وزير الثّقافة أ. نبيه شقم، ورئيس لجنة الإصدارات والنّشر أ.د. هُمام غَصِيب يؤكّدان أهميّة الإصدارات في الدّفاع عن المدينة المقدّسة وإحياء الذّاكرة تاريخيًّا وجغرافيًّا
عمّان- أكّد معالي أ. نبيه شقم، وزير الثقافة الأردنيّ، أنّ القدس لم تكن يومًا إلاّ جوهر القضيّة الفلسطينيّة، وسرّ إنسانيّتها وقداستها. فهي ضمير الإنسانيّة، ومركز الديانات السماويّة، وقد شكّلت عبر تاريخها سجلاً حافلاً بالإيمان والطّهر، والمعاناة والظّلم. وقد وقف الأردنّ، حكومةً وشعبًا، منذ بواكير تفجُّر القضيّة الفلسطينيّة في عشرينيّات القرن المنصرم، إلى جانب الحقّ العربيّ الفلسطينيّ؛ متّخذًا من بيت المقدس رمز الدّفاع والمواجهة. فمنذ قادَ الهاشميّون جيش الثّورة العربيّة الكبرى، من أجل حريّة العرب واستقلالهم وحياتهم الفُضلى، كانت القدس والأرض المباركة حولها محطّ الاهتمام وقِبلة الرّوح.
وقال أ. شقم في كلمته التي ألقاها في حفل إشهار إصدارات القدس عاصمة للثّقافة العربيّة 2009، الذي أقامته وزارة الثقافة برعايته في المركز الثقافيّ الملكيّ، صباح الأربعاء 18/8/2010: إنّ اختيار القدس عاصمة للثقافة العربيّة كان تأكيدًا لتمسُّك العرب بالقدس وفلسطين عربيّتين مستقلّتين، وأنّ فرض الواقع سرعان ما يزول أمام الحقّ والمُطالبة به ... وقد قادت وزارة الثقافة هذه الاحتفاليّة في الأردنّ، ووفّرت لها الإمكانات المادّيّة والبشريّة والمعنويّة. وكانت احتفاليّة الأردنّ الأبرز والأنجح عربيًّا بشهادة مراقبين مختصّين أشاروا إلى تميّزها بالنّوعيّة والكثافة والتنوّع.
ووصف وزير الثّقافة إصدارات الوزارة بهذه المناسبة بأنّها على سويّة عالية علميًّا ومعرفيًّا؛ إذ توفّر مرجعيّة معرفيّة مهمّة تُسهم في بناء مرجعيّة علميّة ، يكون لها دورها في الدّفاع عن بيت المقدس، ونقل هذا الإرث بأمانة ودقّة. وأوضح أنّه أُعيدت طباعة كتب نادرة عن القدس، لم تعُد في متناول القرّاء. كما كُلِّف كُتّاب وباحثون مختصّون لإنجاز مؤلَّفات جديدة عن القدس.
وشكر الوزير رئيس لجنة إصدارات القدس عاصمة للثقافة العربيّة وأعضاء هذه اللجنة على ما بذلوه من جهد؛ كذلك اللجنة التنفيذيّة في الوزارة ولجان احتفاليّة القدس وكوادر وزارة الثقافة؛ موضحًا أنّ الوزارة وفّرت للجنة الإصدارات كلّ دعم ممكن، وأقرّت خطّتها من دون تدخّل، وقدّمت الدّعم المادّيّ المطلوب لضمان صدور الكتب بمواصفات فنّيّة عالية.
من جهته، قال أ.د. هُمام غَصِيب، أمين عام منتدى الفكر العربيّ، ورئيس لجنة الإصدارات والنشر لاحتفاليّة القدس 2009، في كلمته: لقد كُتبَ ما كُتبَ عن القدس، وصُوّرَ ما صُوّر، ولُحِّنَ ما لُحِّنَ من النّغَم. ولا ننسى البحوثَ والدّراساتِ التي دُبّجَتْ، والمجلّدات القَشيبةَ وغيْرَ القَشيبةِ التي سُطّرتْ عنها. ومَعَ ذلك، فإنّ القدسَ ما زالتْ تستصرخُنَا للمزيدِ من العملِ أوّلاً، والعملِ ثانيًا، والعملِ ثالثًا، والقوْلِ الجادِّ العميقِ رابعًا. فإذا لمْ نكنْ من أصحابِ القرار والعمل، فلا أقلَّ من أنْ ندعمَ المكتبةَ العربيّةَ بالأعمالِ المقدسيّةِ التي تنطقُ وتتوهّجُ كالجَمْر، وتُحيي التّاريخَ والجَغْرافيا – أي الزّمانَ والمكان – وشخصيّةَ المدينةِ النّابضة، وما تحملُهُ الذّاكرةُ الحيّةُ من مقدسيّات.
