EN | AR
المؤتمر الشبابي العربي الخامس يضع خريطة طريق للمستقبل تشركهم بصنع القرار في بلادهم
الأربعاء, ديسمبر 12, 2012

عشرات الايادي الشبابية العربية رسمت من عمّان خارطة جديدة للعالم العربي انطلقت بصورة مغايرة تماما عن واقع يرفضه جيل الشباب، على أمل أن تكون انطلاقة لخارطة حقيقية تجعل منهم حاضرين في صنع القرار ببلادهم.

هي حالة شبابية يصعب نقلها بالكلمة الصمّاء، وتحتاج حتما الى تفاصيل لغوية كثيرة لتنقل واقع حوار استضافته عمان على مدى يومين من خلال اعمال «المؤتمر الشبابي العربي الخامس 2012» تحت عنوان (المستقبل العربي في ضوء الحراك الشبابي) الذي عقد برعاية سمو الامير الحسن بن طلال.

المؤتمر الذي نظمه منتدى الفكر العربي، جاءت جلساته بطابع ورشات العمل الحوارية وغلب عليها الحديث عن «الربيع العربي» لتختلف بشأنه الاراء ووجهات النظر الشبابية، ولكن، اتفق الجميع على رفض العنف والتعبير السلبي عن الاراء.

وفي قراءة لـ»الدستور» للحالة الشبابية الخاصة التي صورها المؤتمر، نجد انفسنا امام حالة عربية واحدة، حيث التقى عشرات الشباب من (21) دولة، فكانت همومهم واحدة وافراحهم واحدة، ليخرج المؤتمر من جلساته السبع بصورة لربيع شبابي يعلن عن قادم ايامه من عمّان بأنه الاقدر على التغيير ورفض كل ما من شأنه ان يجعله الغائب عن القرار الحاضر بالتنفيذ لاي قرارات رسمية وغير رسمية في مجتمعاتهم.

سمو الامير الحسن الذي حرص على حضور غالبية الجلسات ومناقشة الشباب بتفاصيل دقيقة في قضاياهم، اعتبر ان الشباب العرب تجمعهم ذات التفاصيل الحياتية من ايجابيات وسلبيات. وقال سموه «اننا ندرك ان التحديات التي يواجهها الشباب في العالم العربي متشابهة، وبالتالي فان المحركات الاساسية للتغيير هي التطلع الى حياة كريمة والقضاء على الفقر والبطالة».

فكانت بذلك الافكار حاضرة عن الشباب كافة عندما ناقشوا واقع حالهم، مؤكدين ان همهم واحد وبالتالي يجب ان يكون الحل واحدا، ليس هذا فحسب بل ان يكون ملزما لصانعي القرار وفرضها على حكومات بلادهم بشكل يحقق الفلسفة الاردنية الشبابية التي اطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني بأن الشباب هم «فرسان التغيير» مطالبين بأن يطبق ذلك في كافة دول العالم.

ورأى الشباب ان هناك ضرورة لجعل العالم العربي متوحدا ليس فقط تحت سقف غرفة تجمع عددا من الاشخاص لبحث قضايا واتخاذ قرارات تبقى حبيسة اوراق، بل أيضا السعي الجاد لالغاء الحدود والعوائق في التنقل بين الدول العربية وتحقيق وحدة عربية حقيقية تحكي عن نفسها قصة وحدتها لا ان تبقى حالة جدلية يغلب عليها الكلام دون اي تطبيق عملي.

المؤتمر عقد خلال فترة غاية في الاهمية كما اكد الشباب المشاركون فيه كونه يأتي في وقت لم يعد فيه الحراك الشبابي العربي في المجتمعات التي اندلعت بها ثورات التغيير وحركات الاحتجاج او تلك المرشحة لها، متوقفا عند حدود ثابتة، وإنما تجاوز الممكن، الامر الذي جعل الشباب يسعون للتخطيط لمرحلة «ما بعد» الحاصل، بما تحمله المرحلة الجديدة من تحديات سعيا لنصرة أوطانهم.

ووسط هذه الاراء والتجاذبات، تلمس منتدى الفكر العربي اهمية ايلاء الاهتمام الكافي بالشباب الذين يشكلون ثلثي سكان الوطن العربي وحيوية فتح قنوات الحوار معهم، للوقوف على مكامن انشغالاتهم، والتحديات التي تواجههم، ورؤيتهم للمتغيرات وسبل التعامل معها، حيث عقدت أربعة مؤتمرات شبابية تباعا منذ عام 2004.

وبدا واضحا خلال المؤتمر إجماع الشباب العربي على تصورات عامة لواقع حالهم، عبر عنها سمو الامير الحسن عندما لفت الى ان هناك جيلا شبابيا جديدا بلغ سن الرشد السياسي، مشيرا سموه الى ان الحراك الشبابي اعاد للعرب تقديرهم لذاتهم وانه انتهى الى الابد عهد الحيرة والتردد لدى هذا الجيل الجديد من الشباب.

واعتبر سموه خلال مخاطباته للشباب ان ما نجم عن الحراك الشبابي فاجأ الكثيرين لغياب الدراسات الاستشرافية الراصدة لمثل هذه الاحداث.

كل هذا التشخيص لواقع الشباب العربي، كشف خلال أعمال المؤتمر ان أبناء هذا الجيل يتفقون على تحديد خارطة مستقبلهم ذات الشكل العربي الواحد الخالي من عقبات الحدود بين دولهم، وان تخصص حكوماتهم لهم متسعا من الوقت للاستماع الى صوتهم، والتأكيد على اهمية اللغة العربية وضرورة اعادة مجدها والتعبير الايجابي عن كافة القضايا، مطالبين بانشاء جامعة عربية تعنى بتدريس الادارة والعلوم السياسية، والتربية مع التركيز على اللغة العربية، خروجا من الاستعمار الفكري الذي يؤكد الشباب وجوده بقوة في الوطن العربي، وكذلك الخروج من التفكير الرعوي تجاه الشباب بشكل تنفذ فيه مبادراتهم.

كما طالب الشباب بأهمية وجود مجلس حكماء عربي يضم عددا من الشخصيات العربية التي تعنى بالشأن الشبابي يضم علماء وخبراء ومعنيين بالشأن الشبابي اضافة الى مجموعة من الشباب العرب المؤثرين في دولهم ليكون هذا المجلس بوصلة الحراك الشبابي العربي الجامعة للاتجاهات القادمة بعيدا عن أي حدود او معيقات قد تؤخر من عجلة التطور والانتاج.

 

exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©