برعاية صاحب السّموّ الملكيّ الأمير الحسن بن طلال
المؤتمر الشّبابيّ الرّابع 2010
"الشّـباب وظـاهـرة العنـف"
الاسكندريّة؛ 13-15/12/2010
الاسكندريّة- برعاية صاحب السّموّ الملكيّ الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربيّ وراعيه، عقد المنتدى بالتعاون مع مكتبة الاسكندريّة/ مصر، وجامعة البترا/ الأردنّ، وجامعة فيلادلفيا/ الأردنّ، وبدعمٍ سخي من الصندوق العربيّ للتنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة/ الكويت، المؤتمر الشّبابيّ الرّابع "الشّباب وظاهرة العنف" في مكتبة الاسكندريّة (13-15/12/2010)، بمشاركة أعضاء من المنتدى وقيادات شبابيّة وخبراء وإعلاميّين ومسؤولين شبابيّين من مصر، والأردنّ، وقطر، واليمن، والبحرين، والسعوديّة، والكويت، وفلسطين، وعُمان، والعراق.
حديث سموّ الأمير الحسن بن طلال
إلى المشاركين
خُصّصت جلسة خاصّة في اليوم الثّاني للمؤتمر (الثّلاثاء؛ 14/12/2010) خاطَبَ فيها سموّ الأمير الحسن بن طلال المشاركين الشّباب وتحاور معهم عبر اتصال مرئيّ من عمّان. وقد أكّد سموّه ضرورة تطوير رؤى معرفيّة شموليّة للمجتمع والثّقافة العربيّة للتعامل مع ظواهر العنف والشّباب؛ بحيث تتضمّن هذه الرؤى تكوين نهج إنسانيّ عالميّ جديد. وأشار سموّه إلى أهميّة تداخل النُّظم والمعارف بطريقة شمولية مترابطة تكفل أخلاقيّات التضامن الإنسانيّ في التعامل مع المجتمع والبيئة والصراعات الطائفية والحروب والمشكلات التي يعانيها الشباب، مثل البطالة والفقر والمخدِّرات، وذلك من خلال تمكين قوى التّغيير في المجتمع؛ بما فيها حركات الشباب والنساء.
وأوضح سموّه أنّ من أسباب العنف المجتمعيّ التي لها تأثير كبير على النسيج المجتمعيّ الفقر والإحباط؛ مشيرًا إلى أنّ الفقر يشمل أيضًا الفقر المعرفيّ في التّعامل مع ظواهر العنف، والتّعامل مع مفهوم دولة القانون، مَعَ غياب مفهوم الخدمة الاجتماعيّة، ووجود فجوة لا بدّ أن نعترف بها بين الثّراء الفاحش والفقر المدقع.
ودعا سموّه إلى ضرورة إعادة النّظر في العنف المجتمعيّ من خلال محاور تتضمن مفاهيم المواطَنة والانتماء والهُويّة الوطنيّة، وتجسير الفجوة بين الشّباب في المناطق التنمويّة، وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان والاحترام والتعددية الثّقافية لدى الشّباب في المراحل التّعليمية كافة. وأضاف: إنّ ضعف الجامعات والعملية التربوية في عالمنا العربي يُساهم في تفاقم ظاهرة العنف؛ إذ إنّ التعليم يقتصر على الحفظ والتّلقين، ولا يركّز على التوعية في التّعامل مع القضايا اليوميّة التي يعيشها الأطفال والشّباب.
كما دعا إلى ضرورة إجراء دراسات معرفيّة، وإنشاء بنك معرفيّ لإيجاد منظومة تدرس أسباب ظواهر العنف وتشخّص تفرعاتها وتأثيرها على الصحة العامة للمجتمع، والتوعية بأضرارها، واقتراح الحلول المناسبة ضمن قاعدة معرفيّة لجمع المعلومة الإنسانيّة والطبيعيّة والاقتصاديّة في مرحلة الانتقال من المعلومة إلى المعلوماتيّة؛ ومن ثم إلى المعرفة، وإحياء تطوير الأفكار البناءة على مستوى عربيّ؛ موضحًا أنّ دور صانعي القرار إمّا أنْ يؤدّي إلى تجاهل الفقراء وتهميشهم، أو تمكينهم وتطويرهم وجعل القانون يعمل من أجل الجميع. وقال: إنّ غايةَ الحكم هي المصلحة العامّة. لذلك يقتضي دور صانعي القرار المساهمة من المجتمع بأجمعه في التوعية بثقافة الأمن الشّامل، الذي يتضمّن الأمن السّياسيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ والأُسريّ، واستبدال ثقافة الأمن بثقافة الخوف، والتّمكين للثّقافة القانونيّة لدى المواطنين.
وقال سموه: إنّ "الحكومات تُحسن صنعًا إذا ركّزت على عمليّة التّخطيط المدنيّ الدّقيق، الذي يأخذ في الحسبان الفقر ومتطلبات الفقراء، وتُحسن صنعًا إذا أوجدت أجهزة متخصّصة للعمل على إرشاد المواطنين والتّوعية بحقوقهم وواجباتهم."
وأضاف: آن الأوان لأن نرتفع درجة من الموضوعية من أجل أن نُساهم في نهضة بلادنا والاحتفال بمكوّنات الوطن؛ مؤكّدًا ضرورة تعزيز الهُويّة الوطنيّة من خلال تعزيز الشعور بالتّهديد الأكيد الذي يداهمنا في المنطقة، وإيجاد بدائل لمواجهة "العبث الذي يجري على الساحة الدولية"، وتعزيز التّضامن والتّكافل الإقليميّ، وتقديم مبادرات إنسانيّة ومنظومة لحماية الأطفال والأحداث والمجتثّين من مجتمعاتهم، وإيجاد حلول لزيادة فرص العمل للشّباب، وتوجيه أوجه الأنشطة التي تدرّ دخلاً للشّباب يقلّص من فرص استغلالهم.
وذكَّر سموّه بالدّعوة إلى قيام نظام إنسانيّ عالميّ جديد؛ مؤكّدًا أنّ لقاء الإسكندرية هو جزء من هذه السيرورة. "فالإنسانيّة جمعاء ساهمت في التطوّر المعرفيّ عبر تاريخها." وهي الإنسانيّة نفسها التي ساهمت أيضًا في صنع الكوارث التي تؤدّي إلى الظّواهر السلبيّة في المجتمع، ومنها المجاعات وسوء توزيع الثروات الطبيعية واستغلالها.
وفيما يتعلّق بوسائل التّعامل مع الظّواهر الخطرة في المجتمع، أشار سموّه إلى ضرورة تكافؤ الفرص، وتوفير العدالة الاجتماعيّة، والكفاءة الأمنيّة والإداريّة في التّعامل مع العنف المجتمعيّ. وقال: إذا أردنا أنْ نصل إلى العدالة وسيادة القانون، علينا أنْ نُراجع العقليّة العربيّة السّائدة، إلى جانب تعزيز مفاهيم التّعاون والتّضامن وتعزيز المنظومة القيميّة والمعرفيّة والاستقلال المتكافىء.
وأكّد هنا ضرورة التّفاعل المشترك بين القطاعات المختلفة، والاهتمام بتفعيل دور المؤسّسات في القطاع الخاصّ، ومنها منظومات الزكاة والصدقة؛ مذكّرًا بدعوته إلى إنشاء صندوق زكاة إسلاميّ عالميّ فوق قطريّ يُساهم في التّعامل مع مشكلات الفقر والجوع.
