EN | AR
إشهار كتاب «عتبات المستقبل» في المكتبة الوطنية
الأربعاء, ديسمبر 24, 2014

قدم عدد من الأدباء والكتّاب قراءة في كتاب «عتبات المستقبل» للباحث د.فيصل غرايبة، ناقشوا خلالها طريقة الكاتب في تناول موضوع التاريخ وأجابوا على أسئلة مهمة حول شرط كتابة السيرة الذاتية والتي تتعانق مع التاريخ الاجتماعي للناس، بعيدا عن تاريخ القائد أو المنتصر.

وناقش المتحدثون، د.عدنان بدران، د.الصادق الفقيه، د. صلاح جرار ، خلال الأمسية التي أقيمت في المكتبة الوطنية وضمن نشاطها الأسبوعي كتاب الأسبوع وأدارتها الدكتورة أدب السعود، بحضور مدير عام المكتبة الوطنية الباحث محمد العبادي وعدد من المفكرين والمهتمين أهمية الوعي بكتابة التاريخ الاجتماعي من خلال السير، فمقدمة كتاب ابن خلدون هي ما يذكر من كتابه الكبير والذي تحدث فيه عن تاريخ العرب والأمم، لان المقدمة كتبت بطريقة اقرب إلى الاجتماع منها إلى التاريخ.

 د. بدران أكد على أن هذا الكتاب ذو العتبات الثلاثة عشرة ، بداية من عتبة «عروس الشمال» ومرورا بعتبات تاريخية مر بها الكاتب فيصل غرايبة ، وهو يواجه التحديات والمطبات يصارع بيئة الزمان والمكان ، للوصول إلى آفاق جديدة في تحقيق الذات من قاسيون إلى عمان وتونس الخضراء والبحرين إلى أمريكا وبريطانيا وبلدان أخرى للدراسة والبحث والتدريس والتدريب حقق فيها نتيجة المثابرة والإرادة القوية، هو كتاب اقرب للسيرة منه إلى التاريخ، وهو يكتب تاريخ الأمة من خلال سيرة شخص.

 وأضاف بدران: أن الكاتب من خلال تدرجه على هذه العتبات يحكي قصة الأردن وبلدان عربية عمل فيها، ويسرد حالتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وما تعانيه من أمراض اجتماعية وسياسية وخاصة في تكريس القطرية، وما جاءت به سايكس بيكو في تجزئة الأمة العربية بعد الحرب العالمية الثانية على حساب المد القومي، كما يستعرض الكاتب حياة كاتب ولد في اربد عام 1944 ولم يكن سكانها حينذاك يتجاوزون الستة آلاف والسبعماية فقد كانت الحياة في الأردن ومع بدايايات تأسيس الإمارة بعد عام 1921 بسيطة ولكنها شاقة تميزت بارتفاع نسبة الخصوبة وكبر حجم العائلة.

 وأوضح د. بدران بان الكاتب عاش حقبة التغيير أثناء دراسته الخدمة الاجتماعية في سوريا حيث تميز السوريون آنذاك بغياب الطائفية او المذهبية او العرقية، فقد كانت القومية العربية هي الطوفان السائد بين السوريون جميعا ، وقد عاش الكاتب حقبة حرب 1948 وإنشاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية وتهجير اللاجئين الفلسطينيين بما سمي «بالنكبة» من ديارهم وقراهم ومدنهم مؤقتا ، حتى يعود الاستقرار لبلادهم ، ويتطرق الكاتب من خلال عتبات مرحلة حياته كيف كان الوزير بسيطا في حياته يستخدم سيارته الخاصة مكتفيا بوضع لوحة الرقم الوزاري وكيف كان عدد الموظفين محدودا ولكنهم يعملون في كل ساعة من النهار لخدمة المواطنين.

وبين د. بدران بان الكاتب يتفاعل في عتبات دربه مع معسكرات الشباب الذين يشكلون بوابة التغير للمستقبل والتحدي الكبير للأمة كيف نعمق منهجية الأسلوب العلمي والموضوعية والوسطية لتكوين شباب الغد، وفي عتبة الكاتب في تونس بالثمانينات رافق التغيير في نهاية حقبة رئيسها الحبيب بورقيبة الذي شهد له التاريخ في نضاله بالتحرر من الاستعمار الفرنسي، خاتما حديثه بان هذا الكتاب يمثل رحلة تاريخية ممتعة في دهاليز المجتمع العربي.

د. صلاح جرار أشار إلى أن هذا الكتاب يتحدث عن نفسه منوها إلى أمرين مهمين هما: أهمية كتابة المذكرات والسير الذاتية التي يندرج الكتاب بها، وأهمية إقامة التوازن بين العام والذاتي في كتب المذكرات.

وأضاف جرار ان كتاب المذكرات والسير الذاتية هي سمة للشعوب والأمم المتحضرة التي تدرك أهمية التوثيق ولا سيما من شهود العيان من أهل الرأي والفكر والرؤية والثقافة داعيا كل ذي فكر ورؤية ومكانة ثقافية وعلمية ان يدون سيرته ويحفظ وثائقه ويسجل مشاهداته ففي ذلك خدمة لا حدود لها للماضي والحاضر والمستقبل.

 وأشار جرار إلى أن أهم ما يدعو لكتابة المذكرات والسير الذاتية ونشرها أننا أصبحنا نشهد تزوير الحقائق جهارا نهارا وأمام أعيننا فكيف سيكون بعد رحيلنا لذلك لابد من ان ندون الحقائق والوثائق والصور ، اما الدافع الثاني لتدوين المذكرات والسير انها تغطي جانبا لا يأبه به المؤرخون كثيرا وهو التاريخ الاجتماعي فالمذكرات هي خير شاهد على حال المجتمع وأخباره وتحولاته وغرايبة بكتابه شاهد على حال المجتمع وأخباره وتحولاته اذ عرض كثيرا من أحوال المجتمع من تقاليد وعادات وجوانب إدارية واقتصادية أضفت على الكتاب أهمية خاصة

أمين عام منتدى الفكر العربي الصادق الفقيه اكد على ان الدكتور غرايبة في كتابه كتب سيرة حياة وسيرورة امة فالكتاب ليس سيرة ذاتية محضة ولا تاريخ محض وإنما هو جماع لأشياء قيمة وكثيرة فقد مارس الكاتب الارتقاء من خلال تاريخ حوله بالإضافة إلى أردنيته فهو عروبي شديد الايجابية بالحديث عن ما فيها من خير فهو لم يترك مجتمعا ولا بلد زاره الا وتحدث عن ايجابياته .

وأشار الفقيه إلى أن كتاب د. غرايبة بأنه يملا الفراغ فهو سسيولوجيا لحاضر نعيشه ومستقبل نتطلع له فمثل هذه السير التي هي عبارة عن سيرورة عاشها الكاتب وكتبها وهي عبارة عن تفاعلات من أشكال التاريخ وهذا هو ما نحتاجه لسد الثغرات، مبينا بان الكتاب هو مادة فكرية ثرية بالملاحظات وغزير بأحداثه وفيه منهج جديد بكيفية التعامل مع الأحداث ورصدها وبناء الحقيقة بالحقيقة .

وقدم الشاعر سعيد يعقوب قصيدة حازت إعجاب الحضور الذي تفاعل معها، أهداها للدكتور فيصل غرايبة بمناسبة إشهار كتابه عتبات المستقبل، اختزل من خلالها يعقوب ما جاء في الكتاب من تطلع واضح لوحدة الأمة والإيمان بذلك حتى لو لم يتحقق الآن فأنه سيتحقق غدا .
 

exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©