وأضاف: إنّ فلسطينَ توأمُ الأردنّ؛ والقدسَ توأمُ عمّان. من هُنا، كان برنامَجُ وزارةِ الثّقافةِ الأردنيّة الحافل للاحتفاء والاحتفال بالقدس عاصمةً للثّقافة العربيّة 2009. ومن هُنا، كان هذا الجَمُّ من اللّجان التي شكّلَتها الوزارة. وكان منها لَجْنَةُ الإصداراتِ والنّشر، التي شُرِّفتُ برئاستِها، والتي انبرتْ منذ تشكيلِها بكلِّ ما بوُسْعِها لإصدارِ عددٍ من الكتبِ الجديدةِ القيّمةِ عن القدس؛ إضافةً إلى إعادةِ نشرِ عددٍ من الأعمالِ الجليلة التي يَصْعُبُ الحصولُ عليها لسببٍ أو لآخر. كذلك ركّزت اللَّجْنَةُ على الأعمالِ المقدسيّةِ الكاملة لعددٍ من المؤرّخين المشهودِ لهم بالمستوى الرّفيعِ والإتقان.
وأشار د. غَصِيب إلى أنّه بقي للمستقبلِ – بإذنِهِ تعالى – كُرّاساتٌ شبابيّةٌ مُصاغةٌ بالسّهلِ الممتنع من دونِ إخْلال؛ وأطالسُ تضمُّ خرائطَ ومُخطّطاتٍ وصورًا فوتوغرافيّةً ولوْحاتٍ فنّيّةً عن القدس؛ وغيْرُ ذلك.
وأشاد رئيس لجنة الإصدارات والنّشر بما قدّمته الوزارة بكُلِّ طاقَمِها من تيسيرِ الأمورِ والمساعدةِ في المتابعة وحَلِّ المُشكلات؛ وبجهود أعضاء اللجنة والطّاقم الإداريّ والفنّيّ الذي تعاون معها من موظّفي وزارة الثقافة ومنتدى الفكر العربيّ، ومطبعة السّفير. وقدّم الشكر إلى السيّدةُ فريدة العسلي، أرملةُ المؤرّخ المرحوم د. كامل العسلي، التي زوّدت اللجنة بمجموعةٍ من بحوث د. العسلي ودراساته ومقالاته التي لمْ يَسبقْ أنْ نُشرتْ بيْنَ دفّتَيْ كتاب؛ كذلك إلى د. "محمّد هاشم" غوشة الذي لم يبخل على اللجنة بالآراء والمقترَحاتِ السّديدة.
واختتم كلمته بالقول: الشّكرُ كل الشّكر لبلدِنا الغالي ولوزارةِ الثّقافة – معالي أة. نانسي باكير، ومعالي أ.د. صبري اربيحات، ومعالي أ. نبيه شُقم؛ وعطوفة أ. جريس سماوي، والعاملين في الوزارة فرْدًا فرْدًا – لِما قدّموه بتَفَانٍ ومحبّةٍ وسَعَةِ أُفق للقدس التي لنْ تنساها الأمّةُ أبدًأ.
يُذكر أنّ لجنة الإصدارات والنّشر تضمّ في عضوّيتها: أ. هزّاع البراري، مدير الدّراسات والنّشر في الوزارة، مُقرِّرًا؛ و أة.دة. هند أبو الشّعر؛ و أ. عودة القضاة؛ و أ. محمّد يونس العبادي؛ و د. محمّد صالح بني عيسى؛ و م. نضال يحيى السقرات. كما حضرَ بعض اجتماعاتها أ. محمود حسين ملكاوي.
اشتملت إصدارات القدس عاصمة للثقافة العربيّة على زهاء عشرين مجلّدًا ضمّت الأعمال المقدسيّة الكاملة للمؤرّخ د. كامل العسلي في أربعة مجلّدات، وأعمال المؤرّخ عارف العارف في مجلّدين، وأعمال أ.د. عبد الجليل عبد المهدي في مجلّدين؛ ثمّ "الأُنس الجليل بتاريخ القدس والخليل" لمجير الدين الحنبلي العُليمي؛ و"رحلتي إلى بيت المقدس" لعبد الغني النّابلسي؛ و"مدينة القدس في العهد الأيوبيّ" من إعداد أة. مقبولة حسن؛ و"القدس في العهد العثمانيّ" من إعداد د. "محمّد هاشم" غوشة؛ و"معجم المؤلّفات المقدسيّة" من إعداد أ. عبدالله دمدوم؛ و"القدس ... القدس ... القدس" في مجلّدين، وهو يشتمل على أوراق المؤتمر الدّوليّ عن القدس الذي عقدته وزارة الثقافة في عمّان 4-8/10/2009؛ و"القدس الإسلاميّة" بتحرير د. "محمّد هاشم" غوشة ومشاركة مجموعة من الباحثين.