وحذَّر من ظاهرة هجرة العقول إلى الخارج وتلاشي الطّبقة الوسطى العربيّة بعد أن صُدِّرَت الثّروات الطبيعيّة من الغاز والنّفط.
وحول دور الإعلام، أوضح سموّه أنّ هنالك ضرورة لترويج الإعلام المعرفيّ، وتطوير قنوات علميّة ومعرفيّة تثقيفيّة تتداول مناقشة قضايا المجتمع والبيئة؛ إذ إنّ الإعلام الذي يركز على ترويج مظاهر الاستهلاك يُساهم في تزايد الشعور بالحرمان وتهميش الثّقافات.
ودعا سموه إلى الاهتمام باستشراف المستقبل. ففي عام 2020 سنجد (100) مليون عاطلٍ عن العمل من الشباب، قسم كبير منهم من الجامعيّين؛ مؤكّدًا ضرورة تبنّي خُطط للأولويّات لمواجهة هذا الانفجار القادم، ومنها إعادة هيكلة الكفاءات، والتّركيز على أولويّات الأوطان والأولويّات فوق القطريّة. فالعقل العربيّ "لا يفكّر في التّخطيط البعيد والمتوسط المدى للتّعامل مع المخاطر والظواهر المقبلة." وأضاف سموّه: إنّ العدالة الاجتماعيّة في بلداننا تتطلّب تأسيس هيئة فوق قطريّة (إقليمية) تُوجد رؤى مستقبليّة للمنطقة، وتضمن الاستقلال المتكافئ لها.
ناقش مؤتمر "الشّباب وظاهرة العنف" عبر محاور خمسة قضايا عدّة حول العنف الأُسريّ والطلابيّ والمجتمعيّ، والفقر، والبطالة، والتهميش، والإقصاء؛ والمخِّدرات والمُسكرات، والتدخين، والأمراض الجنسيّة؛ والصحّة النّفسيّة، وثقافة الخوف؛ والتّمكين التكنولوجيّ، وتوظيفه في محاربة العنف، وأهميّة التّواصل والتّشبيك، والتوعية الإعلاميّة، والشّباب والمواطَنة: الهُويّة والثّقافة.
الجلسـة الافتتاحيّــــــــــة
افتُتِح المؤتمر بجلسةٍ شارك فيها د. محسن يوسف، مستشار مدير مكتبة الاسكندريّة، وتحدّث فيها كلٌّ من: السّفيرة أة. هاجر الإسلامبولي، رئيسة قطاع العلاقات الخارجيّة بمكتبة الإسكندريّة، بالنيابة عن مدير المكتبة أ.د. إسماعيل سراج الدّين؛ وأ.د. هُمام غَصِيب، أمين عام المنتدى؛ والشّريفة نور بنت علي من الأردن، التي ألقت كلمة المشاركين.
أ.د. إسماعيل سراج الدّين أشار في كلمته إلى أهميّة الشّباب في تشكيل مستقبل الدّول، مَعَ تأكيد ضرورة توفير المناخ اللازم وإعطاء الفرصة لهم للمشاركة في مختلف الجوانب الاقتصاديّة والسّياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة؛ لأنّ التقدّم الاجتماعيّ مرهون بإسهام الشباب. فهم المحرّك الأوّل للتّطوير والتّغيير، ولديهم القدرة الفائقة على التكيُّف مع الجديد، وعلى مواكبة الطّفرات التكنولوجيّة الجديدة بالمزيد من الإنتاج والإبداع.
وقال: إنّ الاهتمام بالشباب يجب أن يجيء على رأس أولويّات النّهوض بالمجتمع؛ ومن ثَمَّ عُنيت المؤسّسات الثقافيّة الكبرى بتخصيص النّدوات واللقاءات لمناقشة القضايا المتّصلة بالشّباب. وقد تلاقت جهود منتدى الفكر العربيّ ومكتبة الإسكندرية في هذا الشأن. وأشار إلى الأنشطة الشّبابيّة التي قام بها المنتدى والمكتبة كلٌّ على حدا؛ موضحًا أنّه في السنوات الأخيرة كثَّف المنتدى والمكتبة أوجه التعاون بينهما، حيث التقت أهداف كلتا المؤسّستين في الاهتمام بقضايا الإصلاح العربيّ بمستوياته كافة، وضرورة تفعيل العمل الثقافيّ في سبيل النّهوض بالمجتمعات العربيّة. وقد حاضَر سموّ الأمير الحسن بن طلال في مكتبة الإسكندرية؛ إضافة إلى عضويّته في مجلس أمناء المكتبة. كما شارك الأمين العام للمنتدى أ.د. هُمام غَصِيب في عددٍ من اللقاءات بمكتبة الإسكندريّة.
وحول موضوع هذا المؤتمر الشّبابيّ الرّابع قال مدير مكتبة الإسكندريّة: إنّه يركّز عل رؤية المنتدى والمكتبة الإسكندرية بضرورة التصدّي لظاهرة العنف، التي بدأت تتنامى يومًا بعد يوم على الصّعُد كافة، ولدى المراحل العمريّة المختلِفة، خاصّة بين الشباب. ولا يخفى على أحد من المتابعين للأحداث وللتغيّرات المرصودة في نسيج المجتمع وسلوكه في البلاد العربيّة من أنّ العنف أصبح بارزًا بقوّة في سلوكيّات الأفراد ضمن النطاقات كافة وبين جميع الطبقات.
واختتم أ.د. إسماعيل سراج الدّين كلمته بالقول: مما لا شكّ فيه أنّ الشّباب يملك طاقات هائلة وقدرات خلاّقة، إنْ استطاع استغلالها عاد ذلك بالنّفع على نفسه وعلى أُسرته وعلى مجتمعه؛ بل وعلى البشرية جمعاء، لكن إذا اصطدم بالحواجز الاجتماعيّة والضائقات الاقتصاديّة والعوائق السّياسيّة، يمكن أن يتحوّل إلى الإحباط والغضب، فيوجه طاقاته إلى العنف، الذي يمتدّ إلى مجتمعاتٍ بأكملها. ودعا مؤسسات المجتمع كافة إلى القيام بدورها في التعامل مع هذه القضية والمساهمة في معالجتها بفتح الأبواب وتذليل العقبات وتمكين القدرات لتفعيل مشاركة الشباب في صناعة المستقبل. كما دعا إلى أن يكثِّف المختصّون دراساتهم لرصد هذه الظاهرة ودراسة أسبابها وسُبل علاجها، خاصّة من خلال المناقشات المفتوحة مع الشّباب أنفسهم.
