تقدم هذه الدراسة عملاً توثيقياً مهماً حول موقع العمارة في الإنتاج المعرفي العربي و الإسلامي، و هي تهدف إلى التعريف بأصالة العمارة العربية-الإسلامية، مظهرة أن المعايير الفنية و الهندسية التي قامت عليها كانت ابتكاراً عربياً و إسلامياً بحتاً. كما تعرض الدراسة المؤلفات المعمارية العربية و دورها في تكوين الفكر المعماري، مظهرة كيف ارتقت هذه المؤلفات لكي تجعل العمارة العربية- الإسلامية الأولى في استخدام منهجية الأحكام.
و لتحقيق ذلك، يستعرض المقال ابتداءً لحضور الظاهرة المعمارية في الوجدان الشعبي الجمعي، و يبين حضورها في الظواهر الحضارية و المنظومات المعرفية للحضارة العربية الإسلامية، و يوضح دورها في تكوين بعض هذه الظواهر و المنظومات.
من المعلوم أن أصالة أية ظاهرة حضارية مشروط بمدى حضورها و تداولها بين أفراد المجتمع، خاصة إذا كانت هذه الظاهرة مَسِيسَة بحياتهم اليومية. و العمارة هي من أكثر الظواهر مَساسَاً بحياة المجتمعات، فهي من الصنائع الشريفة و الضرورية الثلاث: الحراثة (الزراعة)، و الحياكة، و البناء. و حضورها حاجي، و ليس ترفي، لأن الإنسان بحاجة إلى مأوى يقيه من الحر و البرد، و يحقق به خصوصيته، و يأمن به على نفسه، و يحتمي به من غوائل البيئة و تعدياتها، و يحصّن به قوته و مؤنته. لهذه الأسباب كان حضورها في الوجدان الشعبي الجمعي شائعاً و منتشراً و متداخلاً مع الظواهر الأخرى
|المقال كاملاً تجدونه تجدونه عبر الرابط التالي:
http://www.caus.org.lb/PDF/EmagazineArticles/badii%20alabid%2069-88.pdf