اللقاء الشبابيّ الأوّل
"الميثاق الاجتماعيّ العربيّ ومشاركة الشباب في نهضة المجتمع"
(جامعة البترا، عمّان، الثلاثاء 14/5/1013)
استجابةً لتوجيهات رئيس منتدى الفكر العربي وراعيه، صاحب السمو الملكي الأمير الحسن ابن طلال للتعريف بالميثاق الاجتماعي العربيّ ونشره، والتحاور مع الشباب الجامعي، ومشاركتهم أفكارهم ومقترحاتهم في محاوره ، فقد أقيم اللقاء الأول مع الشباب الجامعي في الجامعات الأردنية؛ بالتعاون بين منتدى الفكر العربي وجامعة البترا وجائزة الحسن للشباب، برعاية دولة الأستاذ الدكتور عدنان بدران، رئيس الجامعة، يوم الثلاثاء الموافق 14/5/2013. وتحدث في هذا اللقاء كلٌّ من الأمين العام لمنتدى الفكر العربي د. الصادق الفقيه، و د. محمود السرحان الخبير في الشؤون الشبابية ومدير عام مركز القرية الكونية، وأستاذة الأدب والنقد د. جودي البطاينة في جامعة جرش، وأدارت اللقاء مديرة جائزة الحسن الأستاذة سمر كلداني.
شكرت مديرة اللقاء سمر كلداني في مستهلّ اللقاء سموّ الأمير الحسن بن طلال على مبادراته وجهوده الدائمة في نهضة الفكر العربي.
وتحدث أمين عام المنتدى د. الصادق الفقيه عن فكرة إطلاق منتدى الفكر العربي للميثاق الاجتماعي العربي، وعن حاجة الوطن العربي لميثاق من أجل إصلاح شامل في مجتمعاتنا، سواء على المستوى السياسي، أو الاجتماعي، أو الثقافي، أو القانوني، أو الاقتصادي، أو مستوى الخطاب العام. وبيَّن الأمين العام أن أهمية الميثاق تكمن في الرؤية الاستراتيجية المشتركة لبناء المستقبل على أساس أنه إطار توجيهي يحدِّد معالم السياسات العامة في مختلف المجالات، ويهيء الأجيال العربية، ويستجمع قدراتها وطاقاتها لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، ويحقِّق الأمن والاستقرار ويضمن للمواطن كرامته الإنسانية.
وأشار إلى أن الميثاق أُرسل إلى كل الزعماء والرؤساء العرب والمؤسسات العربية الرسمية والمدنية.
وقال الأمين العام: إن المنتدى بدأ بإجراءات عملية لإطلاق ميثاق اقتصادي عربي على غرار الميثاق الاجتماعي العربي، وأكد أن المنتدى لديه برامج شبابية حديثة سترى النور قريبًا.
وتحدثت د. جودي البطاينة عن الظروف الصعبة التي تعصف بالأمة العربية، التي استدعت منتدى الفكر العربي بمبادرة كريمة من رئيسه سمو الأمير الحسن بن طلال، وبمشاركة المؤتمر الشبابي العربي الخامس لوضع (ميثاق اجتماعي عربي) يستجيب للتغييرات الحاصلة في الوطن العربي، ويضمن مستقبلاً أفضل له، بما يقود إلى استنهاض قدرات الأمة وطاقاتها الكامنة.
