EN | AR
(إدارة المدن الكبرى والانتقال من القطاع الخاص إلى القطاع العام)
الثلاثاء, ديسمبر 1, 2015

أكد هاني المسيري محافظ الأسكندرية السابق ، في محاضرة ألقاها مساء اليوم الاثنين في عمان بعنوان (إدارة المدن الكبرى والانتقال من القطاع الخاص إلى القطاع العام) ونظمها منتدى الفكر العربي ، على أن أزمة الثقة بين المواطن والدولة موجودة منذ 50 سنة وسببها عدم تحقيق الوعود.

   واستعرض المسيري التحديات والمشاكل التي تعاني منها الأسكندرية والإنجازات التي حققها خلال فترة ال9 شهور التي قضاها كمحافظ لها.. قائلا "إن التحديات كانت قوية والأخطاء في الأداء كانت كثيرة إلا أننا قمنا بإحياء جهاز إداري قادر على عملية التتابع ووضعنا برنامجا سريعا يعتمد على الموارد المتاحة ، وهو ما جعلنا نحل غالبية المشاكل وعلى رأسها حل الكهرباء والمواصلات والقمامة والخبز والرعاية الطبية".

 وأضاف "إننا قمنا بتشكيل فريق عمل متخصص وحصرنا جميع الموارد وأعددنا خططا طويلة ومتوسطة وقصيرة الأجل ، ووضعنا رؤية للمدينة من أجل عودتها للريادة العالمية".

 وعن كيفية حل مشكلة القمامة خلال فترة ال9 شهور..قال إنني حرصت على زيارة بعض المدن الأوروبية في اليونان وأسبانيا التي كانت تعاني من نفس المشكلة وتبين أنها تمكنت من حلها في 10 سنوات من خلال تغيير ثقافة المواطنين علاوة على وجود تنافسية بين شركات النظافة ، وهو ما طبقناه في المحافظة.

  وفيما يتعلق بحل مشكلة الترام في الأسكندرية .. قال المسيري إن ترامات الأسكندرية كلها كانت قديمة منذ الأربعينيات وإبان الثورة تم احتراق نصفها تقريبا إلا أننا استطعنا وبالمجهود الذاتي من تطوير إحداها وتحويله إلى "كافيه" يجوب المحافظة ورفعنا سعر التذكرة إلى 5 جنيهات كما أنها كانت تستأجر للاحتفالات وأعياء الميلاد وضخت دخلا ممتازا ساعدنا في تطوير القطاع".

 وأفاد بأن ميزانية محافظة الأسكندرية ، ثاني أكبر محافظات مصر من حيث عدد السكان (8 ملايين نسمة) ، تبلغ 150 مليون جنيه (أي 16 مليون دولار فقط) مقابل 900 مليون جنيه مخصصة لمحافظة القاهرة .. منوها بأن المحافظة تمكنت خلال أول 6 شهور من توليه منصبه الحصول على تبرعات قدرها 200 مليون جنيه تم من خلالها تنفيذ العديد من المشروعات.

وأشار المسيري إلى أن العوائد التي يتم تحصيلها سواء من المخالفات أو الضرائب يتم توريدها إلى الخزانة العامة للدولة فيما تحصل المحافظة على 25% منها عندما يتاح ذلك .. مبينا أنه تمكن بالاتفاق مع وزارة المالية على استقطاع هذه النسبة من إجمالي مبلغ العوائد للمساعدة في توفير الموارد وبالتالي تمكين المحافظة من سرعة تنفيذ المشروعات.

  ونوه بأن التركيز على الشباب كان محورا أساسيا لديه ، مشيرا إلى أن معظم من تم تعيينهم في مناصب كمستشارين أو كمساعدين أو كنواب للمحافظ كان تتراوح أعمارهم ما بين 25 إلى 35 عاما كما أنه تم تنفيذ فكرة (برلمان محاكاة للشباب) حيث كان يعرض الشباب على المحافظ المشاكل التي تعاني منها الأحياء التي يدخلونها لمناقشتها من أجل التوصل إلى حلول بشأنها.

  وقال "إننا نفذنا كذلك حملة عبر الإنترنت للترويج لمدينة الأسكندرية سياحيا كما استضفنا بطولة العالم للاسكواش ، لتصبح الآن في مصاف مدن العالم التي تستضيف بطولة العالم لهذه اللعبة".

