EN | AR
المستشرقة السفيرة الدكتورة يؤانا فيرونتسكا تحاضر في منتدى الفكر العربي عن محيي الدين ابن عربي وفلسفته الصوفية
الأحد, مارس 18, 2012

عمّان- أوضحت المستشرقة البولندية الدكتورة يؤانا فيرونتسكا، رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الأردن، أن دراسة الفكر الفلسفي والصوفي العربي والإسلامي تنير جوانب متعددة أمام الباحثين الغربيين لفهم الإسلام وعظمة تأثير حضارته، بما تنطوي عليه من غنى في اكتشاف الجوهر الإنساني، وهو الجوهر المشترك بين الثقافات والأديان.

 

وأضافت أنها دَرسَت اللغة العربية والحضارة الإسلامية في بلدها بولندا، وتخصصت في الفلسفة والتصوف، واكتشفت عمق هذا الجانب في الفكر الإسلاميّ، لا سيما من خلال دراستها لآثار الشيخ محيي الدين ابن عربي، الذي عدّته من كبار مفكري الإسلام.

 

 

وقالت في محاضرة عن ابن عربي، ألقتها ضمن لقاء نظمه منتدى الفكر العربي بالتعاون مع المعهد الملكي للدراسات الدينية، مساء الأحد 18/3/2012: إن هذا المفكّر المتصوف نموذج للمثقف المتفتح. فقد عاش في الأندلس، فيما بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، في بيئة ثقافية مزدهرة كانت نموذجًا للانفتاح في الفكر الديني والفلسفي، استفاد منها في الاطلاع على أفكار متنوعة، كما استفاد في رحلته من الأندلس إلى المشرق العربي مرورًا بالمغرب وتونس، فزار مصر والحجاز والعراق، وانتهت هذه الرحلة بوفاته في دمشق. وظهر أثر ذلك كله واضحًا في ما ألفه من كتب أشهرها "الفتوحات المكية"، و"ترجمان الأشواق"، و"فصوص الحكم"، وما وضعه خلال رحلته من رسائل  شكلت بمجموعها مضامين المدرسة الفكرية التي أوجدها والقائمة على فكرة وحدة الوجود.

 ومن بين مؤلَّفات ابن عربي الكثيرة، التي ما زال بعضها مخطوطًا في مكتبات تركيا وسورية، استعرضت الدكتورة فيرونتسكا جوانب من فكره في رسالته "الإسراء إلى مقام الأسرى"، التي سبق لها أن ترجمتها من العربية إلى البولندية؛ مشيرة إلى ما سمّته معالم فلسفة ابن عربي الروحانية في هذه الرسالة، وما تتضمنه من دعوة إلى التفكير الذي يرتقي إلى اكتشاف النفس الإنسانية للإنسان الكامل عبر فصولها وباستخدام رموز صوفية ومصطلحات اقتبس ابن عربي أكثرها من القرآن الكريم، ومن خلال قصة مُصاغة بأسلوب أدبي جميل لشاب يذهب في رحلة من الأندلس إلى القدس.

 

وكان د. عامر الحافي، أستاذ الأديان المشارك في جامعة آل البيت والمستشار الأكاديمي للمعهد الملكي للدراسات الدينية، الذي أدار اللقاء، قد قدم إضاءات حول موضوع المحاضرة؛ مبينًا أن ابن عربي من الشخصيات الفكرية الكبيرة التي شغلت العرب والمسلمين كما شغلت المستشرقين والباحثين في التراث الفكري الإسلامي، وأن آثاره التي ذكر بعض الدارسين أنها ناهزت الخمسمئة مؤلَّف، جعلته إمامًا للعارفين، فيما كان معاصره في الأندلس ابن رشد يعد إمامًا للعقلاء النابهين.

 

 

 

وأضاف: إن العرفان ليس شيئًا بعيدًا عن الإسلام، بل هو أعلى مراتب الإيمان؛ إذ إن غايته أن تعبد الله كأنك تراه. وأن ابن عربي فجر ينابيع المعرفة داخل النص وعاشها متأملاً متفكرًا فيها حتى الأعماق. وتحدث د. الحافي عن أثر ابن عربي في الغرب ولدى المستشرقين، ودوره الفكري في حلّ إشكالية العلاقة بين الأديان وفلسفة الأديان؛ داعيًا إلى الالتفات لأهمية تدريس هذه الفلسفة في المرحلة الجامعية.

 

 

exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©