د. صبري اربيحات
لا يمكن ان تفصل بين الحاج زكي والقدس....فهو الذي خرج منها ولا زال فيها بقلبه ووجدانه......كان الحاج زكي عضو في امانة القدس يوم احتلالها ....ولم يستطيع العدوان ان يحتل قلب الحاج الذي بقي وعبر ما يزيد على 86 عاما ينبض بمحبة المكان الذي اصبح الحاج امينا لها عام 1999...
بالامس كرم منتدى الفكر العربي الحاج زكي الغول ...وسط حضور لافت من الذين رافقوا الحاج ..واحبوه ...وعرفوا حجم تفانيه وعطاءه......كنت من بين الحضور ...وقد استذكرت التزام زكي الغول وحماسه لمشروع القدس عاصمة الثقافة العربيه عام2009...عندما كنت وزيرا للثقافه....فكان شريكا في كل الفعاليات ..متحمسا لها يثير ذكرها في نفسه حماسا لا تحسب ان رجلا عاش ما يقارب الالف شهر يملكه.
تحدث الزملاء كايد هاشم وجودي البطاينه وابراهيم السواعير وهشام الخطيب والشاعرالشاب بشار الصري وانا عن بعض جوانب شخصية زكي الغول الغنية بالعطاء الادبي والخيري والثقافي والانساني. ولا اظن اننا اقتربنا من روحه الجميله...
فمع ضمنا من جيل غير جيله ...ومهما اجتهدنا فلن نصل الى الصور الجميلة التي راكمها الغول الذي شهد الحرب العالمية الثانية شابا واعيا...وشارك في نضالات الشباب يوم كان النضال متاحا وقبل الاتفاقيات التي كبلت الروح والطموح...
زكي الغول كنز من الذكريات .....والمعرفة المتراكمه والعابرة للاجيال...ولابد ان تعلن ذاكرته وذاكرة العشرات من رجال ونساء الاردن موردا وطنيا ينبغي العمل على استكشاف مكنوناتهم ونفائس عقولهم وايداعها في مكتباتنا.
كتابة التاريخ من مشاهدات وشهادات الاعلام ضرورة حتى لا ياتي يوم ولا نستطيع ان نرى ما يربطنا ببلادنا غير بعض الشذرات التي كتبها المستشرقون وغيرنا عن بلادنا التي تفيض قلوبنا شوقا اليها.
ونجدنا نردد بلا وعي ما قاله هرون هاشم رشيد وغنته العملاقة فيروز
سنرجع يوما الى حينا .....ونغرق في دافئات المنى
سنرجع اخبرني العندليب .....غداة التقينا بذاك....
طول العمر لزكي الغول.......والتقدير لمبادرة منتدى الفكر العربي
ودعوة لكل من يهمه الامر ان يهتم بهذا الجانب من مخزوننا المعنوي والتراثي والتاريخي قبل ان ينضب...........................................................