وقالت ليس بدعًا ولا غريبًا أن نحاولَ النظرَ في خُططنا لنؤشرَ على ما يحتاج إلى تبديلٍ أو تعديل، ولا سيما إذا تأسس الميثاق على قيم الحرية المجبولة على المحبة، وإذا تأسس على قيم المساواة والمشاركة والعدالة وحكم القانون ومرتكزات الفكر الديمقراطي، وذلك بالاعتماد على مرتكزات أساسية مثل الاعتراف بسيادة مفهوم المواطنة المتكافئة ومفهوم التعددية السياسية والثقافية والاجتماعية، والإقرار بتفاوت الدول العربية فيما بينها من حيث ظروف التكوين وأنظمة الحكم والثروات والإمكانات، ولكن هذا يجب ألا يمنع الأمة من بناء هويتها الجامعة، ولا من بناء كتلة ثقافية سياسية اقتصادية منيعة متوافقة تسعى إلى تبَّوء المكانة التي تستحقها بين التكتلات العالمية، ويأخذ الميثاق بعين الاعتبار قضايا المرأة والطفولة والشباب وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وقضايا المجتمع المدني والتنوع الإثني والديني والمساواة بين جميع الفئات والطوائف وإحقاق الكرامة الإنسانية والعدالة، والتصدي لمشكلات الفساد والبطالة والفقر والتهميش.
وتحدث د. محمود السرحان عن أهمية الشباب في بناء المجتمعات، وعن أهداف الميثاق مثل الاتفاق على الأُسس التي يجب أن تُبنى عليها الدولة العربية الحديثة، التي ينبغي أن تكون دولة القانون والمؤسسات، مشيرًا إلى أن الميثاق أكد أن الأمة أولى بقدرات المتميزين من علمائها ومفكّريها وباحثيها وتوفير بيئة مناسبة لهم. ويؤكد الميثاق أن لمراكز الدراسات والبحوث الوطنية المنزَّهة عن التبعية الأجنبية دورها المُساند للحكومات في صُنع السياسات ووضع الاستراتيجيات. وأكد السرحان ضرورة إحياء المؤسسات الإسلامية الداعمة للتكافل والتلاحم الاجتماعي داخل الوطن العربي، كما أكد الميثاق أهمية إنشاء صندوق عربي للزكاة وتمكين مؤسسة الوقف من ممارسة دورها الاقتصادي والاجتماعي، وإنشاء صندوق الحج، ودعا الميثاق سائر الدول العربية إلى إقامة بنك للتنمية العربية، تُساهم فيه الدول العربية بهدف تنمية مشاريع عابرة للحدود.
وفي مداخلة أ.د. عدنان بدران أكد أهمية الاستماع للشباب لأنهم قاطرة النجاح والتقدم، لافتًا إلى ضرورة دفعهم إلى الأمام لتفريغ طاقاتهم، ولكي يستطيعوا منافسة الآخرين من دول العالم. وأعلن استجابةً لاقتراح قدمته د. البطاينة عن تدريس الميثاق الاجتماعي العربي ضمن مساق التربية الوطنية اعتبارًا من بداية العام الدراسي القادم، كما أعلن عن النية لعقد مؤتمر شبابي في جامعة البترا يبحث محاور الميثاق، وذلك خلال شهر أغسطس القادم. وقدم د. جواد العناني، من خلال مندوبه في اللقاء، مبادرة لتدريب مَن يرغب من الشباب الجامعي ليصبح قياديًا من خلال إلحاقهم بدورة تدريبية خاصة.
شارك في الحوار طلاب جامعة البترا، إضافة إلى عدد من الطلاب من بعض الجامعات الأردنية العامة والخاصة، وأشاروا خلال مداخلاتهم إلى أنهم يعانون من أن الجامعات لا تميز بين الطالب أو الطالبة الفعّالة بالمجتمع عن الطلاب الآخرين، وأن التقدير يأتي فقط من خلال تحصيلهم العلمي. ومنهم مَن تساءل من أين نبدأ؟ وأضافوا أن التشاركية مع طلاب من مختلف الجامعات العربية شبه معدومة، مؤكدين أن الجامعات الأردنية والعربية معظمها لا تحاول إفراغ طاقات الشباب الإبداعية وغيرها، مشيرين إلى أن الثورات التي حصلت في بعض الدول العربية سببها الأول الضغوط الاقتصادية، والثاني الضغوط الاجتماعية، لافتين إلى أن الكبت الذي يواجهونه يبدأ من البيت.
وفي نهاية اللقاء وزَّع دولة أ.د. عدنان بدران الدروع التقديرية على أبرز المشاركين من الأساتذة والطلاب والطالبات.