EN | AR
ذاكرة يوسف الحسن تتجول بين الأمكنة
الثلاثاء, نوفمبر 24, 2015
د.عمر عبدالعزيز
الشارقة - غيث خوري:

استضاف الصالون الفكري في المقهى الثقافي مساء أمس الأول، الدكتور يوسف الحسن لمناقشة مؤلفه الصادر حديثاً عن دائرة الثقافة والإعلام تحت عنوان «ذاكرة الأمكنة»، وأدار الندوة د.عمر عبدالعزيز.
قال عبدالعزيز، إن الدكتور يوسف الحسن من المثقفين العرب الذين ينتمون إلى الثقافة العالمة بمعناها الواسع، أي تلك الثقافة التي تماهي بين الخبرة الحياتية والمشاركات العضوية بالفعل المؤسسي الثقافي والإعلامي في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي من جهة، وبين الرؤية المستبصرة لما يُجرى من تغيرات وتحولات في هذا العالم.

أضاف: إن عنوان هذا الكتاب، يحيلنا إلى الذاكرة بوصفها إبحاراً في الزمان، وما تنطوي عليه من عبر ومعانٍ، وعندما نتكلم عن الأمكنة فإن الكاتب يقصد تلك البانوراما التي تجسر العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل.

وأشار عبدالعزيز إلى أن الكتاب يضم، الكثير من العناوين التي تفيض بالمعلومات والمقاربات، ومحاولة كشف بعض القضايا الغامضة أو المفهومة بشكل خاطئ بالنسبة للناس، حيث يطل الحسن على ذكريات وحكايات وكتب وشخوص وأسفار وحوارات عاشها وعاصرها.

ومن جانبه قال الحسن، إن هذا الكتاب فيه شيء من السيرة الذاتية والتأملات وفهم الدروس والعبر لكثير من الوقائع، تعبيراً عما أسميه حديث الذاكرة، المرتبط بملامح أمكنة وشخصيات وأسفار، وتفاعلها مع المكان والزمان.

وأضاف: «توجت هذا الكتاب بالحديث عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من خلال معرفتي به على مدى أربعة عقود، قابضاً على بوصلة فكرية وأخلاقية ووطنية، لا تعرف التقاعد واليأس، ولم تثقل كواهل مشروعه الثقافي حمولات الحكم ومسؤولياته، فكان خير قدوة في العلم والثقافة والحكم».

كما تحدث عن «مقهى ريش» في القاهرة، الذي كان يتردد عليه بين الفترة والأخرى، وقابل فيه الكثير من كبار الشعراء والأدباء العرب مثل عبدالوهاب البياتي ومعين بسيسو ومحمد الفيتوري، ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وعبدالرحمن الأبنودي.

 

وتحت عنوان «ظلموك.. يا هارون الرشيد»، يتحدث الحسن في كتابه عن الخليفة العباسي هارون الرشيد الذي بلغت الدولة الإسلامية في عهده، شأناً عظيماً من الرقي والحضارة، ومع ذلك لم يقترن اسمه في هذا العصر، إلّا بالمباهج والمسرات، وليالي ألف ليلة وليلة، مؤكداً أن هذا الخليفة الذي عرف بكرمه وعدله وتواضعه وعلمه وجهاده الذي أمضى معظم حياته من أجله، تعرض للتشويه والتزوير، ونسجت حوله الكثير من الخرافات.

 

كما استحضر الكتاب، قصة اقتلاع العرب المسلمين في الأندلس من بيوتهم وقصورهم وأملاكهم وجامعاتهم، هذا الشعب الذي كان يمثل حضارة مزدهرة، شعت بنورها العلمي والمعرفي والفلسفي على أوروبا، وعاشت في ظلها الجماعات المختلفة إثنياً وعرقياً بسلام قل نظيره.

ومن الشخصيات التي تستدعيها ذاكرة الحسن في هذا الكتاب، المرحوم تريم عمران الذي عرفه على مدى أربعة عقود وجمعتهما أواصر الصداقة والمحبة، فيتحدث عن ذكريات تأسيس مجلة «الشروق» وجريدة «الخليج» في عام 1970.

وشهد المقهى أمسيتين شعريتين، جاءت الأولى تحت عنوان «بحور وكلمات» أحياها الشاعران عبدالله أبوبكر والهنوف محمد وأدارها حمادة عبداللطيف، وقرأ عبدالله أبوبكر مجموعة قصائد منها «عاشقان» ويقول فيها:

على شاطئ البحر/‏ كان النسيم يغني/‏ وكان المدى خمرة في الدنان/‏ وكنا مع الوقت نجلس والأمس ثالثنا في المكان/‏ نحب.. نغني ونهذي/‏ ونشتق من ألم واحد ألف بأس ونبكي../‏ إذا افترق العاشقان/‏ هناك.. أنا والحبيبة/‏ ما اثنان نحن/‏ ولكننا../‏ واحدان.
وقرأت الهنوف محمد قصائد منها «خوف» وتقول فيها:
أشعر بالبرد وبالخوف/‏ والتيه يؤرق سماواتي/‏ أحاول سكب الأفكار/‏ في فنجان القهوة/‏ أحركها كما السكر/‏ أذوبها كما يذوب الوجد في محراب القلب/‏ ألعقها/‏ حتى تورق.
وجاءت الأمسية الثانية تحت عنوان «همس الحروف» أحياها الشاعران محمد غبريس وشيماء حسن وأدارها عبدالعليم حريص، وقرأ غبريس مجموعة قصائد منها، «قمر»، «طلل»، «أمي»، «إليك» ويقول فيها:

هنا في الطريق إليك/‏ أمر بماض وذكرى/‏ لكي أستطيع المجيء بكامل أسئلتي/‏ واشتهائي/‏ أمر بأشيائك المتعبات من الهجر/‏ والعنفوان/‏ أحاول أن أستعيد فصول الحرير/‏ وطقس اللقاء الأخير/‏ هنا في الطريق إليك/‏ شموع على الدرب/‏ قيثارة القبل المشتهاة/‏ طفولة عينيك إذ تمطران حياة/‏ أمر بحارتنا في التلال/‏ ألاحق وجهك/‏ في سنبلات الحقول/‏ أشمك في الياسمين المعلق/‏ في الشرفات/‏ وأرسم قلباً على شكل طير ووطن/‏ تكونين فيه ملاك عدن/‏ هنا في الطريق إليك/‏ أمر بأحداقك الهائجات/‏ لعلي أطيل التعري/‏ أمامك/‏ مشتعلاً بانتمائي للهفة عينيك/‏ ثم/‏ أعود وحيداً إلى أرجوان السرير/‏ أموت اشتياقاً/‏ وأحيا حليف التشرد بين يديك/‏ هنا في الطريق إليك.

وقدمت شيماء حسن قصائد «وثاق يغير لون الرؤى»، «خيول الحقيقة»، «قيود من ذهب»، «من وحي ابن يقظان» وتقول فيها:

يا ابن يقظان الحقيقة لم تزل

                في جوف من لم يبتكر تدليله

تلك الحياة وجودها وبراحها

                في عين ملك الحياة ضئيلة

هو من تجرد نبله من حقده

               وأتى يناشد أصله وتأويله

فكأنه موسى يخاطب ربه

               والساحرون تعمدوا تضليله

وعليه صلى ألف سيف باتر

              ومتى ترى سيفاً يحب قتيله

روح القضية بالمعابر تشتهي

              حزم العواصف حلة وخميلة

 

http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/fbabce9e-d70e-4126-bdeb-a3fcd28af1b7

 

exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©