عمّان- أصدر منتدى الفكر العربي ضمن سلسلة الحوارات العربية كتابًا جديدًا بعنوان "الشباب وظاهرة العنف"، استند في مضمونه إلى وقائع المؤتمر الشبابي الرابع، الذي عقده المنتدى بالتعاون مع مكتبة الاسكندرية في مصر في أواخر 2010، برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس المنتدى وراعيه، ومشاركة شبابية واسعة من عدة أقطار عربية، بما في ذلك قيادات شبابية واجتماعية، وخبراء ومختصون وأكاديميون.
يتضمن الكتاب البحوث والدراسات وأوراق العمل، وثمرات الحلقات الحوارية، التي قدمت في المؤتمر. ووفق ما ورد في المقدمة، فإن هذا المؤتمر جاء في مرحلة تاريخية لها خصوصيتها، عانت فيها المجتمعات العربية والعالمية من استشراء العنف الفكري والمسلح، بكل ما تحمله هذه الظاهرة من التباسات في الرؤى والمفاهيم، ومن جرأة على القيم الإنسانية والكونية الجامعة. وجاءت البحوث والحوارات، التي تضمّنها الكتاب معبِّرة عما يعتمل في نفوس مفكري الأمة وشبابها من هواجس ومهمات، في ضرورة تمثل الوعي الإنساني الرشيد، واستعادة ذاتنا الجمعية، وبناء تصورات ابتكارية وفق مبدأ الحوار والعقلانية، واحترام تعدد الآراء والاجتهادات. وكان لمشاركة سمو الأمير الحسن بن طلال، من خلال حواره مع الشباب والمشاركين، إضافة إلى مشاركة عدد من النخب الثقافية والفكرية، الأثر البالغ في فتح منافذ أضاءت جوانب هذه الظاهرة وأبعادها، وتحقيق التكامل في الرؤى والتفاعل وتبادل الخبرات، وتطوير آليات مواجهة ظاهرة العنف، وتبصير الشباب بأدوارهم.
يشتمل كتاب "الشباب وظاهرة العنف"، الذي حرره الأديب الناقد محمد سلام جميعان، وراجعه كايد هاشم، بإشراف د. الصادق الفقيه، أمين عام منتدى الفكر العربي، على الكلمات الافتتاحية لكل من السفيرة هاجر الإسلامبولي عن مكتبة الاسكندرية، وأ.د. همام غصيب أمين عام المنتدى الأسبق، والشريفة نور بنت علي عن المشاركين الشباب. والورقة الرئيسية للمؤتمر التي قدمها د. علي الدين هلال وزير الشباب والرياضة الأسبق في مصر. ونصوص الأوراق المرجعية لمناقشات المؤتمر، التي قدم لها أ.د. إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية، وشارك في كتابتها باحثون مصريون هم: د. قدري حنفي حول "العنف ومظاهره المختلفة في الشارع والبيت والمدرسة"، و"ثقافة الخوف"، ود. ماجد موريس إبراهيم الذي تناول "العنف وعلاقته بالاضطرابات النفسية والجنسية والإدمان"، و"المخدرات والمسكرات والعنف"، ود. عمار علي حسن عن "الهوية وثقافة العنف لدى الشباب- تصوّر مفاهيمي"، ودة. نائلة إبراهيم عمارة عن "التشبيك والتواصل والتوعية الإعلامية في إطار ظاهرة العنف عند الشباب".
كما يشتمل الكتاب على نص الحوار الذي جرى عبر الأقمار الصناعية بين سمو الأمير الحسن بن طلال مع الشباب والمشاركين، وتناول فيه سموه برؤية مستقبلية استشرافية قضايا المعرفة والثقافة، والعديد من التحديات التي يواجهها المجتمع العربي في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه.
إضافة إلى خلاصات لمناقشات ورشات العمل في المؤتمر، وخلاصة عرض التجارب الشبابية، التي تحدَّث فيها وترأسها خلال المؤتمر د. مأمون نور الدين، وجلسة المائدة المستديرة برئاسة الأستاذ نصوح المجالي.
واشتملت ملاحق الكتاب، إضافة إلى الوثائق الأساسية، على مقالات مختارة من الصحافة المصرية والأردنية حول المؤتمر، شارك في كتابتها منى علام، ومها عبد الفتاح، ونصوح المجالي، وأشرف الشنيكات.