من جانبه، حيّا أ.د. هُمام غَصِيب، أمين عام المنتدى، في مُستهلّ كلمته مكتبة الاسكندريّة ومدينه الاسكندريّة وقال: "أقفُ بيْنَ أيديكم في رِحابِ هذا المكانِ المَهيب بسعادةٍ غامرة وتواضُعٍ جَمّ. ذلك أنّه يَنْطِقُ حِكمةً وأصالةً وفصاحةً. كما يَشِعُّ علمًا وأدبًا وفنًّا ومعرفةً. فنكادُ نَلْمِسُ عبقريّةَ الهندسةِ وتألّقَ الأرقامِ والأفكارِ بيْنَ جَنَبَاتِه. ها هُنا تاريخٌ وحاضرٌ ومستقبلٌ نَزْهو به. ونحن هنا لَسْنا ببعيدين عن وسْطِ المعمورة. والإسكندريّةُ – مِنْ قبْلُ ومِنْ بَعْدُ – بندقيّةُ (أو فينيسيا) المتوسّط؛ كما أنّ البندقيّةَ اسكندريّةُ الإدرياتيك. أقول: مدينتُكم العريقةُ هي عروسُ المتوسّط ودُرّتُه بلا مُنازِع؛ ذاك البحْرِ العظيم، بحْرِ الثّقافاتِ والحضاراتِ والحوارات، الذي تأجّجَ حياةً وألقًا على يد إميل لودفيغ في كتابِهِ المشهور عن البحرِ الأبيضِ المتوسّط. فلنهنأ بالعروسِ الجميلةِ ومكتبتِها الزّاهرة! ولتهنأ المدينةُ والمكتبةُ بنا، شبابًا وشِيبًا!".
وأضاف: "إنّ مناسبتنا الشّبابيّةُ هذه في الشّهرِ الرّابع من "السّنة الدّوليّة للشّباب". ومَعَ أنّها لمْ تَمَسَّ شَغافَ قلوبِنا وعقولِنا بَعْد، فإنّنا ما زِلْنا نأمُلُ أنْ يُرَكّزَ فيها على الشّبابِ في كلّ مكان وعلى الحدّ من الفقرِ بكلِّ ضُروبِهِ وأشكالِه، وأنْ تُطلَقَ فيها مبادراتٌ اقتصاديّةٌ تُساعدُ الشّبابَ على البقاءِ في وطنِه؛ فلا نزْفَ للأدمغة ولا هجرةَ! وربّما تدبّرْنا فيها مواءمةَ حاجاتِ سوقِِ العمل المحلّيّة مَعَ مُخْرَجاتِ التّعليمِ العالي والمِهْنيّ، بتضافُرِ الجهودِ بيْنَ القطاعيْن العام والخاصّ ومؤسّساتِ المجتمعِ المدنيّ."
وأشار إلى أنّ هذا المؤتمر الشّبابيّ الرّابع من سلسلة مؤتمرات المنتدى الشّبابيّة، هو المؤتمر الأوّل بينها الذي يُعقَد خارج الأردنّ. وقال: "إنّ أهمّ ما تعلّمْنَاهُ من هذه المؤتمرات أنّ الشّبابَ لا بُدّ من أنْ يُعْطَوا القيادةَ وزِمامَ المبادرة في شؤونِهم. ومَعَ أنّنا مجتمعٌ واحدٌ شبابًا وشِيبًا، وأنّ الشّبابَ ينتقلون بلمحةِ البصر من جيلٍ إلى آخَر من دون أنْ يَشْعُروا ونشعُر، فإنّ للشّبابِ في أيّةِ لحظة ونقطةٍ زمانيّة مكانيّة [أو زمكانيّة كما يقول الفيزيائيّون] لغتَهم الخاصّةَ وحيويّتَهم وأسلوبَهم. ويبقى للشّيب أنْ يَنْقلوا، بتناغُمٍ وتكامُل، تجاربَهم وحكمةَ الأيّام بأسلوبٍ أنيسٍ نِدّيّ يأخذُ ويُعطي."
"كذلك خَلُصْنا من تجارِبنا الشّبابيّة إلى أنّ عملَنا في هذا المضمار لا يُجدي نَفْعًا إنْ لمْ يكنْ متواصلاً مِنْ دونِ انقطاع. من هنا، جاء فصلُنا الشّبابيّ في المنتدى الذي نأمُلُ أنْ يُصبحَ مُلتقى للشّباب في الفضاءِ الحقيقيّ والفضاء الإلكترونيّ، على حدّ سواء، للغَوْص بعُمْقٍ ومثابرةٍ وشجاعة في القضايا الشّبابيّة؛ جَنْبًا إلى جَنْب مَعَ الأجيالِ الأكبرِ سنًّا. وأمسى هاجِسُنا تفعيلَ الحوار المَوْصول، والتّواصلَ والتّشبيكَ بيْنَ الشّباب، ومأسسةَ العمل الشّبابيّ؛ كي نراكمَ خِبْراتٍ فوْقَ خِبْرات، وكي لا نجترَّ الأفكارَ أو ندورَ في حَلَقَاتٍ مُفْرَغة."
ودعا أمين عام المنتدى إلى الاهتمام "بالفكرَ العمليّ"، الذي يُركّزُ على المقترَحاتِ العمليّة والمشروعاتِ التّطبيقيّة التي لها وَقْعٌ مباشَرٌ على الشّبابِ والمواطنين. فلا عموميّاتٍ ولا إنشائيّات، ولا كلامَ فوْقَ كلام! وقال: هو الفكرُ الّلاخطّيّ (بالتّعبير الفيزيائيّ)، أو "خارج الصّندوق" كما يُقال؛ أي الفكرُ المُبْدع الذي يَخِزُنا، فنهتزُّ حياةً وطرَبًا. لقد ضِقْنا ذَرْعًا بالإنشائيّةِ والاستعراضِ والتّظاهُرات. فمَعَ أنّ لهذه وتلك بعضَ الفوائد؛ فإنّ ما نَتَمْنّاهُ هو العملُ الدّؤوبُ الذي لا ينقطعُ ولو ثانيةً واحدة؛ فيُفرِّخُ خيْرًا عميمًا، ويُؤتى أكُلُه هنيئًا مريئًا.
ولا ننسى، في غَمْرةِ الأحداث ومَعْمعانِ الحياة، أهمّيّةَ الإنتاجِ ومنطقِِ الإنتاج. فهذا يُعلِّمُنا الانضباط، وعدمَ الهَدْرِ والإسراف، ووضوحَ الهدف، وثقافةَ الإتقان.
وأوضح أنّ مفهومَ "الشّباب العربيّ" يُمثّلُ طيْفًا واسعًا من النّماذجِ البشريّةِ الشّبابيّة. ومَعَ ذلك، فالقواسمُ المشترَكةُ تبقى كثيرة، من حيث القضايا والمشكلاتُ والحلولُ الممكنة. ومن بيْن هذه الجوامعِ أو القواسمِ المشترَكة، تحتلُّ ظاهرةُ العُنْف والسّلوكاتِ الخطرة مكانةً خاصّةً في حياتِنا المعاصرة. ففي ظلّ التّحوُّلاتِ الاجتماعيّةِ والاقتصاديّةِ والسّياسيّةِ والثّقافيّةِ التي تَعصِفُ بنا بلا هَوَادة، أمستْ هذه الظّاهرةُ مثيرةً للقلق وحتّى الرُّعب. فهي تُعيقُ تقَدُّمَنا الاجتماعيّ والحضاريّ، وتقفُ عَقَبَةً كأداء أمامَ إطلاقِ الطّاقاتِ الشّبابيّة؛ فتمنعُ الشّبابَ من أداء دوْرِهم في خدمةِ مجتمعاتِهم، وتُزعزعُ النُّظُمَ القِيميّةَ والأخلاقيّة.
