EN | AR
الندوة الدولية "لسان الدين بن الخطيب مُجدِّد فكر التسامح وحوار الثقافات"
السبت, نوفمبر 15, 2014

منتدى الفكر العربي ينظم بالتعاون مع منظمة الإيسيسكو ومؤسسة ابن الخطيب بفاس ندوة دولية
"لسان الدين بن الخطيب مُجدِّد فكر التسامح وحوار الثقافات"
وتوقيع اتفاقية تعاون وتنسيق بين المنتدى ومؤسسة ابن الخطيب

فاس- برعاية كريمة من جلالة الملك محمد السادس، نظمت مؤسسة ابن الخطيب، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ومنتدى الفكر العربي، بدعم من مجلس مدينة فاس ووزارة الثقافة المغربية وجامعة سيدي محمد بن عبدالله، ندوة دولية حول "لسان الدين بن الخطيب مُجدِّد فكر التسامح وحوار الثقافات" في فاس بالمملكة المغربية خلال الفترة 15-16/11/2013، شارك فيها ما يزيد على (50) باحثًا ومتخصصًا من المغرب، وتونس، والجزائر، وليبيا، والأردن، وسورية، والسعودية، والكويت، وإسبانيا، وألمانيا، وفرنسا، والنمسا، وتمحورت أعمالها حول: الأندلس والمغرب مصير سياسي مشترك من خلال تجربة ابن الخطيب، وفكر ابن الخطيب الموسوعي والمتفتح، وقراءات في أعماله المتنوّعة، وتفتحه على الديانات والثقافات، وصورته في الدراسات الأكاديمية الحديثة.

وافتُتِحت الندوة بكلمات للجهات المنظِّمة والراعية ألقاها كلٌ من: أ. حميد شباط رئيس مجلس مدينة فاس، ود. عبد الإله بن عرفة بالنيابة عن أ.د. عبد العزيز  بن عثمان التويجري المدير العام للإيسيسكو، و د. الصادق الفقيه الأمين العام لمنتدى الفكر العربي، وأ.د. عمر الصبحي رئيس جامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس، وأ.د. عبد الحق المريني مؤرخ المملكة المغربية. وأ.د. محمد مزين رئيس مؤسسة ابن الخطيب.

وفي كلمته، نقل د. الصادق الفقيه  تحيات صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي وراعيه، إلى المشاركين في الندوة، معرباً لهم عن تثمين سموّه لهذه الندوة وموضوعها، وأمله في أن تتواصل الفعاليات لإحياء ذكرى علماء الأمّة العربية والإسلامية الأفذاذ من أمثال ابن الخطيب. وأشار د. الفقيه إلى أن من بين أهم محاور التعاون القائم بين المنتدى ومنظمة الإيسيسكو ، وخلال الفترة المقبلة، موضوع الأندلس والفكر الأندلسي وإسهام المسلمين وسواهم في هذا الفكر الغنيّ المتنوّع، الذي شكَّل التجربة الحضاريّة الأندلسيّة وخصائصها المتميّزة في تاريخ الفكر الإنساني.

وأضاف أن المفكِّر والعالِم الأندلسي ابن الخطيب يمثل صورةً مشرقة وبهيّة للفكر والأدب وكل صنوف الثقافة والمعرفة التي ساهم فيها بإنتاجه العقلي. وما البحث في فكره وإنتاجه هذا إلاّ تشكيل دائرة من دوائر الفكر فيها التواصل الوثيق مع الماضي، وكذلك مع قضايا الحاضر من أجل مستقبلٍ يليق بأجيال أمّتنا. فابن الخطيب خير مثال على موقف المفكر الحرّ الذي انتصر لآرائه وأفكاره واستشهد مدافعًا عنها، كما لم يكن سفيرًا في المهمات الدبلوماسية المعهودة؛ بل أيضًا كان سفيرًا بين ثقافته العربية الإسلامية وسواها من الثقافات في عصره، وفي نطاق تبادلٍ حضاريّ أنتجته عبقريّة المكان في فاس بالمغرب والأندلس حيث عاش، وحيث هناك الكثير مما نعتز به ونفخر مما يُنسَب إلى مدينة فاس في المساهمات الفكرية والحضارية، ومن ذلك فكر التسامح، هذه القيمة الرئيسة التي يحتاجها عالمنا المعاصر ويريدها أكثر من أي وقتٍ مضى إزاء الاضطرابات التي يعانيها على المستوى الإنساني.

