عمّان- ناقش اللقاء الأول لنادي الكتاب الذي عقد برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال في منتدى الفكر العربي، مساء الأربعاء 17/4/2013، كتاب "قضايا في الفكر والتفكير عند العرب" للعلامة المرحوم حسن سعيد الكرمي، والذي صدر ضمن منشورات المنتدى بالتعاون مع دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع.
وتناول الدكتور إبراهيم بدران، مستشار رئيس جامعة فيلادلفيا للعلاقات الدوليّة، الذي أدار اللقاء مندوبًا عن سمو الأمير الحسن، معالم فكر حسن الكرمي ودراسته للغة من حيث هي كائن حي يتطوّر؛ مشيراً إلى عطائه العلمي في ميادين متعددة من ترجمة وتأليف للمعاجم، فضلاً عن الأدب والتربية والاجتماع والفلسفة والإعلام، مما مكَّنه من الاضطلاع بمشروع فكري شامل في كل هذه الميادين وتقديم تآليف موسوعيّة قيمة سمتها التجديد والابتكار.
وتحدث الدكتور سمير مطاوع، وزير الإعلام الأسبق، عن شخصية الكرمي وذكرياته معه في القسم العربي لإذاعة لندن، وبرنامجه الشهير "قول على قول"، واهتمامه بالربط بين اللغة والفكر، وصحة الأداة أي اللغة من أجل أن تكون المعاني واضحة ومفهومة في التواصل والتفاهم بين الناس، والأثر السلبي للتنميق اللغوي والترجمة الرديئة، ما يجعل المضمون ضحلاً ويشوّه التفكير ويحول دون استيعاب القارىء لما يقرأ بشكلٍ صحيح.
وأشارت الأستاذة سهام حسن الكرمي، التي قامت بمراجعة كتاب "قضايا في الفكر والتفكير عند العرب"، إلى أن المؤلِّف تحدث في هذا الكتاب بإسهاب عن إصلاح المعجم العربي لتتحدد معاني الكلمات، فتنضج الصورة في ذهن المرء، وبذلك ينصلح الفكر. كما أكد المؤلِّف أهمية مناهج التعليم وضرورة وضعها بشكل سليم ليستقيم الفكر لدى النشء منذ البداية، وكذلك الاهتمام بإنعاش اعتزاز الشعب بتراثه وقيمه وأفكاره الأصيلة، حتى لا يظل الاعتماد على الأفكار المستوردة يزيد في الحط من همّة الشعوب، وحتى لا تنسى أن لها الحق في رفض ما يسيء لقوميتها ومعتقداتها.
وقدم كايد هاشم، مساعد أمين عام منتدى الفكر العربي، بالنيابة عن الأمين العام الدكتور الصادق الفقيه، إضاءات حول محتوى كتاب "قضايا في الفكر والتفكير عند العرب"، موضحاً أنه يمثل خلاصةً لخبرات متنوعة وعميقة في البحث والدراسة والنظر العقلي، ليس في شؤون تخصصية ضيقة حول اللغة والفكر والتفكير والتربية والتعليم، وإنما في أبعاد مفصلية ومؤشرات تثير الأسئلة، مرتادًا البحث عبر سياق من التداخل المعرفي، ومبينًا الأسباب والعوامل التي رأى أنها تكمن وراء ما يمكن أن نصفه فهم وتشخيص لأصول معضلات تاريخية واجتماعية، التي تحتاج إلى مراجعة في طرائق التفكير لإيجاد الحلول الناجعة لها قياسًا بالتجربة الإنسانية العامة.