وتساءل أ.د. هُمام غَصِيب: كيف وصلْنا إلى هذا الحال؟ أهو شعورُ الشّباب بالظُّلْمِ والغُبْنِ والكبْحِ والقَمْع؟ أم هو الفقرُ الكافِرُ هنا؛ ونقيضُهُ، البطْرُ والبَذْخ، هناك؟ أم لعلّه الشّعورُ بالخواءِ والقَهْرِ والحُبُوط؛ فلا أملَ لتحقيقِ الذّات، ولا كرامةَ، ولا وَقَار؟ أم هو تضافرُ هذه العواملِ وتداخُلُها؟ ثمّ مِنْ أين نبدأ؟ من الأسرة؛ أم المدرسة؛ أم الجامعة؛ أو مِنْ هذه كُلِّها؟
وأعربَ عن التطلُّع إلى نتائج لهذا المؤتمر تنبثقُ عنها فوْرةِ أفكار تُعلِّمُنا كيْفَ نُحوِّلُ العُنْفَ إلى طاقةٍ متسامِية، وكيف نوظّفُ الأدبَ العظيم، والفنَّ العظيم، والمناظراتِ الشّبابيّة، وما إلى ذلك، في صَقْلِ الذّائقةِ والوِجْدان. وأضاف: نتطلّعُ أيضًا إلى استقاء النُّبْلِ والخُلُقِ القويم وفضيلةِ احترامِ الآخَر من الدّين، ومن جوامعِ الكَلِم وخبرةِ الأسلاف. وأرجو أنْ لا ننسى مفهومَ "العيادات التّربويّة" ، أو نَغْفُلَ الأدواتِ الفاعلةَ لاستكشافِ الذّهنيّاتِ الشّبابيّة، مثلَ الإستباناتِ والاستطلاعاتِ المُتْقَنَة. لنبدأْ من حيث انتهى غيْرُنا؛ ولْنُشَبِّكْ مَعَ داراتِ الخيْر والمعرفة في كلِّ مكان؛ ولْنُؤسّسْ قاعدةَ بياناتٍ شبابيّةً وافيةً شاملة تُحَدّثُ باستمرار. لنعملْ بإيقاعٍ سريع، لكنْ بدقّةٍ وإتقان، وبغيْريّةٍ وإيثار. لنُقْبِلْ على الدّنيا بإيمانٍ وحماسةٍ وهناء، حتّى نواجهَ تغوّلَ المتغوّلين وعُنْفَ الطّبيعةِ حين تثور.
ونقل أمين عام المنتدى في ختام كلمته للمشاركين تحية المنتدى الذي يُطفيء شَمعَتَهُ الثّلاثين بعد بضعةِ شهور. كما وجّه تحيّة أخرى مِلؤها المحبّةُ والاعتزاز والاعتداد إلى مؤسّسِ المنتدى ورئيسِهِ وراعيه، صاحبِ السّمُوّ الملكيّ الأمير الحسن بن طلال، الذي وصفه بالملهم والأستاذ. كذلك الشّكرَ والعِرفان إلى الصّندوق العربيّ للإنماء الاقتصاديّ والاجتماعيّ في الكويت، وعلى رأسِهِ أ. عبد اللّطيف الحمد، على دعمه السّخيّ الموْصول لمؤتمراتِ المنتدى الشّبابيّة منذ أنْ انطلقت، ولشركاء المنتدى في هذا المؤتمر: مكتبة الاسكندريّة، ذاك الصّرْح السّامق: أ.د. إسماعيل سراج الدّين، و د. محسن يوسف، وسعادة السّفيرة هاجر الإسلامبولي، وطاقَمُ المكتبة؛ جامعة البترا، ممثّلةً برئيسِها دوْلة أ.د. عدنان بدران؛ جامعة فيلادلفيا، ممّثلةً برئيسها معالي أ.د. مروان كمال؛ طاقَمُ المنتدى؛ السيّدة سمر كلداني، مديرة جائزة الحسن للشّباب، و د. محمود قظّام السّرحان، عضو المنتدى. كذلك معالي د. علي الدّين هلال، الذي قدّم ورقة المؤتمرِ الرّئيسيّة، وفريق البحث الذي أعدّ أوراقَ العمل، ورؤساءَ الجَلَسات وفرقَ العمل ومُقرِّريها والخبراءَ المُيسِّرين، والحضورَ من مصر والوطن العربيّ الكبير.
وقالت الشريفة نور بنت علي في كلمة المشاركين: إنّ انتشار ظاهرة العنف في السنوات الأخيرة ترتّب عليه آثار وسلوكيّات محفوفة بالمخاطر، كان لها بالغ الأثر على الأطفال والشّباب؛ لافتة النّظر إلى أنّ ضحايا العنف وصلوا إلى أكثر من مليون ونصف شخص سنويًّا، أصيبوا بإصابات جسديّة واضطرابات نفسيّة وأمراض عضويّة. كما يواجه الأطفال مخاطر أكبر بسبب انتشار الكحول والمخدّرات والتّدخين والأمراض الجنسيّة.
وأضافت: إن ظاهرة العنف تنتشر بسرعة كبيرة، خاصة في ظل العولمة، والتأثر بأفكار خاطئة وعدم الفهم الواعي للمعلومات المتداولة والثقافات المختلِفة؛ مؤكّدةً أهميّة أنْ يقوم الشّباب بتحديد الأولويّات وتنسيق الأعمال لرصد هذه الظاهرة في المجتمعات العربيّة، حتى لا تظلّ المحاولات تتكرّر من دون جدوى، وحتى لا تضيعَ الفرص.
كما دعت الجيل المؤسِّس والرّعيل الأوّل إلى الاهتمام بالبرامج التي تدعم الشّباب، وأنْ تُترجَم الأفكار والمناقشات في القضايا الشّبابيّة إلى نتائج عمليّة تُساهم بفاعلية في حلّ مشكلات العنف في المجتمع.
الجلسة الأولى: ورقة المؤتمر الرّئيسيّة:
المتحدّث: د. علي الدّين هلال (مصر)
وزير الشّباب والرّياضة السّابق
أمين الإعلام في الحزب الوطنيّ الدّيمقراطيّ
قدّمه: د. هاني خلاّف (مصر)
أوضح د. علي الدين هلال أنّ ظاهرة العنف موجودة في الواقع ولا يخلو مجتمع من أشكالها المختلِفة، لكنّ المُثير للقلق أنْ تزيد نسبة العنف في مجتمعٍ ما بشكل كبير. وأضاف: إنّ العنف يحمل في جوهره معاني الاقتحام والتعدّي على الآخر بالقول أو بالفعل، وقد يكون فرديًّا أو جماعيًّا. وهنالك نوع ثالث هو العنف الهيكليّ. فأوضاع اجتماعيّة مثل الفقر والبطالة تُعدّ شكلاً من أشكال العنف ضدّ الفقراء، وضدّ من لا يجدون فرصة عمل. ويمكن تسمية هذا النوع أيضًا العنف الصّامت.
وقال وزير الشّباب والرّياضة السّابق في مصر: إنّ ظاهرة العنف ليست قاصرة على فئة الشّباب فقط؛ لكنّ هنالك علاقة خاصّة تربط بين الشّباب والعنف بناءً على مجموعة من الأسباب، أوّلها: ديموغرافيّ، إذ إنّ الشّباب يمثِّلون حاليًّا ما يناهز ثلثي عدد السكّان في الوطن العربيّ، وهو وضع سوف يستمرّ لسنوات طويلة مع استمرار الطّفرة السكانيّة. وثانيها: أنّ الشّباب يشكّلون الشّريحة التي تتميّز بالفتوّة والحركة؛ ومن ثمّ فهم الأكثر قدرة على ممارسة العنف. وثالثها: ازدياد إمكانية تضليلهم بحكم حداثة السنّ وقلّة الخبرة والميل إلى التمرّد؛ مشيرًا إلى أنّ ما يعيشه المجتمع العربي من أزمات سياسيّة واجتماعيّة ينعكس على الشّباب ويجعلهم يشعرون بالتهميش السّياسي والاجتماعيّ؛ ما قد يدفعهم إلى اللجوء للعنف.
