EN | AR
لقاء نقديّ بمنتدى الفكر العربي حول رواية "بابنوس" لسميحة خريس
الثلاثاء, سبتمبر 30, 2014

الرواية تحرك الضمير الإنساني ضد الظلم والعبودية والتمييز

عمّان- ناقش لقاء نادي الكتاب في منتدى الفكر العربي، مساء الاثنين 29/9/2014، الأبعاد الفكرية والإنسانية في الخطاب الروائي العربي من خلال رواية "بابَنوس" للروائية والإعلامية الأردنية سميحة خريس، وشارك في تقديم القراءات النقدية الناقدة د. رزان إبراهيم من جامعة البترا، والناقد والشاعر  عبدالله رضوان الذي أدار اللقاء أيضاً، وقدمت الموضوع والمحاضرين د. جودي البطاينة من جامعة جرش.
وقالت الروائية سميحة خريس حول تجربتها في كتابة الرواية: "من العسير صياغة حرف دون أن تتداعى في البال مأساة الإنسانية التي ما برحت تتجدد أمام ناظري طوال سنوات وعيي، فالكتب تحمل رائحة حرائق اشتعلت عبر العصور، وكان الإنسان وقودها ... وفوق كل هذا كنت ابنة مأساة حقيقية، ابنة جيل جرب مرارة الهزائم، ولم يفرح إلا في أوهامه وأحلامه وآماله المؤجلة". وأضافت: إن رواية "بابنوس" وضعتني في مواجهة الاختبار ، لأني أعرف فيضاً من المعلومات عن دارفور مركز الصراع في الرواية، ولأني كونت وجهة نظر حول ظلم الإنسان للإنسان ... تصديت لقضية خطف الأطفال وبيعهم، في محاولة لإثارة مسألة الرق عبر العصور"، وبدلاً من الدخول مباشرة في الحدث مهدت في استطراد طويل لحياة أناس في مكان ما من دارفور سمّيته "الخربقة" حاولوا أن يختلفوا، ومثلوا لوناً بريئاً من بشر ينعزلون عن كل ما من شأنه أن يجعلهم عدواً أو هدفاً أو طرفاً في صراع، بشر يبحثون عن مدينتهم الفاضلة، ونحن نرى أمثالهم كل يوم في نشرة الأخبار، لكننا ننفعل لحظتها ثم ننسى، لكم نحن ننسى. وأشارت سميحة خريس إلى أنها كتبت نصاً إنسانياً يدين العالم الذي تآمر على أحلام مجموعة بريئة، فلم يترك لها اختيارها، وضحى بها على مذبح مطامعه وصراعاته.
وحول "الخطاب الإنساني والفكري في رواية بابنوس"، اعتبرت د. رزان إبراهيم أن هذه الرواية واحدة من الروايات التي تثبت إمكانية أن يكون الروائي ممثلاً للضمير الإنساني، فهي تقرأ باقتدار مواضع ألم وخلل يعيشهما العالم اليوم، وتقدم ذلك دون تجميل، طامحةً إلى تحريك إنسانية قارئها والرفع من مستوى أحاسيسه تجاه ما يحدث في العالم. وحلَّلت الناقدة خطاب الرواية من خلال شخوصها وعلاقاتها وأحداثها، وقالت: إن الرواية تطرح سؤالاً رئيسياً هو: متى ترتفع وتيرة التوتر العرقي، أو التصنيفات المتعلقة باللون والتمايزات السلالية؟ ليكون الجواب حاضراً  في ثنايا رواية تبرز أن انصهاراً أو اندماجاً في بقعة ما يصبح عرضة للخطر في لحظات الجوع وتقاطع المصالح ... ما يجعل حالة السلم رغم الفقر والجوع تتبدل إلى حمّى جنونية تدفع باتجاه الصراع وحديثه صفاء العرق والسلالة، فضلاً عما تتعرض له الإنسانية جراء ذلك من هوان في إطار حروب وصراعات همّها المصالح المادية ولا تفرق بين أسود وأبيض.
وقي قراءته بعنوان "رواية بابنوس لسميحة خريس- في الخطاب المعرفي: قراءة سوسيولوجية"، قال الناقد عبدالله رضوان: إن الرواية عموماً في العالم العربي باتت تشكل المرجعية التاريخية الاجتماعية لخصوصية المجتمع وتطوره سياسياً واجتماعياً، كون التاريخ الرسمي والواقع الإعلامي باتا محكومين بصاحب القرار الرسمي، فيما الرواية تشكل البديل الموضوعي نسبياً في التأريخ للمتغيرات الاجتماعية/ السياسية ولما يحدث في الواقع، مشيراً إلى دور البعد المعرفي الأنثروبولوجي وعنصر التوثيق في العمل الروائي عبر الصور الجمالية.  وكذلك إلى البعد السياسي، وقال: "إن الخطاب المعرفي في هذه الرواية، على تعدده وتداخله وتنوعه لم يأت فجاً مباشراً، وإنما تم تقديمه في إطاره الجمالي داخل بنية روائية متماسكة، وهو ما يؤكد قدرة مبدعتنا الروائية سميحة خريس على استمرار العطاء والتجاوز باتجاه مساحات وعوالم جديدة ومبتكرة".
وفي مداخلة له وصف د. الصادق الفقيه، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي، رواية "بابنوس" بأنها رواية غنية بالصور الجمالية وبالبُعد المعرفي حول المكان الجغرافي الذي تدور فيه أحداثها، وفيها كثير من الاقتراب المعرفي حول حياة أهل دارفور، مما يحسب للرواية وكاتبتها في إغناء العمل بجوانب متنوعة.
وكانت د. جودي البطاينة، عضو منتدى الفكر العربي، قد استهلت اللقاء بكلمة موجزة بالإنابة، أشارت فيها إلى تطور الرواية في العالم وعند العرب في العصر الحديث، كما تطرقت إلى الرواية في الأردن، وقالت: إن الروائية سميحة خريس أثبتت بأعمالها الروائية والقصصية والأدبية حضوراً محلياً وعربياً، وعالمياً بترجمة بعض أعمالها إلى بعض اللغات الأجنبية، وبما حازت من جوائز مرموقة تقديراً لإنتاجها الأدبي.
 

 



exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©