EN | AR
كيف نرد على مقولة ان :الشرق الاوسط الذي نعرفه قد انتهى
الثلاثاء, نوفمبر 10, 2015
الأستاذ عمر زين

الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي المتردي والمتجه نحو الانهيار الشامل في وطننا العربي من بيروت الى طنجة، مع ما يرافقه من عنف وتطرف وارهاب لم يحرك النظام العربي مع الاسف ولو من باب الحفاظ على حدود الدول، وشعوبها، واستطراداً بقاء قياداته الرسمية – بغض النظر عن موقفك منها – على رأس الاحياء من هذه الشعوب وليس على رأس الاموات والانقاض.

 
فبدل ان يتصالح هذا النظام مع ذاته، ومع شعوبه، ومع العصر، نراه فاقد الوعي والبصر والبصيرة، غابت الوصاية عنه التي يفترض ان تكون راعيته ومدبرة شؤونه، والاوصياء التاريخيين عليه ينفذون اجندتهم الخاصة لمزيد من خدمة مصالحهم، فهو متروك بدون حماية، والارهاب يضرب فيه من كل جانب، دون ان يعمل احد على ادخاله بالعناية المكثفة لمحاولة الانقاذ، وكل ذلك يحصل بسبب عدم البناء القوي لهذا النظام. 
 
وكالانظمة هي الاحزاب والمنظمات المحلية والعربية التي ترهلت ولم تجدد شبابها، ولم تجدد برامجها، ولم تعمل الديمقراطية والحرية في داخلها، ولم تتماشى مع العصر، يخاصم هؤلاء الانظمة وهم يسلكون سلوكها، خطر الانهيار في الامة وخطر التشتت والتهجير والقتل والهدم سيطال هذه الاحزاب والمنظمات واعضاءها قبل غيرهم، وعلى الرغم من ذلك لا نرى من اي منهم خطوة واحدة نحو بعضهم البعض، لتجتمع حول برنامج الحد الادنى، وتتنظم صفوفها ضد هذه الاخطار دفاعاً عن نفسها اولاً، وعن بلدها وشعبها ثانياً. ورغم مناداة بعض الكتاب والمفكرين بذلك، فان هذه الاحزاب والمنظمات لم تأخذ اي منها المبادرة تجاه الآخرين لمحاولة اللقاء الجدي سعياً للانقاذ.
 
 
 
اقول للنظام العربي الرسمي ولاحزاب الامة انكم بالتأكيد اطلعتم وقرأتم على ما صرح به مدير الاستخبارات الفرنسية "برنار باجوليه" في واشنطن في مؤتمر "حول الاستخبارات" عقد في جامعة واشنطن منذ يومين:
 
"ان الشرق الاوسط الذي نعرفه انتهى الى غير رجعة".
 
واعرب مدير ايضاً وكالة الاستخبارات المركزية "سي اي ايه" جون برينان عن وجهة نظر مطابقة حيث قال:
 
"عندما تنظر الى الدمار في سوريا وليبيا والعراق واليمن يصعب على ان اتخيل وجود حكومة مركزية في هذه الدول قادرة على ممارسة سيطرة او سلطة على هذه الحدود التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية".
 
طبعاً نسمع هذه الاقوال وندرك تماماً مدى دور هؤلاء في تأجيج الصراعات وضخ الاموال والسلاح لنقتل بعضنا البعض، ونتساءل هل ان هذه التصريحات قد عنت للانظمة والاحزاب والمنظمات شيئاً؟؟ وهل اعطتهم حافزاً لوضع برنامج وخطة للوقوف بوجه تنفيذ هذه المخططات الاجرامية بحق الامة؟؟؟ طبعاً لم يحصل من ذلك شيء، هم ذهبوا بعد مؤتمرهم لتحقيق غاياتهم التي صرحوا عنها ونحن في سبات عميق انظمة واحزاب.
 
هذا الموقف يوجب علينا ان نتوقف في مؤتمراتنا وكتاباتنا وخطاباتنا عن توصيف الحالة باعتبار انها وصّفت بما فيه الكفاية، دون ان تضع هذه اللقاءات خارطة طريق للوصول الى الدواء المعروف، وهذا لن يكون الا بأخذ المبادرة من القوى الحية في مجتمعاتنا وفي مقدمتها الجامعات ومنظمات وهيئات المجتمع المدني للدعوة والعمل على انشاء جبهة شعبية وطنية في كل دولة مهمتها الحفاظ على تراب الوطن وشعبه تحت مظلة العروبة، وذلك بوجه الرياح العاتية بل الاعصار الذي يهب علينا من كل جانب، ولتكن تجربة الرباعية التونسية الناجحة التي كان في مقدمة تكوينها هيئة المحامين في تونس والجمعية التونسية لحقوق الانسان وقد فرضت المصالحة الوطنية بين اطياف الشعب التونسي، ووقفت سداً منيعاً ضد الارهاب والتطرف والعنف واسست لنظام يخدم الوطن والمواطن، ونالت دعم شعبها واحترام العالم لها.
 
فلتكن هذه التجربة حافزاً مشجعاً لانطلاقة قوية في لبنان تقودها نقابتا المحامين في بيروت وطرابلس وجمعيات حقوق الانسان والجامعات في لبنان، ومثلها في كل بلد عربي لصد حرب الالغاء التي تستهدفنا انظمة وشعوباً بتقسيم المقسم وتجزأة المجزأ بقيادة اميركا وفرنسا وانكلترا وحلفاؤهم خدمة لمصالحهم وحماية ودعماً للكيان الصهيوني.
 
 
* رئيس اتحاد الحقوقيين اللبنانيين
exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©