المحور الأوّل: "العنف الأُسريّ والطلابيّ والمجتمعيّ؛ الفقر، والبطالة، والتّهميش، والإقصاء"
الرّئيس: أ. هاني مصطفى (مصر)
المقرّر: أ. مروان المعايطة (الأردنّ)
الخبير الميسِّر: د. عماد صيام (مصر)
قُدِّمت ضمن هذا المحور ورقة مرجعيّة للمناقشة بعنوان "العنف ومظاهره المختلِفة في الشّارع والبيت والمدرسة والجامعة"، أعدّها د. قدري حفني، أستاذ علم النّفس السّياسيّ بجامعة عين شمس/القاهرة، وركّزت هذه الورقة على الاهتمام بالتنشئة الاجتماعيّة في مواجهة العنف. ذلك أنّ هذه التنشئة هي عمليّة تعلُّم الأفراد للأفكار والاتجاهات والسلوكيّات الاجتماعيّة والقيم والنُّظم السّائدة في المجتمع، التي تمكّنهم من التكيُّف مع الآخرين. ويجب أن لا يغيب عن البال أنّ أولئك الذين يمارسون العنف الآن كانوا في غالبيتهم أطفالاً منذ زمن قريب، وأنّ الأجيال القادمة لن تختلف كثيرًا عن الجيل الحالي في ممارسة العنف ما لم يُلتفَت إلى مؤسّسات التنشئة الاجتماعيّة والتركيز على دور الأسرة والتربية والإعلام والدّين والثقافة في الحدّ من العنف، الذي يُعدّ الصّمت عنه مظهرًا من مظاهره.
ناقش المشاركون ضمن هذا المحور أشكال العنف الأُسريّ وأسبابه؛ مؤكّدين الدّور الأساسيّ للأسرة (الخليّة الأولى) في التنشئة الاجتماعيّة الصّالحة، والتّكامل في الدّور التّربويّ بين الأسرة والمدرسة، وأهميّة الحوار والنّقاش بين الآباء والأبناء لتجنّب شعور الأبناء بالكبت والإحباط؛ فضلاً عن دافع آخر للعنف الأُسريّ يتمثَّل في الحِرمان العاطفيّ والمادّيّ.
وأوضحت المناقشات أنّ العنف المتوارث (تعرّض الآباء للعنف في صغرهم) يؤثر على تربية أبنائهم بشكلٍ غير مباشر؛ ما يؤدّي إلى القسوة في التعامل مع الأبناء وعدم مراعاة شؤونهم، والمغالاة في الطّابع السّلطويّ داخل الأسرة، لا سيما من جانب الآباء تجاه الأبناء، وبين الأبناء الأكبر تجاه الأصغر.
وتطرّق المشاركون إلى العنف الرّياضيّ بأنواعه، وأوصوا ببحثه بشكل مفصّل، نظرًا لما يمثّله من حالة عنف خاصّة في المجتمع ذات تأثير يتجاوز مجال الرّياضة. ولاحظ المشاركون غياب المشروعات الخاصّة بالشّباب أو قلّتها، سواء على المستوى الوطنيّ أو الإقليميّ العربيّ؛ مؤكّدين أهميّة استقطاب الشّباب للانخراط في مشروعات مثمرة لهم ولمجتمعاتهم، مَعَ تأكيد الدور التربوي التكامليّ لمؤسسات المجتمع، وفي مقدّمتها الأسرة.
المحور الثّاني: "المخدِّرات والمُسكرات، والتّدخين، والأمراض الجنسيّة"
الرّئيس: أ. فتحي فرغلي (مصر)
المقرّرة: أة. رميلة مصطفى الأغبري (اليمن)
الخبير الميسِّر: د. ماجد موريس إبراهيم (مصر)
قدَّم د. ماجد موريس إبراهيم، استشاري الطب النفسيّ بمعهد الطب القوميّ بدمنهور، ورقة مرجعيّة للمناقشة عنوانها "العنف وعلاقته بالاضطرابات النفسيّة، والجنسيّة، والإدمان"، أوضح فيها أشكال العنف النّاتجة عن الإدمان، ومنها العنف المدرسي بين الطلبة، والعنف المنزلي بين الزوجين، أو سوء معاملة الأطفال، وحوادث الطرق والسيارات، والانضمام لعصابات الجريمة المنظّمة جراء الضلوع في السرقة، أو تحت إجبار الحاجة الماديّة، أو العمل في ترويج الممنوعات؛ كذلك الانضمام للجماعات الإرهابيّة التي تستقطب الفئات المهشمّة من المجتمع؛ إضافة إلى حالات الانتحار والقتل العمد والخطأ بوسائل مختلِفة.
وأشارت الورقة إلى وجود ارتباط بين الإدمان والمجتمع الأبويّ السّلطويّ، الذي يشيع في الجماهير الرّوح الاعتماديّة التواكليّة؛ إضافة إلى الخوف، وهي العوامل التي تُرسِّخ لدى الأشخاص حالة "الذّات الطوليّة"، التي تعتمد على العاطفة الجيّاشة وتؤجل الأحكام المنطقيّة، ويتّسم سلوكها بالاستهلاكيّة والرّغبة في اللذّة والمكافأة السّريعة والمباشِرة، وكل هذه ليست إلا آليّات تدفع لتفاقم ظاهرة العنف.
تطرّق المشاركون في هذا المحور إلى عوامل الإدمان وأسبابه من نفسيّة (كالإحباط، واليأس، والقلق، والخوف من المجهول)؛ واجتماعيّة (كالتفكّك الأسريّ، والجهل، وقلّة الوعي، والتّقليد الأعمى، وانعدام أو قلّة الرّقابة الأُسريّة، والفراغ غير المُستثمَر، وغياب القدوة)؛ واقتصاديّة (أهمّها البطالة والفقر)؛ ودينيّة (أي غياب الوازع الدّينيّ، والتعصُّب والتطرّف)؛ وسياسيّة (كالحروب، والنّزاعات الطائفيّة، والكبت السّياسيّ، وعدم قدرة الحكومات على توفير الاحتياجات الأساسيّة للمجتمع والشّباب)؛ وإعلاميّة (عدم وجود ضوابط حول تقديم مشاهد الإدمان، وتأثير الثقافة الغربيّة على الإعلام).
واقترح المشاركون تحسين لغة الحوار الأسريّ من خلال التوعية الإعلاميّة؛ إضافة إلى برامج واجتماعات لتوعية الأهالي وطلبة المدارس بأخطار الإدمان، وتوفير أطباء نفسانيّين ومرشدين اجتماعيّين للطلبة، مَعَ الاهتمام بالأنشطة الرياضيّة والاجتماعيّة والمسابقات الثقافيّة، والتوصية للحكومات بالتشديد على تطبيق القوانين المتعلقة بحظر المخدِّرات، وللإعلام بالحدّ من المشاهد والمواد الإعلاميّة المحرّضة على الإدمان أو التدخين أو تناول المُسكرات، وعمل برامج مشتركة بالتنسيق بين الأقطار العربيّة في هذا المجال.
