EN | AR
جلسة عصف ذهني في منتدى الفكر العربيّ حول المشروع النهضويّ العربيّ سموّ الأمير الحسن بن طلال يدعو للتركيز على الأمن الإنسانيّ لمأسسة الطموحات العربيّة
الأحد, مارس 20, 2011

عمّان- أكد سموّ الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربيّ وراعيه، أن المشروع النهضويّ العربيّ ودوره في التكتلات العالمية، يُترجَم بالكرامة والعدالة لنا جميعًا والأمن الإنسانيّ في القواسم العالمية على خلفية القواسم الإقليمية.

  وأوضح سموّه في كلمته أمام المشاركين في جلسة العصف الذهنيّ تمهيدًا للمائدة المستديرة حول المشروع النهضويّ العربيّ، التي عُقِدَت في مقرّ المنتدى بمشاركة عدد من الأعضاء من الأردنّ، صباح الاثنين 14/3/2011، أنَّ هذا الإقليم هو جزء من العالم الثالث، وأكثر أجزاء العالم خطورةً وحرمانًا، كما نرى في هذه الأيام، لكنه أيضًا الأكثر تنوعًا وحيوية.

وأشار سموّه إلى أنّ الحديث عن القواسم العالميّة هو حديث عن الرؤيويّة وليس الرَعَويّة، والهدف من هذه اللقاءات التركيز على المعايير العالميّة والدوليّة للكرامة الإنسانيّة. وأضاف: أنَّ الديمقراطيّة سيرورة وليست شرطًا، إضافة إلى أنها أسلوبيّة ومنهجيّة نمطيّة، وأنَّ منتدى الفكر العربيّ بحاجة إلى حالات دراسيّة من هنا وهناك لمعرفة وتيرة هذه السيرورة والتشاركيّة المنشودة.

ودعا سموّ الأمير الحسن إلى بناء قاعدة معرفيّة تفصيليّة نزيهة تحول دون اختراق الفساد للواجهات؛ مشيرًا إلى غياب مثل هذه القاعدة المعرفيّة الوطنيّة في البلاد العربيّة.

وركَّز على مفهوم الأمن الإنسانيّ بوصفه مأسسة للطموحات العربيّة. وقال: علينا أن نزرع الأمل، وفي الوقت نفسه أن نهتمّ بالمضامين الاقتصاديّة، وخصوصًا ارتفاع الأسعار، بما في ذلك أسعار النفط والنقل، وشحّ المياه، وارتفاع أسعار البذور والأسمدة، وتناقص التربة الخصبة، والقيود على تصدير الغذاء، وغير ذلك من قضايا ذات صلة وثيقة بمستقبل الإنسان العربي.

وأكّد أن نجاة المجتمعات العربيّة مدنيًا وديمقراطيًا تأتي من خلال الاعتراف بالتعدّد؛ داعيًا إلى ميثاق اجتماعيّ للإقليم لإعادة الاعتبارات الاجتماعيّة والإنسانيّة إلى منتصف دائرة الاهتمام ضمن الفضاء الثالث، أو مشاركة الرسمي والخاص والمدني من أجل تفعيل قوى المجتمع. كذلك إلى العمل على التعامل مع المضامين والابتعاد عن الشعارات، وتنمية القدرة الأسلوبيّة للديمقراطيّة في تنمية السِّلم والأمن الداخليّ.

وفيما يتعلَّق بالبيئة الإنسانيّة، دعا سموّه إلى التعجيل في بناء هيئة فوق قطريّة للمياه والطاقة في المنطقة ولخدمة المجتمعات المهمّشة والمُستبعَدة؛ مشيرًا إلى أن المطالب المتزايدة من الغذاء والطاقة تسبب حاليًا تعثرًا شديدًا في الإمدادات، عدا أنها تُعدّ مصدرًا لعدم الاستقرار في الاقتصاد الكلّيّ.

ناقش المشاركون في هذه الجلسة المضامين التي اشتملت عليها كلمة سموّ الأمير الحسن؛ مؤكّدين أنّ هذه الكلمة تشكِّل وثيقة مهمة في سعي المنتدى لرسم معالم المشروع النهضويّ العربيّ بما يتناسب ودوره الفكريّ ورسالته المتجددة وهو يحتفل بالذكرى الثلاثين لتأسيسه، وفي ضوء التحولات الجارية في الوطن العربيّ. كما ناقشوا بعض الجوانب التي تضمّنتها ورقة "المشروع الحضاريّ العربيّ ودوره في التكتلات العالميّة"، التي قدّمها د. إسماعيل سراج الدين إلى المنتدى، وأشاروا إلى مرجعيات فكرية أخرى في هذا السياق يمكن أن يُستَنَد إليها لتفعيل دور الفكر العربيّ في الاستجابة للتحولات ودراستها واستشراف مستقبل الأمّة؛ ومن ثم الخروج بورقة جامعة في هذا الصدد.

د. فايز خصاونة، أمين عام المنتدى بالوكالة، قال في كلمته التي ألقاها خلال الاجتماع: إننا مدعوون لتلبية نداء أطلقة سموّ الأمير الحسن قبل ثلاثين عامًا لإعمال فكرنا في انبعاث جديد للمشروع النهضوي العربي الذي يرتكز على تعددية خلاّقة، مشروع يستفيد من هذه التعددية للبحث عما يعود بالخير حاضرًا ومستقبلاً على كل المواطنين فيه.

وانبثق عن هذا الاجتماع لجنة مؤلفة من كلّ من: د. جواد العناني؛ د. عبد السلام العبادي؛ د. فايز خصاونة؛ د. كامل أبو جابر؛ د. وليد عبد الحي، لتدارس إصدار بيان عن موقف المنتدى من أحداث الوطن العربيّ.

يذكر أنّ هذه الجلسة تأتي في سياق جلسات حواريّة برئاسة سموّ الأمير الحسن، عقدها المنتدى خلال الأسابيع الماضية لمناقشة الواقع العربيّ ومستقبل المنطقة، وشارك فيها إضافة إلى أعضاء في المنتدى مثقفون وشباب وخبراء من الأردن وبعض الدول العربية.

 



exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©