عمّان- دعا سمو الأمير الحسن بن طلال إلى تأكيد مبدأ التشاركيّة في الثقافة في منطقة البحر المتوسط، والانتقال من مفهوم صراع الثقافات إلى مفهوم التنوع الثقافيّ؛ مشيرًا إلى خطورة هيمنة الثقافات الفرعيّة على السياسة، ما يؤدي إلى الإقصاء والتهميش. وتساءل: ماذا عن الإسلام من دون المتوسط. وقال: إن الحروب الدينيّة في الماضي أدت دورًا أساسيًا في بسط الهيمنة الاقتصاديّة في هذه المنطقة.
وأضاف سموه في ختام اجتماعات ورشات عمل المؤتمر الدوليّ "الفكر العربيّ في تلاقي مسارات الحضارة العالمية"، أمس الأحد 11/9/2011، الذي نظّمه منتدى الفكر العربيّ بالتعاون مع مجلس الحس: إنه من المهم أن نحمل في أذهاننا بعض المصطلحات المتعلقة بأخلاقيات التضامن الإنسانيّ، ذلك أن الموضوعات التي تعني النظام العالميّ، سواء التنمية أم معالجة الفقر أم الإرهاب أم غيرها، هي موضوعات تنطبق على منطقة البحر المتوسط، وقد آن الأوان لأن يرتبط ذلك في أذهاننا بقوى التغيير وحركات الشعوب والنساء والشباب والإعلام.
وقال سموه: يجب أن نلاحظ أن هنالك جنسيّات جديدة تنشأ وأمم جديدة آخذة بالتطور. ويجب أن نكون على استعداد لأن نتحدث بقوة في موضوع النظام الإنسانيّ. وأشار في هذا الصدد إلى ما اشتمل عليه تقرير الهيئة المستقلة الخاصة بالقضايا الإنسانيّة في العالم "هل تكسب الإنسانيّة معركتها؟"، الذي كان سموه أحد مقرّريها، وأوضح أن القضايا التي تعرّض لها التقرير ما تزال بعد عشرين عامًا قضايا ساخنة، ومنها حماية الجماعات الضعيفة كالأحداث وأطفال الشوارع، واللاجئين، والمهمشين، والمجتثين، واللاجئين، والمهجرين، والمهملين. كذلك قضايا الكوارث من صنع الإنسان، بما فيها قضايا الغذاء والمجاعات والبيئة والتصحّر ومخاطر الطاقة النووية التجارية.
وشدّد سموه على أهمية الاستثمار برأس المال الإنسانيّ، مؤكدًا أن المسألة ليست مسألة كلفة بقدر ما هي مسألة ثقة، وهنالك رسالة فكرية ينبغي أن تُبنى بهدف مساعدة بعضنا البعض ومساعدة الملايين من الناس على تأكيد الحق في العيش وفي الحياة.
وكانت مجموعات عمل مؤتمر "الفكر العربيّ في تلاقي مسارات الحضارة العالمية"، التي ضمت مشاركين من العالم العربي وأوروبا قد عرضت خلال جلسات الأمس حصيلة مناقشاتها في مجالات الثقافة والتعليم والمجتمع والحقوق الإنسانية المتعلقة بمشروع إعداد كتاب جماهيري يوضح مفاهيم الثقافة المتوسطية التي يمكن من خلالها تعريف الشعوب بالجوامع المشتركة لها في هذه المنطقة ذات التأثير في الحضارة العالمية على امتداد العصور.