EN | AR
الوزير وصواعق الخليج
الاثنين, نوفمبر 16, 2015
عبدالله بشارة
 
يظل الشيخ محد الخالد الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية عطوفاً إنسانياً، وحازماً عازماً إدارياً، يدرك تبعات المأمورية التي يتحملها في ظروف اليوم التي هزته كما هزت غيره وهي تنفجر في باريس مدينة النور والعلم والفكر. ويدرك، أيضاً، أن ما كانت تعيش عليه الكويت سابقاً، من حسن النوايا والصورة الجذابة وشرعية التاريخ ووحدة وطنية وتراث متين وحدود آمنة، لم يعد كافياً، ولا بد من إضافات على قوة الكويت الناعمة التي لا تكفي الآن. 
جحافل «داعش» استولت على %35 من سوريا ومثلها في العراق، لا تعترف وغيرها من فرق الإرهاب بالمواطنة ولا بالحدود ولا قدسية الولاء للتربة ولا القانون الدولي، تتسلل من كل ثغرة، ومع هذا الوضع تتعقد مسؤولية الوزير مع واقع الكويت، حيث 113 ألف وافد من دون إقامات وبلا شرعية للبقاء، يتسكعون في الشوارع بحثاً عن مأكل ومأوى، ضحايا تجار الإقامات، ويشكّلون تربة خصبة للتخريب والإفساد، ومنتجاً للطابور الخامس. 
لن تستطيع هياكل الوزارة بمفردها التقدم، مهما كان لها من حصافة، ما لم تقرر الدولة، بكل أجهزتها وأدبياتها، القضاء على الظاهرة، بوضع استراتيجية وطنية شاملة تفضح فيها تجار الإقامات والتشهير بمن أضر الوطن.
وفوق ذلك، هناك عقدة التركيبة السكانية، يقول الشيخ مازن الجراح إن الوافدين ثلاثة ملايين ومئتا ألف، وأمن الكويت يتطلب إنزال العدد إلى مليون ونصف المليون للتوازن، هذه ظاهرة خطرة بها ارتجاج للمنظومة الأمنية. 
المطلوب الآن يقظة أمنية يقودها الوزير الفعّال، لتصبح استراتيجية دائمة وفق خطة سنوية يتنازل العدد بعد 15 سنة إلى الرقم المريح أمنياً، وفق منظور رجال الأمن.
وضعت مجالس التخطيط صياغات مختلفة لم تنفذ، ربما لأن الإرادة السياسية غائبة، والفطنة الأمنية بعيدة، ونتمنى أن يتولى الوزير قيادة اللجنة الوطنية العليا للتوازن السكاني، ويحمل همومها ولا يجامل ولا يذعن للضغوط، ويدرك أن شعب الكويت معه، شرط أن يتواصل إعلامياً للتعريف بإنجازاته دورياً. وكلما زاد الإنجاز، زاد التأييد.
أمن الأوطان وصحة الأبدان قاعدة الحياة، يدرك الوزير ذلك ويعي أنه في امتحان مع مستقبل الكويت. 

***
انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الأربعاء الماضي الشيخ الفريق صالح المحمد الصباح نائب رئيس الأركان، كان الشيخ صالح المحمد يملك كل أركان الأخلاق الحميدة، عرفته في الستينات، كان يتردد على مكتب سمو الأمير في الخارجية القديمة. وفي نيويورك يأتي برفقة زوجته الفاضلة، السيدة أم خالد، للعلاج.
لسانه عفيف، ووفاؤه نادر، ورفقته مكسب، تواضعه مخجل، وباعتزاز عال بالنفس.
كان يرفض أي خدمة من السفارة عندما كان يزورنا في نيويورك، وارتضى الابتعاد عن الأضواء، مكتفياً بما توفر له من عطاء الله وحكمته، رحمة الله عليه، فكل من عليها فان.

 
 
exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©