وأشار إلى أن فكر ابن الخطيب يحتاج إلى معرفته والتعريف به بوصفه نموذجًا متسامٍ لحرية الفكر وطلاقته وتسامحه، مما يعني أن حرية الفكر لا تنتج الإقصاء ولا الاحتكار ولا التميُّز الذي من شأنه أن يستبعد الآخر أو يحتدّ معه أو يتطرَّف عنه أو يرغمه على قبول ما لا يريده. وقال: إن اعتناق مبدأ التسامح يعني اتساع مجالات الحوار واللقاء لإبراز القيم الإنسانية السامية والتعريف بها، وهذا جوهر البحث في فكر ابن الخطيب.

واختتم د. الفقيه كلمته بتوجيه أسمى آيات الشكر  والتقدير إلى جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب على رعايته الكريمة للندوة، وإلى المؤسسات والجهات التي تعاون معها منتدى الفكر العربي في تنظيم هذه الندوة.

قدم أعضاء الوفد العلمي، الذي شكَّله المنتدى من ثلاثة أكاديميين أردنيين متخصصين للمساهمة في محاور الندوة، أبحاثًا تناولت دور لسان الدين بن الخطيب في حوار الثقافات بين الأندلس وأوروبا، للأستاذ الدكتور صلاح جرار أستاذ الأدب الأندلسي ووزير الثقافة الأسبق ونائب رئيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية/ عضو المنتدى، والوجد والشوق الديني في رحلات ابن الخطيب، للأستاذ الدكتور فايز القيسي أستاذ الأدب الأندلسي والمغربي في جامعة مؤتة، ومفهوم الوطن عند ابن الخطيب، للدكتورة رشأ الخطيب أستاذة الأدب العربي والأندلسي في الجامعة العربية المفتوحة وجامعة الزيتونة. كما ترأس أ.د. صلاح جرار، و د. رشأ الخطيب جلستين من جلسات الندوة.

هذا، ودعا المشاركون في الندوة إلى بذل الجهود للكشف عن الضائع من مؤلفات ابن الخطيب ورسائله وأخباره وجمعها، والعمل على نشر مؤلفاته التي ما تزال مخطوطة، وإعادة تحقيق بعض أعماله تحقيقا علميًا لائقًا. كما دعوا إلى إطلاق اسم ابن الخطيب على بعض المعاهد العليا في الدول والمدن التي تحتضن تراثه، وعقد ندوة دورية كل سنتين حول ابن الخطيب في الدول التي تشترك في احتضان تراثه، وعقد مؤتمر عنه في مسقط رأسه بمدينة لوشة الأندلسية.

وأوصوا الجامعات في الدول العربية وإسبانيا بتوجيه طلبة الدراسات العليا والباحثين لإعداد أطاريح علمية حول ابن الخطيب، وأكدوا ضرورة تشجيع الترجمة بين العربية والإسبانية لكل الدراسات العلمية حوله. كما دعوا إلى إنشاء موقع إلكتروني مختص حول هذا المفكر الأندلسي المغربي يتضمن جميع أعماله وأخباره والدراسات المنشورة عنه حتى الآن، و إنجاز شريط وثائقي حول حياته، وأوصوا  بنشر أعمال هذه الندوة العلمية الدولية في كتاب مستقل وتعميم نتائجها.

ودعا المشاركون في الندوة الإيسيسكو إلى إطلاق برنامج دولي للاحتفاء بذكرى أعلام الثقافة الإسلامية والأحداث الحضارية الكبرى بتعاون مع الدول الأعضاء. وأوصوا بالاستفادة من تراث ابن الخطيب في تعزيز برامج الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات من خلال إطلاق مشاريع تربوية وثقافية لفائدة الطلبة والشباب ، ودعوا إلى فتح فرع لجمعية مؤسسة ابن الخطيب في مدينة سلا حيث أمضى لسان الدين شطرًا مهمًا من حياته وألف فيها جملة من كتبه.

وفي هذا السياق، وقع د. الصادق الفقيه الأمين العام للمنتدى، وأ.د. محمد مزين رئيس مؤسسة ابن الخطيب بفاس بحضور المشاركين في الندوة، اتفاقية تعاون وتنسيق في المجالات الفكرية والعلمية ذات الاهتمام المشترك، وتطوير هذا التعاون بكل السُّبل والوسائل المتاحة، وتنفيذ مشروعات وأنشطة مشتركة. ونصَّت الاتفاقية على التعاون في تنظيم الندوات والمؤتمرات، ووضع برامج وبحوث مشتركة، وتسهيل تبادل الخبراء والعلماء والباحثين، وكذلك المعلومات والإصدارات، وتنسيق المواقف في القضايا التي تهم كلا الطرفين. 

 
 

 

exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©