عمان - الدستور

مندوباً عن الأمير الحسن بن طلال رعى عضو منتدى الفكر العربي د. هشام الخطيب مساء أمس في منتدى «الدستور» حفل توقيع كتاب « لن أكره» بنسختيه العربية والانكليزية لمؤلفه د. عز الدين ابو العيش والصادر عن دار «بلومز بري» ،وذلك بحضور لافت لنخبة من المثقفين والكتاب الأردنيين وعدد من الدبلوماسيين الأجانب.

وشهد الحفل الذي نظمه منتدى الفكر العربي بالتعاون منتدى «الدستور» كلمات وشهادات حول الكتاب قدمها كل من: مندوب راعي الحفل، رئيس التحرير المسؤول لـ»الدستور» محمد حسن التل، ، اضافة الى المؤلف نفسه، بينما أدار الجلسة التي استهلت بالسلام الملكي وآيات من الذكر الحكيم رئيس مجلس ادارة «الدستور» د. أمين مشاقبة الذي استهل حديثه

بتقديم الشكر لمنتدى الفكر العربي بقيادة سمو الأمير الحسن بن طلال ومؤسسة بنات من أجل الحياة على اختيار «الدستور» لتكون مكاناً للاحتفال بكتاب شكّل علامة بارزة في مسلسل الفكر المتحدث عن مأساة الشعب الفلسطيني .

وقال المشاقبة لقد شكّل سمو الأمير الحسن بن طلال مظلة كبيرة للفكر الإنساني على امتداد العالم، وهو العلامة البارزة في عالم الثقافة والعلم على امتداد عقود طويلة، حيث أن لسمو الأمير مساهمات عديدة وكثيرة ومتنوعة في كل المحافل الدولية، وأصبح واحداً من أهم المراجع العالمية في مجال الفكر والسياسة والاقتصاد والاجتماع والعمل الإنساني وحوار الأديان .

وقدم المشاقبة نبذة عن حياة د. عزالدين أبو العيش مبينا انه طبيب فلسطيني، ولد ونشأ في مخيم جباليا في قطاع غزة. وهو من دعاة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكرس حياته لجعل الطب أداة و وسيلة للسلام ويعمل حالياً أستاذاً مشاركاً في جامعة تورنتو كندا/ في تخصص الصحة العامة/ الطب، مبينا انه نجح في حياته رغم كل الصعاب التي واجهته بما في ذلك الفقر، والعنف، والمأساة المروعة جراء قتل بناته الثلاث وابنة اخيه في الحرب على غزة العام 2009 .

وبالنيابة عن الأمير الحسن القى د. هشام الخطيب كلمة شكر فيها «الدستور» ومنتدى الفكر العربي لتنظيم واستضافة حفل التوقيع ، مشيرا الى أن الكتاب الذي يتناول جريمة مقتل بنات المؤلف بغارة اسرائيلية على غزة العام 2008 ينحاز الى الحق الانساني وينبذ العنف، كما يدعو للتعايش .

وأضاف: « في الكتاب ثمة دعوة للشعب الفلسطيني كي يأخذ زمام المبادرة دوما والانطلاق بأمل وتحد نحو المستقبل الواعد والحرية والازدهار المنشودين».

مؤلف الكتاب نفسه استعاد في كلمته تلك اللحظات الحزينة والفاجعة المريرة التي عايشها العام 2008 حيث قصف الطيران الصهيوني منزله وقتل بناته الثلاث ، وقال بعد أن قدم شكره لراعي الحفل و»الدستور» ومنتدى الفكر العربي..» شرف لي ولكل الشهداء أن أكون معكم اليوم في جريدة «الدستور» لأوقع كتابي» لن أكره»، واقول لكل الشهداء وجميع أبناء شعبي إننا لن نستسلم ولن ننسى دماء ضحايانا، انني أرى الآن بناتي أمامي ، فأشعر بالألم لمقتل اي انسان وأتأسف على ذلك العالم الذي ما يزال موبوءا بالظلم والفقر والخوف».

ونوه د. أبو العيش الى ايمانه العميق بعدالة القضية الفلسطينية داعيا الى التحدي واثبات الذات من خلال العلم والعمل مشيرا الى أن السلام المنشود لا يمكن أن يفرض بالقوة أو أن يلبي رغبات طرف واحد فقط.

أما الزميل محمد حسن التل وفي تقديمه للكتاب فقد اكد أن « لن أكره» عمل توثيقي يقدم صورة تفصيلية عن معاناة أب فلسطيني عاش في ظل الاحتلال الاسرائيلي وشهد مقتل بناته الثلاث على يد ذلك الاحتلال، مبينا أن الكتاب يجسد سيرة مفجعة وحكاية مؤلمة للغاية لكنها مفعمة بالأمل، وتابع « تشكل حادثة مقتل بنات د. عز الدين أبو العيش: بيسان وبيار وآية، مفتاحا للرسالة التي يحملها الكتاب، وهو مؤلف لا يكف عن بث الشحنات العاطفية انما دون الوقوع في مطب الانشاء المجاني».

واختتم الزميل التل كلمته لإشهار الكتاب بمجموعة من التساؤلات دارت حول امكانية التوصل الى سلام مع عدو لا يعترف بوجود الآخر، وينبذ ثقافة المحبة والتسامح، ومما قال في ذلك « هل ترك لنا الإسرائيليون بعد كل جرائمهم فرصة للتسامح؟،

وهل يرضون بمحبتنا وتسامحنا؟

وهل يسامح أولياء الدم العدو بعد كل تلك الفظاعات التي ارتكبها بحق أهلهم؟..أسئلة أتركها برسم المؤلف».

وفي ختام الحفل عرض فيلم قصير حول جريمة مقتل الفتيات الثلاث ، ومعاناة أهل غزة في ظل الحصار الاسرائيلي الظالم ، والاعتداءات التي تعرض لها القطاع نهاية العام 2008 وبداية العام 2009 ، قبل أن يوقع المؤلف كتابه للحضور.

وكان رئيس مجلس ادارة «الدستور» د. أمين مشاقبة قد استعرض في بداية الحفل السيرة الذاتية والمهنية للدكتور ابو العيش مشيرا الى أنه طبيب فلسطيني ولد في غزة ودرس في القاهرة ، كما وتنقل في العديد من البلاد العربية والأجنبية، حيث كان من دعاة السلام ورشح لنيل جائزة نوبل للسلام ، وهو حاليا استاذ مشارك في جامعة تورنتو في كندا متخصص في الصحة العامة.