EN | AR
“أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي .. إعادة تفكير ” تطرح الأسئلة ولا إجابات !!
الأحد, يناير 26, 2014

الكويت - 26 - 1 - 2014

علي اليوحة : هل اتساع الفجوة الحضارية بسبب الصراع المتواصل بين العقل الفاعل والعقل المنفعل وهو صراع يتوقف على نتائجه تقدم المجتمعات أو تخلفها ؟

محمد الرميحي :كلما اقتربنا من فلسطين صارت أبعد .. وكنا أقرب إلى الديمقراطية فصارت أبعد وكنا نقترب من العقل فزدنا عاطفة

غلام علي حداد : السؤال الذي طًرح قبل أربعين عاماَ لا يزال اليوم دون إجابة !!

خليل حيدر : إن الفكر الذي نتطلع إليه ينبغي أن يأخذ في الاعتبار الانسجام بين قيم الأصالة والتقدم، للإقلاع الحضاري والخروج من براثن التخلف.

الصادق بخيت : نحن أمام زمنين يصطرعان حول أحقية البقاء زمن تاريخي يجرجر ما تبقى من أيامه وزمن متسارع يحرق المراحل !!

الكويت ـ ” أشرعة” :
ناقشت أعمال الندوة الفكرية التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي بالكويت عشرة محاور حول موضوع ندوة “أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي ـ إعادة تفكير” ، وقبل بدء الجلسات ألقى المهندس علي اليوحة الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت كلمة قال فيها: إشارة للأساس التي ستبني عليه الندوة نقاشاتها فأن الندوة تواصلا مع الندوة التي عقدت قبل أربعين عاما في الكويت، وبالتحديد في شهر أبريل 1974، عقدت الكويت ندوة كبرى شارك فيها العديد من مثقفي العالم العربي وحملت عنوان “أزمة التطور الحضاري العربي” وتشاركت في إقامتها جمعية الخريجين الكويتية وجامعة الكويت، واليوم ومن خلال هذه الندوة. وبعد مرور أربعين عاما، ترى الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ضرورة العودة من جديد لإعادة التفكير والبحث فيما طرحته الندوة السابقة، وأيضا للنظر فيما تحقق من حلول وما لم يتحقق، لعل في ذلك شيئا من التقصي المؤسسي الواجب علينا متابعته.

وتساءل “اليوحة”: ما أسباب أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي على الرغم من امتلاكه لمجموعة من العوامل التي من المفترض أن تكون دافعاً للنمو والتقدم ؟ ومضى في تكرار الأسئلة قائلا: هل بسبب اتساع الفجوة الحضارية بما فيها العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والثقافية بين العالم المتقدم والأمة العربية؟ أم بسبب الصراع المتواصل بين العقل الفاعل والعقل المنفعل وهو صراع يتوقف على نتائجه تقدم المجتمعات أو تخلفها ؟ أم بسبب ظاهرة الاستعمار التي كانت مسيطرة على معظم البلدان العربية، وتعمل على استنفاد مواردها ؟ أم بسبب الصراعات الأيديولوجية والسياسية التي لعبت دوراً كبيراً في نسف أحلام النهضة العربية ؟ أم بسبب تباطئنا في الانتقال من حالة الجمود إلى حالة الحركة ؟

