EN | AR
لقاء فكري حول الفجر العربي الجديد بمشاركة سمو الأمير الحسن بن طلال والإمام الصادق المهدي وأكاديميين وشخصيات فكرية عربية
الخميس, أغسطس 25, 2011

استقبل سموّ الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي وراعيه، في المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، صباح يوم الخميس 18/8/2011، الإمام الصادق المهدي، رئيس المنتدى العالمي للوسطية، بحضور سعادة السفير السوداني لدى الأردن السيد عثمان نافع حمد، وعدد من الشخصيات الفكرية والأكاديمية، ومن بينهم د. سعد الدين العثماني من المملكة المغربية، ود. محمد مورو رئيس تحرير مجلّة "المختار الإسلامي" في مصر، إضافة إلى مديري وممثلي المؤسسات العلمية والفكرية التي يترأسها سموّه.

وقد عُقد لقاء بهذه المناسبة أداره سموّ الأمير الحسن، وتحدث فيه الإمام الصادق المهدي حول عدد من قضايا العالم العربي والإسلامي، مستعرضًا أهم ما جاء في كتابه "معالم الفجر العربي الجديد".

وكان سموّه قد أشار في كلمة قدَّم بها هذا اللقاء إلى أن منتدى الفكر العربي يعمل على صياغة ميثاق اجتماعي عربي يضع المعوزين والمهمّشين والمستضعفين في صلب الاهتمام، ويُسهم في تعزيز إنشاء صندوق للزكاة، ما من شأنه تطبيق مفاهيم الإيثار والغيرية والخيرية، التي ما زال الاهتمام بها دون المرجو بل متلكئًا، مُذكِّرًا بالبُعد المتعلِّق باستثمار العائدات النفطية، كذلك البُعد المتعلِّق بالتسلُّح في إطار الصراعات الإقليمية، وما فرضته أوضاع داخلية معينة في بعض الأقطار العربية. 

وقال سموّه: إن الإصلاح لن يأتِ من دون سدّ فجوة الكرامة الإنسانية، وإن مقوّمات الإصلاحات الإدارية والمالية، الرسمية والمدنية والاقتصادية، لا بد أن تتضح لها نهاية الطريق قبل أن تخطو الخطوة الأولى. فلا يقبل أي إنسان صاحب ضمير أن تشهد الصورة العربية مزيدًا من التهميش والتشظي بإدارة العرب أنفسهم.

من جانبه أكد الإمام الصادق المهدي حساسية المرحلة التي تمرّ بها الأمّة العربية والإسلامية ودقّتها، مُشيرًا إلى الحراك الشعبي على الساحة العربيّة. ودعا إلى فتح أبواب الاجتهاد والتفكير لمواجهة التحديات. وقال: إن هذه الأمّة موعودة بالخيرية، وأن الرسالة الإسلامية تضع على عاتق هذه الأمّة مهمّة جليلة، موضحًا أن الإسلام في عالم اليوم هو الذي يشكِّل حيازة رأس المال الاجتماعي الأكبر في البلدان الإسلامية، كما أنه يشكِّل أيضًا القوّة الثقافية الأولى عالميًا.

ودعا الإمام المهدي إلى صحوة إسلامية حقيقية تجعل الأمّة قادرة على التغيير في نفسها، وتقديم الطروحات التي تخاطب مشكلاتنا في الديمقراطية والتعدد والعلاقات الدولية والتعايش بين الحضارات، مؤكدًا أن الإسلام هو دين الإنسانية، وليس لدى المسلمين مشكلة في موضوع التعددية الدينية؛ لأن الإسلام يتميز بأنه يُعطي هذه التعددية مشروعية ويتعامل مع الآخر من منطلق الاعتراف به، فيما الغرب يفتقد تمامًا إلى هذه الميزة. لكن المطلوب حاليًا كيف يؤدي الإسلام دوره في الحضارة الإنسانية المعاصرة بوصفه قوة اجتماعية وثقافية هائلة.

وتطرق النقاش الذي شارك فيه الحاضرون إلى العديد من الشؤون والقضايا، ومن أبرزها أخلاقيات الحراك الداخلي والخارجي، والسعي من داخل المجتمع لا الخروج عليه في سبيل الإصلاح والتجديد، والعودة إلى الشورى والحوار أو فن المحادثة النبيل – كما وصفه سموّ الأمير الحسن – وضرورة توظيف العلوم الإنسانية في تبيان معنى الوسطية في الإسلام، وافتقاد القدوة القيادية والمفكِّرة في العالم العربي، وموقف الإسلام من مسألة التنوّع الديني، وهل فتح باب الاجتهاد يؤثِّر على هُويّة الدين، وأهمية أن تُتنج الثورات العربية مُنتجًا متقدمًا يعزِّز الإصلاح، وأهمية الدمج بين البُعد الحياتي والبُعد العقديّ، كذلك أهمية الاحتكام إلى العقل في الشأن الديني، والبحث عن معادلة للأمّة تستعيد مكانتها من خلالها، والحاجة إلى نظرة دينية جديدة للتنوّع الديني والقومي، وفقهًا جديدًا قائمًا على حرية التفكير.

وفي تعليقه على مجمل النقاش أوضح الإمام الصادق المهدي أنه يؤيد استخدام العلوم الإنسانية من أجل المزيد من المعرفة عن الدين، ورأى أن الوسطية تعني الخيار الأفضل. وعزا قفل باب الاجتهاد إلى الاستبداد والقهر الفكري والفهم الصوري لمعنى الاجتهاد. وعبَّر عن ثقته بأن الإصلاح هو أساس التغيير لاسترداد ثقة الأمّة بنفسها، كما أن احترام حقوق المواطنة واحترام المبادىء التي نصّ عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هي تكفل التقدّم؛ إذ تقدّم الغرب لثلاثة أسباب مهمّة، هي: تحرير إرادة الشعوب من قبضة الطغاة، وتوفير أسباب المعيشة للناس، وحرية البحث العلمي.

وأشار سموّ الأمير الحسن في تعليقه إلى أن احتكار الحقيقة آفة من آفات العمل السياسي، وأن هنالك خطورة على هُويتنا من أنفسنا حين لا نعترف بالماورائيات، فيما الحكمة أتت أصلاً من الشرق. وأكد سموّه أهمية توضيح مَنْ نحن لأنفسنا وللآخر أيضًا، وأن نقدِّم أنفسنا شعوبًا خُلقت لتتعارف.

وفي ختام اللقاء وزِّعت نسخ من كتاب الإمام الصادق المهدي "معالم الفجر العربي الجديد".

 

exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©