  وعن استقالته من منصبه..أرجع المسيري السبب إلى عدم وجود موارد مالية كافية لحل مشكلة مياه الأمطار ، قائلا "إننا طلبنا 75 مليون جنيه للعمل على حل هذه المشكلة خاصة وأن 70% من حجم مياه الأمطار اختلطت بالصرف الصحي مما أدى إلى غرق الأسكندرية وبالتالي وقوع وفيات".

 وأضاف "إنني تقدمت باستقالتي لأننا لم نحصل على هذا المبلغ حيث تم الرد علينا بأن البلد في مرحلة انتقالية ولا توجد موارد وكنت على قناعة بأن هذه المشكلة لن تحل ، لذا فقررت عدم الاستمرار خاصة بعد وقوع وفيات كما أنني أعلم بأن الحادث سيتكرر لأن المحليات تدار بطريقة عشوائية".

 ورفض المسيري فكرة وجود مؤامرة لإقصائه من منصبه ، قائلا "إن الشعب كان يعتاد نمطا معينا وسنا معينة للمحافظين كما أن البعض كان غير متقبل لفكرة التغيير"..مضيفا "من الصعب أن يتآمر الجميع ومع ذلك فإنني اعتبر نفسي دفعة للشباب".

  ومن جهته .. شدد الدكتور محمد أبو حمور الأمين العام لمنتدى الفكر العربي على أن عدم وجود خطة لدى الأمة العربية جعلها جزءا من خطط الآخرين في الغرب ، محذرا من أنه إذا ما تركت المدن لتتحول إلى عشوائيات فإن هذا سيخلق نوعا من الفوضى.

  وأكد أبوحمور على أهمية موضوع المحاضرة لأنه من الموضوعات الاستراتيجية والحيوية ويشمل جوانب متعددة ومتداخلة من استراتيجيات التخطيط العمراني والبيئي والاقتصادي والمسح الجغرافي والتغيّرات الحاصلة في البيئة الحضرية للمدن، وخاصة في المنطقة العربية.

  ونبه إلى أن التحديات التنموية في المدن العربية الكبيرة تحتاج إلى متابعة مستمرة في تحديث البيانات وإجراء الدراسات والتخطيط لمشروعات البنية التحتية ووضع التشريعات المناسبة ورسم السياسات التنفيذية والأهم في إعادة تقييم دور القطاع الخاص لإيجاد شراكات فاعلة بينه وبين القطاع العام ؛ لمواجهة تأثيرات التغييرات العالمية المتسارعة التي تصل إلى المنطقة وتؤثر عليها سواء على الجانب الاجتماعي أو الثقافي أو الاقتصادي والسياسي.

  وقال إن المدن العربية ، مع التباينات في خصوصياتها ، تتعرض لتحديات مشتركة أو لِنقُل فيها كثير من التشابه نظرا لزيادات السكانية وتفاوت حركة البناء بين التقلص حينا وما يمكن أن يعد من الطفرات في أحيان أخرى.

  وقال إن الأسكندرية كمدينة ومحافظة جزء من الهوية والثقافة المصرية والعربية أيضا بما تمثله من تاريخ وتراث عالمي عريق يشمل العديد من آثار الحضارات واتصال مستمر بمحيطها الوطني بطبيعة الحال أو بالعالم الواسع عبر النقل والمواصلات وطبيعة جغرافية غنية وثروات طبيعية وأنشطة اقتصادية متنوعة من زراعة وصناعة وثروة سمكية وحيوانية ومجتمع متنوّع فيه أصول وأعراق وثقافات وديانات مختلفة ، فهي بحكم كل ذلك محافظة ذات طابع نموذجي لدراسات التطوير والتحديث في إطار العملية التنموية وإدارتها.

  وفي مداخلته..قال عقل بلتاجي أمين عمان إنه لم يستقل من منصبه - كما طالب البعض بعد غرق عمان مؤخرا بسبب مياه السيول وغرق 3 أشخاص من بينهم طفلان مصريان - لأن الشخص يجب أن يكون موضوعيا - حسب رأيه - ، مشيرا إلى أن مشاكل البنى التحتية والتحديث والموارد في عمان هي نفس مشاكل العديد من المدن العربية ، مؤكدا على أن العاصمة الأردنية بحاجة إلى مليار دولار لحل مشكلة البنى التحتية.

exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©