا . المشروع الأيراني المؤكّد من حيث النوايا والأرادات المصرّة على أستكمال حلقات التنفيذ تكافئه القوى العظمى بمفاوضات دولية طويلة النفس تهدف الى التوصّل لأتفاق يعترف بأيران كقوة أقليمية مهيمنة على حساب مصالح دول المنطقة !! ايران تطمح وتسعى وتعمل في هذا الأتّجاه منذ زمن طويل ( عودة الأمبراطورية الفارسية / بوليس الخليج في زمن الشاه الأخير) يدعم ذلك امكاناتها الجيوسياسية والديموغرافية والنفطية وفلسفة نظام الحكم الذي لم يتغير جوهره في السيطرة والتحكّم والهيمنة (سوريا ،العراق، لبنان ، الخليج ، اليمن......)!!
نوايا وأرادات غامضة ومعايير مزدوجة يجري حجبها وتغييرها والتلاعب بها في ظل النموذج الأسرائيلي والأيراني والداعشي !!!