EN | AR
سموّ الأمير الحسن يفتتح ندوة "مناهضة التطرّف العنيف ..."
الخميس, مارس 25, 2010

بالتعاون ما بين المنتدى ووزارة الخارجيّة النرويجيّة والمعهد الدولي للسلام  وجامعة مانشستر متروبوليتان سموّ الأمير الحسن يفتتح ندوة "مناهضة التطرّف العنيف ..."  ضرورة بناء الثقة من أجل الكرامة الإنسانيّة والانتقال من القول إلى الفعل  مناقشة برامج التحرّر من جذور التطرّف وإعادة تأهيل الضحايا

 

عمّان- قال سموّ الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربيّ وراعيه: إنّ الحرب على الإرهاب قد برَّرت الحاجة الشديدة على مستوى العالم إلى رؤية جديدة مبنيّة على التكامل الإنساني والكرامة الإنسانية؛ مُشيرًا إلى أنه آن الأوان للحديث عن استقرار شعوب إقليم غرب آسيا وشمال إفريقيا.

وأضاف سموّه، في الكلمة الافتتاحيّة لندوة "مناهضة التطرّف العنيف: التعلُّم من برامج مناهضة التطرّف في بعض الدول ذات الأغلبيّة المسلمة"، التي عقدها المنتدى بالتعاون مع وزارة الخارجيّة النرويجيّة والمعهد الدوليّ للسلام IPI التابع لهيئة الأمم، يومي الثلاثاء والأربعاء 16 و17/3/2010: أنّه لا بدّ من تطوير محادثات لمناقشة مستقبل الإقليم ضمن الفضاء الثّالث، الحكوميّ والخاصّ والمدنيّ، مع التركيز على التمكين القانونيّ للفقراء وشمول المواطنين بوصفهم شركاء في بناء مستقبلهم.

وأكّد سموّه أهميّة دبلوماسيّة المواطنين في سياق الحديث عن الأمن المندمج والأمن الإنساني في المنطقة؛ موضحًا أنّه من الضروريّ التّركيز على قضايا الأمن السكانيّ، والأمن الغذائيّ، وأمن المصادر والأمن البيئيّ، وأمن الطاقة، والأمن الماليّ، والأمن الثقافيّ، والأمن الاستباقيّ، وأمن الدولة، وأمن السوق، والقواسم العالميّة.

وقال سموّه: إنّ إقليم غرب آسيا وشمال إفريقيا يحتاج إلى مجلس اقتصاديّ ومجلس آخر اجتماعيّ، يجتمعان كلّ ثلاثة أشهر ضمن الفضاء الثّالث ويقدِّمان توصياتهما للحكومات.

وأوضح سموّه أنّ حماية البيئة في المنطقة يجب أن تركِّز على البيئة الطبيعيّة والبيئة الإنسانيّة؛ مشيرًا إلى أنّه من الصعب التّفريق بين اللاجئين السياسيّين ولاجئي المناخ والمشرَّدين والمُرحَّلين، الذين يشتركون في العيش على اليابسة نفسها، ويستهلكون المياه نفسها أيضًا.

وبيّن سموّه ضرورة وضع الشعوب في صميم التنمية؛ مؤكّدًا أنّ الفقر يكمن في إنكار حقوق النّاس في المشاركة الفاعلة في تشكيل مستقبلهم. ودعا إلى تعميق الأُلفة الثقافيّة بين شعوب المنطقة ومع شعوب الأقاليم الأخرى. كما دعا إلى تأسيس مركز لمنع النزاعات في المنطقة؛ إلى جانب العمل على الوصول إلى تمثيل مؤسّسيّ على مستوى العالم من خلال ترسيخ الاستقلال المتكافل للشعوب والدول. وجدَّد سموّه الدّعوة إلى إنشاء صندوق للتضامن الاجتماعيّ مع الفقراء في غرب آسيا وشمال إفريقيا، إلى جانب وضع ميثاق للطاقة، وأشار إلى حاجة المنطقة إلى مؤتمر إقليمي للأمن والتعاون.