واستطرد قائلا: الأسئلة كثيرة، ولكن الإجابات قليلة وعسيرة، على الرغم مما طُرح بشأنها من آراء وحلول، وما كتب عنها من مئات الكتب. إنني هنا لا أدعو إلى جلد الذات كرد فعل لاخفاقاتنا، لكنني أرى أن نبحث تلك الإخفاقات بموضوعية صارمة، تستند إلى تحليل دقيق بصرف النظر عن النتائج الصادمة التي قد تتمخض عنها. إن النقد المتأني والمدروس للذات لا يؤدي إلى التقليل من شأنها، بل يسفر بالعكس عن معرفتها واحترامها من جهة، ويؤدي من جهة أخرى إلى فهمنا الدقيق لنقاط ضعفنا، الأمر الذي يشكل عاملا من عوامل قوتنا، ويدلنا إلى موضع الداء وتشخيصه كمرحلة حتمية لوضع وصفة الدواء التي نحن في أمس الحاجة إليها، وإلا فسنظل نعيش بعيدا عن مسار التاريخ نجتر مزيدا من الأوهام والأحلام، إنني أعتقد أن الوصول إلى تفسير لاستمرار أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي، تحتاج منا إلى جهود كبيرة ، أتمنى من خلال هذه الندوة الكريمة، والتي يتحدث فيها ويُدير جلساتها نخبة من أهل الفكر والرأي، ومن خلال أوراق الندوة والمناقشات التي تليها، أن نخلص معا إلى آراء وأفكار جديدة تساعد على فتح المزيد من الآفاق أمام هذه الأزمة ، بما يتناسب مع المرحلة التاريخية التي تعيشها حضارتنا والتي تتطلب من أهل الفكر والثقافة يقظة شديدة لما يحيط بنا من ظروف، كما تتطلب حسن إعداد ( فكرياً وثقافياً )، لما ينتظرنا من تحولات وسط عالم تسوده توجهات معقدة من عولمة، وتدفق هائل للمعلومات عبر الحدود والحضارات، وعبر تكنولوجيا تتقدم يوما بعد يوم، وإنني على ثقة بأن نجاح هذه الندوة سينعكس إيجابياً على الأمة العربية، تماماً كثقتنا بأن النقاش في الجلسات بين إخواننا المشاركين والحاضرين من الكويت ومن الوطن العربي هو ضمان لنجاح الندوة ونتائجها، فلا نجاح إلا بالحوار والنقاش الموضوعي، فهذا هو المقوم الأول للثقافة.
وصايا وأفكار
وألقى المنسق العام للندوة الدكتور محمد الرميحي كلمة رحب فيها بمن قدم وشارك في أعمال هذه الندوة المهمة وقال: نعود الى ما قبل، وقد قيل الكثير، نعود إلى تلك الوصايا والافكار، وقد قطعنا من الزمن أربعة عقود شاهدنا فيها غير المتوقع وغير المعقول! هل نتفاءل وقد قيل الكثير، عندما ننظر الى ما سطرناه قبل أربعة عقود أم نتشاءم؟ أسئلة كثيرة سوف نعرف بعض اجاباتها ونحن نتحاور خلال الايام القليلة القادمة، نتحاور بعمق وبروية باحثين عن اجابات طرحت قبل أربعة عقود وما زالت أمتنا تطرحها، أمامنا أسئلة صعبة في زمن صعب كنا نعتقد أننا في ثقافة محصنة فأصبحنا في ثقافة تتعرض للهجوم.

كنا أكثر قربا من فلسطين فصارت أبعد، كنا أقرب إلى الديمقراطية فصارت أبعد،كنا نطمح الى أمة فصرنا شعوبا وقبائل وطوائف متطاحنة، كنا نقترب من العقل فزدنا عاطفة.إلا أن المفاتيح هي المفاتيح، لن نتقدم حتى نعرف أنفسنا معرفة واقعية لا مثالية، هل السلامة في قفل الابواب وإطفاء الأنوار؟ أم نستنير معكم وبكم في مثل هذه الندوة التي تؤسس إلى ما تعرفون ؟ إن أول الطريق هو وجود حرية للرأي.

نفس العنوان

وقبل بدء الجلسات ألقى الدكتور غلام علي حداد عادل كلمة قال فيها :قبل أربعين عاما عقدت لأول مرة ندوة “أزمة التطور الحضاري في العالم العربي” وكان للمفكرين والمختصين فيها آراؤهم وأحاديثهم، والآن وبعد أربعين عاماَ نشهد إقامة ندوة أخرى بنفس العنوان . ومن كان في سن الطفولة عند انعقاد الندوة الأولى فهو الآن في العقد الخامس من عمره ، ويشغل مسؤوليات في شوؤن إدارة المجتمع . فلما يتفق أن تنعقد ندوتان حول موضوع واحد وفي بلد واحد في فترتين زمنيتين بينها أربعون عاماً . هذه الظاهرة تبين أن أزمة التطور لا تزال قائمة مما دفع القائمين على أمر هذه الندوة إعادة فتح ملفها. والواقع يشهد أن أزمة التطور الحضاري في العالم العربي ، بل في العالم الإسلامي لم تخفَ شدتها بل ازدادت تفاقماً.
لو كان المقصود من التطور الحضاري سيادة حالة الرفاه والسعادة والأمن ، فما نشاهده اليوم هو أن أجزاء واسعة من العالم العربي والإسلامي تحترق من لهيب القتل والدمار وانعدام الأمن . قلما يمر يوم دون أن نشاهد فيه ونسمع أخبار المجازر التي تًرتكب بحق الأبرياء وعمليات التدمير والإرهاب. خلال العقود الأربعة الماضية لا نرى منطقة في العالم شهدت حروباً بقدر ما شهده العالم الإسلامي .واليوم يشهد العالم العربي والإسلامي اقتتالاً بين أناس كانوا لقرون متمادية متعايشين في أن وأمان وأخوة ومحبة وسلام بمختلف انتماءاتهم المذهبية والقومية . ألا يعني هذا الاقتتال والعداء والتكفير تراجعاَ في التطور الحضاري ؟! ألا تعني هذه المواجهات بين قيمنا الأصيلة والقيم الغربية المستوردة اشتداد الأزمة ؟! أليس هذه الاعتراضات الشعبية الصاخبةً على فقدان الحرية والعدالة من إفرازات هذه الأزمة ؟ ..هذا كله يعني أننا نمر في فترة حرجه متأزمة ، وأن السؤال الذي طًرح قبل أربعين عاماَ على الندوة الاولى لا يزال اليوم دون إجابة ، ويطرح نفسه علينا لأن نجد مخرجاَ للخروج من هذه الأزمة .

رهان

exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©