نظم منتدى الفكر العربي بالتعاون مع دار صادر للمنشورات الحقوقية لبنان/ الأردن اللقاء الثاني لنادي الكتاب لمناقشة واشهار كتاب: الحق في التجمع السلمي في القانون الاردني والاتفاقيات الدولية، للدكتور ليث نصراوين.
وقال مندوب سمو الامير الحسن بن طلال، الدكتور صبري اربيحات، خلال المناقشة ان التشريعات تعد وسيلة المجتمع في تنظيم نفسه وتحديد صور العلاقة بين الفرد والمجتمع والدولة، مشيرا الى ان الحرية والنظام العام يعتبران قضية جدلية وخلافية في ظل الدعوات المستمرة للمطالبة بحرية الافراد.
واضاف ان الحد من الحريات قد يحصل احيانا لتحقيق السلم الاجتماعي، عندها نصل لمعادلة يتحقق فيها النظام العام، مع الحفاظ على قدر كاف من الحرية للافراد والجماعات من خلال تنظيماتهم واحزابهم التي كفلها الدستور، معتبرا ان حصول ذلك يجب ان يتم استنادا لفرضية ان الطبيعة الانسانية خيرة.
واعتبر اربيحات ان مثل هذا الكتاب يشجع الباحثين لتناول اوجه تطبيق التشريعات للحقوق الدستورية، كحق العمل والتعليم والصحة والطمأنينة ومخاطبة السلطات والتجمع وتأليف الاحزاب والتنقل وغيرها، داعيا الاعلام للاستفادة من طروحات الكتاب لتحقيق مبدأ الرقابة الشعبية.
وقال الدكتور محي الدين توق في معرض مناقشته للكتاب، ان نصراوين عالج الحق في الاجتماع العام معالجة تفصيلية لم تقتصر على القانون الناظم لهذا الحق والفرق بينه وبين الانشطة الاجتماعية الاخرى، والاجتماع الخاص والجمعية والمظاهرة والتجمهر والاحزاب، بل تعداه لمعالجة التنظيم القانوني للقواعد الاجرائية لعقد الاجتماع العام، والمركز القانوني للحاكم الاداري ومنظمي الاجتماعات.
واوضح ان الكتاب يعد اضافة نوعية ستسهم في زيادة الوعي بحقوق الانسان وكشف نقاط القوة والضعف في القوانين الاردنية وتسلط الضوء على الفجوات، في ضوء العهود والمواثيق الدولية لحقوق الانسان والتي صادق عليها الاردن واصبحت جزءا من منظومته القانونية من جهة، وفي ضوء القوانين المقارنة ذات الصلة.
واضاف توق ان الدكتور نصراوين اتبع في كتابه منهجية سليمة وملائمة بدأت باستعراض التطور التاريخي للنص على هذه الحقوق في الدساتير الاردنية بدءا بالقانون الاساسي لعام 1928 ووصولا الى التعديلات الدستورية لعام 2011.
من جهته أبرز المؤلف نصراوين الاسباب الدافعة لبزوغ فكرة الكتاب، التي عزاها لاحداث الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة العربية، معتبرا ان تلك الاحداث دفعت الشعوب العربية لالتحاف الشوارع والساحات العامة، مطلقة العنان لحناجرها في المطالبة بعهد جديد من الحقوق والحريات الانسانية.
واعتبر نصراوين ان الثورات العربية قد حققت نتائجها من خلال خروج الشباب العربي الى الشوارع في شكل مظاهرات ومسيرات تطالب بالحرية وترنو لتحقيقها، مشيرا الى انهم في الغالب حققوا ما ارادوا دون استخدام الالة العسكرية، من خلال ممارسة احدى الحقوق الطبيعية الاساسية كحق التجمع السلمي.
وقال ان الاردن لم يكن بمنأى عن الربيع العربي، لاسيما بعد خروج المواطنين للمطالبة بالاصلاح والتعديل، مؤكدا ان الارادة الحكيمة والسليمة تعاطت مع مطالبهم باحتواء الموقف وتقليل الخسائر، الامر الذي اشعر الجميع بأهمية الحق في التجمع السلمي بصوره واشكاله المختلفة.
من جهته اعتبر ممثل دار صادر للمنشورات الحقوقية، الدكتور عمر مشهور الجازي، ان الكتاب يمثل باكورة اعمال متخصصة في مجال التشريعات، مؤكدا الحاجة لمثل هذا العمل للباحثين والدارسين والمختصين في المجال القانوني.