وحذّر المشاركون من نتائج قلّة الثقافة الجنسيّة السليمة والهادفة أو انعدامها، ومن المواقع الاباحيّة على الإنترنت وغيرها من مواد إعلاميّة على الفضائيّات وبعض وسائل الاتصال؛ مؤكّدين أهميّة التنشئة الأسريّة والعناية بها، كذلك الوازع الدّينيّ، وتجنّب ممارسات الكبت وتهميش الآراء، وما ينتُج عن الفراغ لدى الشّباب، والتّرف، والفقر، والعزوف عن الزواج، وثقافة العيب فيما يتعلّق بالفحوصات قبل الزواج، عدا الطلاق والخلافات الزوجيّة.
ودعا المشاركون إلى إطلاق برامج التوعية المتعلّقة بالثقافة الجنسيّة بمختلِف الوسائل، وإلزام الخاطبين بفحوصات قبل الزواج، واستدامتها بشكلٍ دوريّ بعد الزواج، كذلك فحوصات الوافدين من خارج الدول، وتفعيل القوانين المتعلّقة بجرائم الدعارة والإدمان، والمراقبة، ومكافحة الانحراف الجنسيّ، وإقامة مراكز للطبّ الجنسيّ، ودعوة منظّمات المجتمع المدنيّ للعمل الجماعيّ في هذا الميدان، مَعَ توفير الأنشطة الثقافيّة والرياضيّة، ونشر القيم الدّينيّة التي تحضّ على الاستقامة والاعتدال، وعدم التمييز بين الجنسين في التوعية والتوجيه الاجتماعيّ؛ لا سيما في الأمور المتعلّقة بلوم الجاني لا الضحيّة.
المحور الثّالث: "الصّحّة النّفسيّة، وثقافة الخوف"
الرّئيس: د. عاطف عضيبات (الأردنّ)
المقرّرة: أة. تقيّة النجّار (البحرين)*
الخبير الميسِّر: د. ثروت إسحق (مصر)
حول ثقافة الخوف، قدَّم د. قدري حفني ورقة مرجعيّة للمناقشة جاء فيها: إنّ تعثُّر الوعي؛ ومن ثمّ التعثُّر في حلّ المشكلات الاجتماعيّة لا يرجع إلى كون هذه المشكلات غير قابلة للحلّ، أو لأنّها بالغة التعقيد فحسب، لكن يرجع في المقام الأوّل إلى أوضاع اجتماعيّة واقتصاديّة وتاريخيّة تخلق مصالح اقتصاديّة يقوم بقاء أصحابها على استمرار الحال على ما هو عليه؛ ومن ثم التصدّي بكل الوعي والحسم لأية محاولة للحلّ. كما يرجع من جهة أخرى إلى عزوف النّخب القادرة على طرح الحلول المبتكرة تخوّفًا وقصورًا، تخوّفًا من دفع ثمن المبادرة والتصدّي وقصورًا في المهارات التي يتطلّبها تكوين قوى الضّغط، كذلك مهارات العمل الجماعيّ.
وفي هذا السياق تناولت الورقة مشكلة الخوف من الحرّيّة، والخوف من التفاؤل، والخوف من التغيير، ضمن شواهد تاريخيّة تبيّن عوامل النجاح والإخفاق في الإصلاح.
أوضح المشاركون في هذا المحور أنّ الخوف ظاهرة طبيعية؛ لكنّه يصبح مشكلةً حينما يزداد الخوف مما يدور في المجتمع. ومن أسباب الخوف لدى الشّباب زيادة البطالة، خاصّة بين المتعلّمين منهم، والخوف من المستقبل، والجريمة والعنف ضدّ المرأة.
وطالب هؤلاء بمعالجة ثقافة الخوف من خلال الحثّ على غرس الأمن الداخليّ والنّفسيّ لدى الشّباب، وأنْ تعمل الحكومات على ترسيخ الحكومات مبادىء العدالة والمساواة، ودعم المشاركة التطوعيّة، والتمرّد الإيجابيّ على الواقع، والتربية السليمة وتعليم قيم التسامح، وتطبيق ثقافة السِّلم والأمن التي تحضّ عليها الأديان.
المحور الرّابع: "التّمكين التّكنولوجيّ، وتوظيفه في محاربة العنف؛ أهميّة التّواصل والتّشبيك؛ التّوعية الإعلاميّة"
الرّئيس: د. محمود سرحان (الأردنّ)
المقرّر: د. وليد صادق (مصر)
الخبيرة الميسِّرة: دة. نائلة إبراهيم عمارة (مصر)
الورقة المرجعيّة لهذا المحور قدّمتها دة. نائلة إبراهيم عمارة، أستاذة الإعلام ووكيل كليّة الآداب لخدمة المجتمع وتنمية البيئة/جامعة حلوان، بعنوان "التّشبيك والتّواصل والتوعية الإعلاميّة في إطار ظاهرة العنف عند الشباب"، وتناولت فيها أهميّة توظيف مواقع التشبيك الاجتماعيّ من جانب منظّمات المجتمع المدنيّ المعنية بقضايا العنف، والتّركيز بشكل محوريّ على قطاع الشّباب الذي لم يلق الاهتمام نفسه الذي ناله قطاع المرأة والطفل، والاهتمام بالحملات الإعلاميّة للتوعية والتثقيف.
لاحظ المشاركون أنّ هنالك مجموعة من المشكلات تواجه التّمكين التكنولوجيّ لدى الشّباب وتوظيفه في محاربة العنف، ومنها الكبت الإعلاميّ لمدة طويلة ثم الانفتاح الفضائيّ مرّة واحدة، وتخلُّف نُظم التّعليم، والتقليد، وتضييق المساحات أمام الإبداع والإعلام الحرّ، والمركزيّة والفردانيّة. وأشاروا إلى عصر "المواطن الرّقميّ"، حيث أصبح الفرد يمتلك عالَمه الرّقميّ على الإنترنت.
واقترح المشاركون الاستفادة من خبرات الشّباب العرب في تطوير أساليب تكنولوجيا المعلومات، وطرح فكرة الإعلام البديل عن طريق زيادة الإنتاج الفنّيّ العربيّ، وتصدير مُنتجاته إلى الغرب لتحسين صورة العرب هناك. كما اقترحوا أفكارًا للاستفادة من المنتديات الإلكترونيّة والبريد الإلكترونيّ و"الفيس بوك" لمناقشة القضيا الشبابيّة العربيّة وتطوير التواصل مع المنتدى وفيما بين الشباب أنفسهم؛ إضافة إلى وجود ميثاق شرف للشبكات الاجتماعيّة على الإنترنت، ووضع إطار قانونيّ لحقوق الاستخدام والمساءلة في إطار حقوق الملكيّة الفكريّة.
