EN | AR
د. الفقيه : توحيد الخطاب العربي يعزز وحدة الأمة ويصون أمنها
الخميس, أغسطس 9, 2012

العرب اليوم- - احمد صبري

"العرب اليوم "تحاور أمين عام منتدى الفكر العربي

*الميثاق الاجتماعي العربي مرجعية عربية للديمقراطية والعدالة والحرية وحقوق الانسان
*الربيع العربي اذا لم نضبط ايقاعه سيكون خطأً كبيرا
*مؤتمر عام بمشاركة 100 شخصية عربية لبلورة الصيغة النهائية للميثاق الاجتماعي العربي

منذ تشكيله عام 1981، ومنتدى الفكر العربي ينهض بمهمة تكريس الحوار؛ كأسلوب متحضر لمعالجة قضايا الأمة وتشخيصها؛ بصياغة الحلول التي تحصن المشروع النهوضي التنويري من الاختراق، عبر منبر حر متجدد، يتيح للمفكرين والنخب العربية ملامسة قضايا الامة وتحدياتها،وبما يعزز دورها في بلورة فكر عربي خلاق؛ يستند الى خارطة طريق؛ تأخذ في الاعتبار شواغل الانسان العربي وحاجاته وتطلعاته في العدالة والحرية والديمقراطية والمساواة والعيش الكريم .
واشتراطات تحقيق هذه الاهداف، وردت في وثيقة الميثاق الاجتماعي العربي؛ الذي يسعى منتدى الفكر العربي _بدعم ومبادرة من سمو الامير الحسن بن طلال_ الى بلورتها، لتكون مرجعية عربية، تعين صناع القرار وقادة الفكر والسياسة في مسعاهم لبلوغ الاهداف المنشودة .
ولتسليط الضوء على الانشطة والفعاليات التي ينهض بها منتدى الفكر العربي، التقت العرب اليوم الدكتور الصادق الفقيه امين عام المنتدى؛ الذي اكد ان انشطة وفعاليات منتدى الفكر العربي، بعد عقدين من العمل المثمر وما حققه على الصعيد العربي، انفتح على اوروبا والصين واسيا وتركيا ومجموعة البحر المتوسط، في محاولة لمد جسور الحوار والانفتاح على الثقافات الاجنبية، وبما يعزز الحضور العربي في قارات العالم.
وان برنامجنا، خلال الفترة المقبلة، سيشهد العديد من الحوارات واللقاءات مع قادة الفكر في تلك البلدان بالتواصل معهم فكريا وثقافيا .

-اين وصلت جهودكم لبلورة وثيقة الميثاق الاجتماعي العربي ؟
*عقدنا عدة لقاءات وحوارات تناولت المبادئ والافكار التي تضمنها الميثاق، ونحن بصدد توزيع المسودة المقترحة للميثاق على قادة الفكر وصناع القرار والنخب العربية، استعدادا لعقد المؤتمر العام؛ لمناقشة واقرار الوثيقة النهائية للميثاق الاجتماعي العربي .
-ماذا يتضمن الميثاق الاجتماعي العربي ؟
*ان الامير الحسن بن طلال هو صاحب الفكرة والمبادرة، ويتركز الميثاق على اربعة محاور اساسية هي:- الحرية والعدالة والمساواة والمشاركة، اي ان الميثاق سيكون بعد اقراره بصيغته النهائية بمثابة عقد اجتماع عربي، يوصف ويحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ويستند الى ضمانات الحقوق والواجبات الاساسية والكرامة الانسانية للمواطن العربي .
-وهل حددتم موعدا لعقد المؤتمر العام لاقرار الميثاق المقترح ؟
*نعم.. في نهاية العام الجاري سيعقد المؤتمر بمشاركة نحو 100 شخصية عربية من قادة الفكر والسياسة والباحثين والمتخصصين والنخب العربية، لمناقشة بنوده وبلورة الصيغة النهائية للميثاق، ونسعى في ذلك الى تحفيز الحوار والجدل حول الميثاق الاجتماعي العربي ومبرراته وخلفياته التاريخية .
-وهل عرضتم الميثاق على جهات ومؤسسات عربية ؟
*التقى وفد منتدى الفكر العربي برئاسة الامير الحسن بن طلال شيخ الازهر، وجرى الحديث عن الميثاق الاجتماعي العربي واهمية دعمه من قبل مؤسسة الازهر الشريف، حيث وجدنا تفهما وحرصا على تحقيق ماجاء في الميثاق، كما ان وفد المنتدى التقى امين عام الجامعة العربية نبيل العربي، لاطلاع الجامعة على الميثاق واهدافه، الذي بدوره اشاد بالمبادرة وحرص على دعمها، لانها تنسجم مع ميثاق الجامعة العربية واهدافها .
-هل تعتقد ان الربيع العربي سيدفع المفكرين العرب الى انتهاج خطاب عربي موحد ازاء التحديات التي تواجه الامة ؟
*احداث الربيع العربي اكدت اهمية النهوض بالفكر العربي الى مستوى المسؤولية، باعتبار ان ما يجرى على الارض، بفعل الربيع العربي، يدعونا الى استشراف المستقبل والتعامل مع استحقاقاته الجديدة، لا ان ننتظر ان تقع الواقعة ونتعامل معها، وهذه كانت واحدة من ثوابت منتدى الفكر العربي، منذ تأسيسه عام 1981، وحتى الان.
-ماهي افاق العلاقة بين المفكرين العرب وصناع القرار ؟
*سعى المنتدى الى وضع صناع القرار السياسي في صلب التحديات التي تواجه الامة، من خلال تقديم المشورة وعقد الندوات واللقاءات والافكار التي تقربهم من ملامسة الواقع المعاش كما هو، لاننا نعتبر ان تعميق العلاقة وتعزيزها بين الطرفين ستكون لمصلحة الامة وقضاياها المصيرية .
-كيف تنظر الى اتجاهات الربيع العربي؟
*قلقون من حالة التشظي والخلاف الذي يسيطر على اقطار الامة ونخبها، لان الربيع العربي الذي استبشر الناس به خيرا اذا لم نحسن التعامل معه وضبط ايقاعاته التي تحفظ منعتها ووحدتها، سيكون خطأ كبير .
فالمطلوب بتقديري تعظيم ايجابيات الربيع العربي في محاولة لدرء الاخطار التي تحمي شعوب الامة من الانزلاق بمتاهات الفوضى .
-الا تتفق معي ان غياب الخطاب العربي الموحد بالتعاطي مع التحديات التي تواجه الامة ومشروعها القومي سينعكس سلبا على هذا المشروع ؟
*اتفق معك بعدم وجود خطاب عربي موحد في مواجهة الاخطار التي تحدق بالامة، وهذا مايقلقنا كمفكرين عرب، لان توحيد الخطاب في مواجهة الاخطار يعطي للامة وامنها القومي حصانة وقوة في مواجهة الساعين الى اضعافها ومصادرة ارادتها المستقلة. وهذا ما نسعى الى تحقيقه في منتدى الفكر العربي من خلال برنامج طموح للتوحد تجاه القضايا الكبرى بالتعاون مع مؤسسات ومنتديات تسعى للهدف نفسه.
ان منتدى الفكر العربي وطبقا للتحديات التي تواجه الامة ومستقبلها وامنها القومي، يعمل بجد لاستعادة الخطاب العربي حيويته ودوره في تحقيق وحدة الهدف والمصير، لان الذي يواجه الامة يستدعي من الجميع ان يرتقوا الى مستوى التحديات الخارجية التي تستهدف حاضر ومستقبل الامة .

exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©