المنامة- مندوبًا عن الأمين العام لمنتدى الفكر العربي، شارك السيد كايد هاشم، مساعد الأمين العام، في أعمال الاجتماع التنظيمي الثاني لملتقى الحوار العربي- التركي، الذي استضافته مملكة البحرين في عاصمتها المنامة، على مدى يومين 31/3-1/4/2013، بمشاركة عدد من المسؤولين والمثقفين والإعلاميين من البحرين ودول عربية أخرى، وأمناء مراكز فكرية وبحثية عربية وتركية، وشخصيات من الجانب الرسمي التركي.
وأُلقيت في حفل الافتتاح كلمات من بينها كلمة معالي الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة، العضو المؤسس في ملتقى الحوار العربي التركي، التي أكدت أن الملتقى ينبثق من فكرة رائدة لبناء جسور من الثقة والفهم بين العرب والأتراك، كجزء من السعي الدؤوب بين أهل الدراية والعرفة لتكوين أسس العلاقات الإنسانية الصحية، وبناء السلام والأمن لصالح المنطقة والمجتمع العالمي.
كما تحدث في الافتتاح عن الجانب التركي السيد أرشد هرمزلو، كبير مستشاري رئيس الجمهورية التركية، وأمين عام الملتقى، مؤكدًا دور تركيا في مساندة القضايا العربية، وتطلعها إلى هذا الدور الإيجابي، وأن يكون الملتقى عنوانًا للحوار العربي التركي الهادف البناء الذي يخدم التواصل والحقوق الإنسانية لشعوب المنطقة.
وكذلك تحدثت معالي السيدة سميرة رجب، وزيرة الإعلام في مملكة البحرين، حول عدد من القضايا الملحّة التي تفرضها التطورات في المنطقة، والتي ينبغي أن يتواصل الحوار حولها بين العرب والأتراك في ضوء الأبعاد التاريخية والحضارية المشتركة.
وحضر الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الدكتور الصادق الفقيه جانبًا من جلسات الملتقى، وتحدث في الجلسة الختامية منه، مبرزًا المفاصل المهمة في تطور العلاقات العربية التركية، ولا سيما خلال العقدين الأخيرين، وما يفرضه ذلك من الانتباه إلى القضايا التي نشأت عن هذه التطورات، وكذلك التحولات التي أفرزتها التغييرات الأخيرة لمرحلة الربيع العربي، ما يستلزم تعميق الحوار بين العرب والأتراك وفق منهجية وآليات عمل واضحة، تُفرِز في المحصلة أدوات صالحة لخدمة الشعوب وحقوقها الإنسانية.
ونقل تحيات سمو رئيس المنتدى وراعيه الأمير الحسن بن طلال إلى المشاركين في الملتقى، وتمنياته لهم بالتوفيق في تحقيق أهداف الملتقى الخيّرة.
وأشاد المشاركون في الملتقى بدور سموّ الأمير الحسن بن طلال الفكري وفي إقامة جسور التواصل والحوار بين العرب والأتراك، كما بين العرب وشعوب المنطقة والعالم، ودور منتدى الفكر العربي الرائد في هذا المجال منذ أكثر من ثلاثين عامًا.
وقدَّم السيد كايد هاشم عرضًا موجزًا حول الأنشطة الحوارية التي عقدها المنتدى إقليميًا وعالميًا منذ تأسيسه، مركزًا ضمن ذلك على الجهود الحوارية بين العرب والأتراك منذ التسعينيات وما بعدها، وحتى العام الماضي 2012، حيث عقد المنتدى لقاءًا حواريًا حول مستقبل العلاقات العربية التركية. وأوضح أن الأرضية المشتركة بين الجانبين تعطي الحوار بينهما قوة الاستمرار، وتفتح آفاقًا واسعة لتفعيل رؤى مشتركة ينتجها الحوار بينهما لخدمة شعوب الإقليم والمنطقة والعالم بمنطق الوئام والفهم المتبادل لقضايا الجانبين.
وفي ختام الجلسات، التي انبثق عنها تدشين وثائق تأسيس ملتقى الحوار العربي التركي، الذي سيتخذ من استانبول مقرًا له، صدر عن الملتقى "إعلان المنامة"، الذي أكد أن التحديات الجديدة في عالم اليوم، والمفاجآت غير المتوقعة، تفرض خلق وعي جديد مُعتمد على المعرفة والإرادة السياسية الشجاعة، والالتزام بما تفرضه المسيرة العالمية من احترام حقوق الإنسان، وضوابط الحريات والعيش المشترك، وتقاسم ثمار التنمية وحق الإنسان في استخدام معارفه ومواهبه لتحقيق ذاته ومصالحه، ما يحتاج إلى شرط مسبق من خلال تحقيق الاستقرار وإشاعة السلام بين الشعوب.