أهم شريحة من الموارد البشرية النخب المتمرّسة في تنظيم وادارة عمل مؤسّسات الدولة والحكومة والمجتمع القادرة على الإستشراف والأبداع وإستنباط الحلول التنفيذيّة الناجعة لحل الإختناقات والمعضلات ومواجهة المآزق والكوارث الأمنية والقانونية والسياسية والإقتصادية والمالية والإنسانيّة في إطار البيئيّة والإمكانات المادّية والبشريّة المتاحة والمحتملة ! منذ إستقلال العراق ولغاية غزوه وإحتلاله عام 2003 ، عرفت النخب العراقيّة وطنيّا وإقليميا ودوليا بإخلاصها ونزاهتها وكفائتها العالية في التعبئة والتنظيم والإدارة عبر كوارث ومآزق ومحن مرّ بها العراق المعاصر(بناء مؤسّسات الدولة ومجلس الإعمار ، تأميم النفط ،نجاح تجربة القطاع العام في بناء البنى التحتية وقيادة وتطوير القطاعات الأقتصادية والخدمية والتعليم والبحث العلمي ، الحرب العراقية – الإيرانيّة ، إعادة الإعمار بعد حرب الكويت ، الحصار الأقتصادي والإنساني الذي أعتبر عالميا جريمة إبادة – جماعيّة ...)! تبيّن أحداث ووقائع ثلاث عشر سنة من فساد النظام السياسي وقيادة شخوصه لبرامج تدمير ممنهجة متصاعده للموارد الماديّة والبشريّة ومنظومات الدولة والحكومة والمجتمع ونهب الثروة الوطنيّة، أن قتل وسجن وإقصاء النخب في الداخل وتشريدها وتفكيك قواعدها ومحاولات استغلالها في المنافي كانت ولا زالت من أولويّات عمل دوائر عديدة إنتظمت في ماكنة رهيبة غايتها الكبرى إبقاء العراق في هوّة سحيقة من الجهل والتخلّف والقضاء على أيّة امكانات لتشكيل قوّة وطنيّة ذاتيّة تقود البناء والنهوض من جديد ! عمليّة التفكيك الجارية تقوم بها كتل وأحزاب وتيّارات وحركات سياسيّة تكاثرت كالفطريّات التي لا يعرف لها جذور ويحيط بها الغموض في النشاة والتمويل والنوايا والبرامج تتوزّع ولاءاتها لمحتل ومال ومحافل وحكومة وبرلمان فاسدين وسماسرة ومقاولين ! لم يعرف لهذه الدمامل السياسية أيّ فعل أو تنسيق أو إلتزام في إطلاق مشروع وطني حقيقي يجمع كافّة النخب العراقيّة من أجل تشكيل قوّه وطنيّة ذاتيّة تؤثّر في الفعل الميداني والقرار الداخلي والخارجي ! عملت الآليّات المستحدثة من خلال تنظيم وعقد ندوات وإجتماعات ومؤتمرات تستغل فيها أسماء نخب وطنيّة خاصّة الشيوخ منها التي لم تتخلّى ولم تنحرف ولم تهادن ولم تشترى! أرادت بذلك تحييدها وإخراجها عن مساراتها الوطنية الهادفة الى وقف النزاعات والصراعات والقضاء على الفساد واسترجاع وحدة الوطن والمجتمع في اطار نظام سياسي عصري متوازن في القوّة والمصالح ! من برامج النخب الوطنيّة الدعوة لعقد مؤتمر عام يجمع كافّة القوى الوطنية في الداخل والخارج ومن دون رعاية خارجيّة للتوصّل الى تشكيل قوّة عراقية ذاتيّة مؤثّرة في صياغة النظام السياسي . مؤتمر كهذا يتاج الى لجنة تحضيرية تتشكّل من رموز وطنيّة نزيهة حياديّة معلنة أسماؤها، تقوم بعملية التنسيق مع القوى والأطراف والشخصيّات الوطنيّة لتوحيد النوايا والإرادات والرؤى في جدول أعمال يخرج عنه مباديء ومرتكزات وخريطة طريق ملزمة وبضمان أطراف دوليّة محايدة! يحيط بالوطن ، محتل وطامعون وسماسره ومقاولون أخسّاء جشعين يتاجرون بالدم وآلام الإنسان والحرمات ... شعب عريق أنهكه القتل والتدمير والتهجير فأصبح اليوم لا يرى غير الثورة طريقا للحياة ! 12 / 5 / 2016