المحور الخامس: "الشّباب والمواطَنة: الهُويّة والثّقافة"
الرّئيس: د. عبد الوهاب نورولي (السعوديّة)
المقرّرة: دة. عبير دويلة (الكويت)
الخبير الميسِّر: أ. محمود اسماعيل الخولي (مصر)
أشار الرّوائيّ والباحث في علم الاجتماع السّياسيّ، د. عمّار علي حسن، في ورقته المرجعيّة لهذا المحور بعنوان "الهُويّة وثقافة العنف لدى الشّباب ... تصوّر مفاهيمي"، إلى وجود ثلاثة عوامل مهمّة تمسّ تأثير قضيّة الهُويّة على إتيان الشباب بتصرّفات عنيفة. وهذه العوامل هي: تنامي أزمة الهُويّة، لا سيما في المجتمعات التي يُغلِّب فيها بعض الأفراد انتماءاته العشائريّة والقبليّة والطائفيّة على الانتماء للمجتمع الأوّل، أو الدّولة؛ ما يؤدّي إلى خلق نزاع نفسيّ داخل الشخص بين هذين الانتماءين، ولا يقف الأمر عند حدّ الصّراع بين الحضريّ والرّيفيّ، أو العصريّة والتقليديّة، أو الفجوة بين الحاكم والمحكومين؛ بل قد يصل إلى حدّ الصّراع المفتوح بين الثقافة الوطنيّة والثّقافات الوافدة، وبين الخصوصيّة الذّاتية والسيطرة الأجنبيّة. أما العامل الثّاني فيتمثَّل في تأثير العولمة وتدفُّق المعلومات والقيم والأفكار والسِّلع بلا هوادة، وتوحُّش أنماط الاستهلاك واتّساع رقعة الفقر والتّهميش؛ ما يفتح أبوابًا جديدة للعنف. ويتمثّل العامل الثّالث في حمولات الثّقافة الدّينيّة، واعتماد الجماعات التي تمارس العنف على تأويلات فاسدة للنصّ الدّينيّ.
وأوضح الباحث أنّ الشّباب العربيّ يجد نفسه مدفوعًا إلى الانزلاق لارتكاب العنف بشتّى صوره الرمزيّة واللفظيّة والمادّيّة جراء تفشّي البطالة، وإصرار الكبار على ممارسة الوصاية على الشّباب في نظام أبويّ جامد، وانسداد الأفق السّياسيّ، واستشراء الفساد والشعور بالقهر والظّلم والهوان حيال العالم الخارجيّ.
يذكر أنّ دة. عبير دويلة، مقرّرة هذا المحور، قدَّمت أيضًا ورقة عمل حول مفاهيم "المواطَنة؛ الهُويّة؛ الثقافة".
خلُصت مناقشات المشاركين المحور نفسه إلى أنّ المجتمع العربيّ هو مجتمع فتيّ وشاب، يتحمّل فيه الشّباب مسؤوليّة الإصلاح والتّطوير. ولأنّ الشّباب هم الأقدر على ذلك بما يمتلكونه من فكر خلاّق وتهذيب أخلاقيّ ونفسيّ ينبعان من الثقافة والهُويّة العربيّة، فلا بدّ للشباب العربيّ أن يعمل ضمن مجموعة من المشروعات والمبادرات التثقيفيّة والتوعويّة. وأهمّ وسائل مكافحة العنف تأكيد أُسس المواطَنة والهُويّة والثقافة، والسعي إلى تفعيل دور الشباب ومؤسسات المجتمع المدنيّ في المشاركة من خلال تفعيل النّصوص المتعلقة بالمواطَنة في القوانين والوثائق الدستوريّة، وتعميق الحسّ الوطنيّ من خلال المقرّرات الدراسيّة.
وأعرب المشاركون عن أملهم في مشروع كتاب عربيّ موحَّد يهدف إلى ترسيخ الهُويّة لدى النشء العربيّ وتعميق الإحساس العربيّ المشترك، وإيجاد قنوات تواصل شرعيّة تمكّن الشّباب من المشاركة في صنع القرار والتعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم بشكلٍ سلميّ؛ ما من شأنه المساهمة في الحدّ من العنف.
ودعا الشباب المشاركون إلى العمل على إبراز الهُويّة العربيّة، وتأكيد احترام التنوّع الثقافيّ في المجتمع، والاستفادة من تراكم الخبرات الشبابيّة على مستوى الوطن العربيّ، وضرورة إحداث التوازن بين الوافد والموروث، وتعزيز الانتماء للثقافة العربيّة، والانفتاح العقلانيّ على الثقافات الأخرى من دون الذوبان فيها، وأيضًا ضرورة إعادة بناء منظومة القيم العربيّة التي تحض على التسامح وتقبُّل الآخر واحترام رأيه، وإيجاد منهاج عربيّ يخاطب الشباب بلغةٍ واحدة ضمن الواقع العربيّ.
عَـــــــرض تجــــــــــارب شبابيّـــــــــــة
الرّئيس: د. مأمون نور الدّين (الأردنّ)
عُرضَت في هذه الجلسة مجموعة من التجارب والمبادرات الشبابيّة الناجحة من أقطار عربيّة عدّة. فقدّمت أة. سمر كلداني، مديرة جائزة الحسن للشباب/ الأردنّ والمستشارة الإقليميّة للجائزة الدّوليّة في الدّول العربيّة، عرضًا حول أهداف الجائزة وفلسفتها وأنشطتها وإنجازاتها مصحوبًا بفيلم وثائقيّ.
وقدَّمت أة. ياسمين مصطفى عرضًا حول الأنشطة الشبابيّة والمتعلّقة بالشباب في مكتبة الاسكندريّة، والنهج الذي اتبعته المكتبة لتأكيد دور مشاركة الشباب في تنمية المجتمع وتقدّمه؛ كذلك تشجيع الشباب على التعبير والمبادرة.
وعرض أ. محمّد راضي راجح عطا من فلسطين لتجربة مجموعة "بسطة إبداع" الشّبابيّة في إطلاق المواهب الواعدة في الشعر والموسيقى والمسرح، وقدّمت الشاعرتان الشابتان أة. سراب خالد محمود قاسم، و أة. لينا مطاوع نماذج من كتاباتهما الشعريّة ضمن هذا العرض.
كما عَرَضَت أة. رميلة مصطفى الأغبري من اليمن لمبادرة التنمية الشّبابيّة المجتمعيّة (نسيج)، ودورها في التواصل بين الشباب لخدمة مجتمعه، والمساهمة في معالجة مشكلات المجتمع والشباب، والتوعية والتثقيف في القضايا العامّة.
مائــــــــــــــــــدة مــســتـــديــــــــــــــــــــرة
الرّئيس: أ. نصـوح المجالـي (الأردنّ)
تحدَّث في هذه الجلسة أ. د. إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية؛ مُشيرًا إلى أهميّة قضية العنف لدى الشّباب وضرورة معالجتها. وأوضح أنّ الشباب يمرون بخمسة تحوّلات متزامنة قد تدفعهم إلى العزوف عن العمل العام وتدمير الذّات والاتجاه إلى العنف. وتبدأ هذه التحوّلات بالتحوّل من مرحلة الطّفولة إلى سنّ الرّشد؛ إذ يتّجه الشّباب إلى الاستقلاليّة. ويأتي التحوّل الثّاني متمثّلاً بالانتقال من التعليم المدرسيّ إلى الجامعيّ؛ وهي مرحلة يتعرّض فيها الشّاب إلى أنماط مختلفة وقيم جديدة يكتسبها تختلف عن تلك التي مارسها خلال طفولته.
وأوضح أنّ تحوّل الشّاب إلى مواطن له فكره السّياسيّ هو ثالث تلك المراحل؛ حيث تتطوّر عقليّتة خلال فترة الجامعة، ويسعى في هذه الأثناء إلى تكويْن آراء وميول سياسية، وهي المرحلة الأهمّ التي يتشكَّل فيها الفكر السّياسيّ لدى الشّباب، ليصبحوا فيما بعد مواطنين صالحين ناشطين، أو ليعزفوا عن الحياة السّياسيّة، أو أن يختاروا أفكارًا ووسائلَ ثوريّةً ومتطرّفة لتطوير المجتمع.