كما أكَّد الأمير الحسن الحاجة إلى بناء الثقة من أجل الكرامة الإنسانيّة، والانتقال من القول إلى الفعل من أجل التشجيع على إرادة البقاء لشعوب المنطقة؛ مركِّزًا على الأهميّة الاستراتيجيّة للتعليم والإعلام في هذا المجال. وأوضح سموّه أهميّة القواسم الإقليميّة والعالميّة في إدارة القضايا فوق القُطريّة، وضرورة الاستثمار في الفضاء العقليّ من أجل النهوض بالمسؤوليّة تجاه المستقبل.

تناولت الجلسة الرئيسيّة في اليوم الأوّل للندوة (الثلاثاء 16/3/2010) النتائج التمهيديّة لدراسات الحالة عن مناهضة التطرّف العنيف. وتحدَّث فيها د. حامد السعيد من جامعة مانشستر متروبوليتان، و د. جين هاريغن Jane Harrigan من جامعة لندن في المملكة المتحدة. 
ثم عُقدت جلسات نقاشية حول موضوعات محدّدة ضمن الموضوع العام، تطرّقت الجلسة الأولى منها إلى التحدّيات التي واجهت برامج مناهضة التطرّف العنيف من خلال بحث كيفيّة انعكاس النتائج المختلفة والمتوقّعة لهذه البرامج عبر مصطلحات مناهضة التطرّف والتحرّر منه وإعادة التأهيل، وبحث إمكانات نجاح هذه البرامج أيضًا في ظلّ الظروف الحاليّة، إقليميًّا وعالميًّا. كما تناولت هذه الجلسة التطرّف العنيف خارج متناول برامج مناهضة التطرّف، ومدى توسُّع البرامج نفسها في المناطق موضوع البحث؛ كذلك في العالم.

تحدَّث في هذه الجلسة، التي ترأسها أ.د. كامل أبو جابر، وزير الخارجية الأردنيّ الأسبق وعضو مجلس الأعيان سابقًا، كلٌّ من: Tore Bjorgo Dr.   من كليّة الشرطة الجامعيّة النرويجيّة/الشؤون الدوليّة النرويجيّة، و Dr. Peter Neumann، مدير المعهد الدوليّ لمركز دراسات التطرّف في المملكة المتحدة.
وناقشت الجلسة الثانية دور الجاليات ورجال الدّين والعائلات في مناهضة التطرّف، من خلال كيفيّة نشوء التطرف العنيف وتجذّره، ودور هذه الفئات اجتماعيًّا وحضاريًّا، وما إذا كانت السجون تصلح لتطبيق برامج مناهضة التطرّف، وكيفية إثارة الموضوع بهدف الإصلاح.
تحدَّث في هذه الجلسة، التي عُقِدَت برئاسة د. فرنشيسكو مانسيني، مدير البحوث في معهد السلام الدولي، أ. عبد الرحمن الهدلق، المدير العام لمديرية الأمن العقائدي في وزارة الداخليّة السعوديّة، وأ. الأمين الحاج من وزارة الخارجيّة الجزائريّة، وأ. محمّد زركاسه من شرطة أندونيسيا الوطنيّة.

وتابعت الندوة أعمالها في اليوم الثاني (الأربعاء 17/3/2010) بجلسة ثالثة حول موضوع حوافز للتغيير، نوقشت فيها كيفيّة تنفيذ برامج مناهضة للعنف على المستوى الفرديّ؛ بما في ذلك التعليم والتوظيف والزواج، واستخدام موضوعات محدّدة من برامج مناهضة التطرّف ضمن برامج أخرى، والعقبات المتعلقة بذلك.

وتحدَّث حول موضوع الجلسة، التي ترأسها د. جواد العناني، نائب رئيس الوزراء الأردنيّ ورئيس الديوان الملكيّ سابقًا، كلٌّ من: د. أبو تسليم محمّد أمين، عميد الإعلام والاتصال الجماهيريّ في الجامعة الأمريكيّة بدبي/الإمارات، و د. عمر عاشور، مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط في معهد الدراسات العربيّة والإسلاميّة بجامعة إكستر/المملكة المتحدة، و د. جون هاريسون، رئيس بحوث الإرهاب في المركز الدوليّ لبحوث العنف السياسيّ والإرهاب بسنغافورة،        أ. دريس نجم، مستشار وزير العدل في المملكة المغربيّة.