وأضاف: إنّ المرحلة الرّابعة لا تقلّ أهميّة عن سابقتها؛ إذ يتّخذ الشّباب خلالها قراراتهم المصيريّة من دون الاعتماد على أحد، فيما يواجهون في آخر تلك المراحل التي يمرون بها الأوضاع المجتمعيّة السّائدة، التي قد تؤدّي إلى زيادة مشاعر الغضب لديهم، وهو الغضب الذي قد يولِّد عُنفًا، نظرًا لمعدّلات البطالة المرتفعة، وتأخّر سنّ الزواج، وغيرها من العوامل.
ودعا أ.د. إسماعيل سراج الدّين في ختام كلمته إلى أن يعمل المجتمع بحكم المسؤوليّة المُلقاة على عاتقه على تسهيل تلك المراحل الخمس وتيسيرها أمام الشّباب، ومساعدتهم على تذليل العقبات التي يواجهونها.
قدَّم مقرّرو المحاور في هذه الجلسة (أ. مروان المعايطة/ الأردن؛ أة. رميلة مصطفى الأغبري/ اليمن؛ أة. تقيّة النجّار/ البحرين؛ د. وليد صادق/ مصر؛ دة. عبير دويلة/ الكويت) خلاصة للنقاشات التي دارت خلال أيام المؤتمر الثلاثة، وتضمّنت رؤية المشاركين حول أسباب انتشار ظاهرة العنف بين الشباب العربيّ، ومن أهمّها غياب الديمقراطيّة، وانعدام فرص المشاركة في صنع القرار، وانتهاك حقوق المواطنين لضرورات الأمن والطوارئ وغيرها، ومشكلات الفقر والبطالة. هذا إلى جانب الخلل الذي أصاب التنشئة الاجتماعيّة، سواء من جانب الأسرة أو المدرسة أو غيرهما من المؤسسات في المجتمع. فعلى مستوى الأسرة، التي تعدّ المسؤولة الأولى عن التنشئة الاجتماعية للفرد، هنالك غياب للحوار بين الآباء والأبناء؛ ما يؤدّي إلى الكبت والإحباط، واستخدام أساليب خاطئة في التربية تتسم بالقسوة والتمييز بين الأبناء على أساس الجنس أو السنّ أو لاعتبارات أخرى، وحثّ الطفل على العنف من جانب الأسرة لحماية شخصيّته؛ إضافة إلى السلطويّة التي يمارسها الآباء على أبنائهم، وعدم إتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم وأفكارهم بحرية. وهذا الطابع السلطوي يمارسه أيضًا المعلم في المدرسة ضدّ التلاميذ مع وجود مناهج ونُظم تعليمية قائمة على التلقين؛ الأمر الذي يجعل الشاب مادة خام للأفكار المتطرّفة ويُنتج شخصيّة قابلة للتطرّف ورفض الآخر.
ومن بين أسباب العنف أيضًا غياب أو قلّة المشروعات التي تستوعب طاقات الشّباب بشكلٍ إيجابيّ على المستويين الوطنيّ والعربيّ؛ ما أدّى إلى نوعٍ من الكبت لدى الشباب، فلجأوا إلى المجتمع الافتراضيّ عبر الإنترنت لبثّ أفكارهم وهمومهم الشخصية وآرائهم.
فيما يتعلّق بالحالة الدّينيّة، لاحظ المشاركون أنّ هنالك حالات منتشرة من التشدّد أو التطرّف، أو عدم قبول الآخر؛ وفي الوقت نفسه وجود ضعف في الوازع الدّينيّ والاتجاه إلى التغريب. كما لاحظوا أنّ الإعلام في كثير من الحالات يبدو محرّضًا على العنف من خلال ما يقدّمه من برامج تغذي التعصُّب والتّفكير الأُحاديّ بدلاً من ترسيخ قيم التسامح واحترام الآخر.
وحذر المشاركون في هذا السياق من خطورة الحواجز الاجتماعيّة والضائقات الاقتصاديّة والعوائق السياسيّة، التي تحول دون تفريغ طاقات الشباب الهائلة؛ ومن ثمّ تتحوّل هذه الطّاقات إلى إحباط وغضب يؤديان في نهاية المطاف إلى اللجوء للعنف.
أمّا الحلول التي اقترحها المشاركون لمواجهة ظاهرة العنف فتتلخّص في ضرورة اعتماد لغة الحوار داخل الأسرة، سواء بين الآباء والأبناء، أو بين الأبناء بعضهم بعضا؛ وضرورة الاهتمام بتأهيل المعلّمين؛ والحرص على وجود الأخصائيّين النّفسانيّين القادرين على توجيه الطلبة، خاصّة خلال فترة المراهقة. كذلك إقامة مشروعات يمكن للشباب أن يمارسوا من خلالها أنشطة اجتماعيّة وثقافيّة ورياضيّة، وتفعيل نصوص المواطنة الموجودة في الدّساتير العربيّة، والاهتمام بالعمل على إشراك الشباب في صنع القرار، وتوفير القنوات الشرعية التي تتيح لهم التعبير عن آرائهم بشكل سلمي، والعمل على نشر قيم التسامح وقبول الآخر من خلال التّعليم والإعلام.
الجــــلســــــــــة الختــــــــاميّــــــــــــــــة
تحدّث في هذه الجلسة أ.د. هُمام غَصِيب، الذي أكّد ضرورة التّواصل بين الشّباب أنفسهم، وبينهم وبين المنتدى، سواء من خلال التّواصل إلكترونيًّا أو وجْهًا لوَجْه؛ مشيرًا في هذا المجال إلى الفصل الشّبابيّ الذي أُسّس في المنتدى، وإلى العمل على تكوين لجان شبابيّة للمتابعة في مختلِف الأقطار العربيّة؛ فضلاً عن العمل على تأسيس قاعدة بيانات شبابيّة تخدم الأنشطة والتّواصل، ومتابعة إصدار "الكرّاسات الشّبابيّة"، التي أصدر منها المنتدى مجموعةً في موضوعات وقضايا متنوّعة.
ودعا أمين عام المنتدى إلى تقديم أفكار مبدعة ومبادرات ومقترحات عمليّة من جانب الشّباب. كما دعا إلى دعم المشروعات البحثيّة وغيرها المتعلّقة بالشّباب وقضاياهم. وقال: إنّه من الأفضل البدء في العمل، من دون أنْ نتوقّفَ طويلاً عند المصطلحات. وما نحتاجه هو النّقد الواعي؛ "وأنتم جميعًا مدعوّون للنّقد الواعي البنّاء". وركّز على أهميّة العمل خطوة خطوة، بعيدًا عن البدَع والتّحذلق والأجندات الخاصّة؛ مؤكّدًا دور الإعلام في نشر نتائج المؤتمر وحصيلة النقاشات والأفكار التي طرحها المشاركون.
وقدّم الشكر والتقدير إلى مكتبة الاسكندريّة على استضافة المؤتمر، وإلى الجهات الدّاعمة والمشاركة في التنظيم، والمشاركين والخبراء على مساهماتهم التي أغنتْ محاورَ النّقاش.
|