ودار النّقاش في الجلسة الرّابعة حول استخدام الإنترنت من جانب جهات متطرّفة عنيفة، ومدى نجاح تلك الجهات في الاستفادة من إمكانات الشبكة العالميّة، وإمكانيّة الاستفادة من الشبكة نفسها في تنفيذ برامج مناهضة التطرّف.
ترأس هذه الجلسة الشريف فواز شرف، الدبلوماسيّ ووزير الثقافة والشباب الأردنيّ سابقًا، وتحدَّث حول موضوعها: أ. محمّد أبو رمان، المحلِّل السياسيّ في صحيفة "الغد" الأردنيّة، و أ. إيفان كولمان، مستشار شؤون الإرهاب من الولايات المتحدة، وأ. ماجد المرسال عضو فريق "سكينة" من المملكة العربيّة السعوديّة.

وناقشت الجلسة الخامسة والأخيرة النجاحات والتحدّيات المتعلّقة بتطبيق برامج مناهضة التطرّف واستمراريتها، ومعايير تقييم النجاح أو الفشل، والاستفادة من ذلك في تقوية البرامج وتحسينها. كما ناقش المشاركون التطبيقات الثقافيّة المشتركة وعبر الجغرافيّة في هذا المجال والدروس المستفادة، وكيفيّة استقطاب المؤسسات الدوليّة للمساهمة في مناهضة التطرف.

تحدَّث في هذه الجلسة، التي ترأسها أ. حسن أبو نعمة، السفير السابق ومدير مركز الأمن الإقليميّ الإنسانيّ في الأردن، أ. ريتشارد باريت، منسق اللجنة الفرعيّة لعقوبات القاعدة وطالبان في الأمم المتحدة، و الصحافيّ أ. حسن أبو هنيّة من الأردنّ.

واختُتِمت الندوة بجلسة تحدَّث فيها د. حامد السعيد، و د. فرنشيسكو مانسيني،  وأنيتا نيرغارد، نائب مدير عام في وزارة الخارجيّة النرويجيّة، و أ. د. هُمام غَصِيب، أمين عام منتدى الفكر العربيّ، الذي أكّد في كلمته على انتهاج التفكير العمليّ من خلال استلهام كلمات سموّ الأمير الحسن لإطلاق عمليّة تُولد من رحم الندوة. وقال: إنّ المنتدى يرحِّب دومًا باستضافة مثل هذه اللقاءات، خاصّة أنَّ تأسيس المنتدى جاء لتأكيد أهميّة الحوار بين العرب أنفسهم وبينهم وبين الآخرين. وقد بادر المنتدى إلى عقد عدد من لقاءات الحوار خلال الفترات السابقة، ومنها: الحوار العربيّ الصينيّ، والحوار العربيّ الأوروبيّ، والحوار العربيّ اليابانيّ، والحوار العربيّ الأمريكيّ. وهنالك ترتيبات لاستمرار هذا النوع من الحوارات؛ إذ يجري الترتيب حاليًّا لعقد حوار عربيّ تركيّ، وآخر مع أمريكا اللاتينيّة، وثالث مع إفريقيا.

إضافة إلى ذلك، فإنّ المنتدى مهتم بموضوع المواطَنة، الذي بحثته الندوة الفكريّة السنويّة في الرباط عام 2008، وسيكون موضوع الندوة الفكريّة السنويّة للعام الحالي 2010 "التربية والمواطَنة". ومن حُسن الطالع أنّ المنتدى يعدّ العدّة لعقد مؤتمر بالتعاون مع جامعة نايف العربيّة للعلوم الأمنيّة/الرياض بعنوان "الأمن العربيّ الشامل: الواقع والمأمول" خلال صيف هذا العام؛ والمؤتمر الشبابيّ الرابع في الربع الأخير من هذا العام أيضًا، لمناقشة ظاهرة العنف؛ فضلاً عن اهتمام المنتدى بقضايا المرأة.
وقال أمين عام المنتدى: إنَّ هذه السلسلة من المؤتمرات والندوات والحوارات تُضيف العنصر التراكميّ لنشاط المنتدى ضمن سيرورة حول مختلف القضايا المتعلِّقة بموضوع الأمن الإنسانيّ.  

 

exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©