EN | AR
أنفلونزا داعش!!
الأربعاء, سبتمبر 30, 2015
د. عبدالإله بن سعود السعدون

تعودنا على الأنفلونزا وصنوفها، بعضها استطعنا أن نحمي مجتمعاتنا من شرورها بأمصال المناعة المؤقتة منها والدائمة وبعضها تمرد وتحدى مراكز الأبحاث الطبية وأخذ يسقط بضحاياه حتى الذين احتموا داخل المستشفيات لم يستطع الطب الحديث حمايتهم وشفاءهم من هذا الوباء الساري مع انتشار الصنف الجديد من عائلة الأنفلونزا الطفلة الشريرة (كورونا) لتفتك بالعالم وبشراسة غير معلنة ويزداد عدد ضحاياها في العالم وليس في بلادنا فقط حتى كوريا الشمالية بقوة صواريخها البعيدة المدى ومراكزها النووية لم تستطع أن تهزم كورونا!!

وأنفلونزا داعش تجمعها بالأوبئة التي نعرفها ومرت علينا واندثرت مثل أنفلونزا الطيور والخنازير والبقر وغيرها ظهرت وتلاشت ولم نعرف أو حتى نسأل أنفسنا عن مصدرها وكثرة الشكوك تحوم حولها وبأنها نوع جديد من الأسلحة الجرثومية تجربها علينا إسرائيل وحلفاؤها ومما يؤكد هذا الحدس أنها لم تزر إسرائيل بل وجهت نحو أمتنا العربية الغافية بنعيم سباتها العميق وبنفس شكل انتشار وباء الأنفلونزا القاتلة ظهرت داعش لتفتك بالعروبة والإسلام وتنشر الرعب والخوف والقتل بقطع الرقاب بالسيف أو حرقا والمصيبة باسم تعاليم الإسلام وديننا براء من جنون البقر المتمثل بأسلوب جهاد داعش، ونحاول دائماً أن نوصف إجرام هذه العصابة المختلطة بأشكال متنوعة فالجزء الأكبر منهم مظللون بفتاوى غير ملمة بالدين الحنيف مهزوزة فكريا تهيئ شبابنا المتحمس دينياً وترميهم في أتون نار الحروب التي افتعلوها لتمزيق وحدته الوطنية بحجج واهية توقظ الفتنة الطائفية وتسعى لتقسيم المسلمين إلى أحزاب وشيع وتكفير أغلبهم من دون التزام بفتاوى المراجع الإسلامية المعتمدة ولا حتى يعترفون بانتمائها لدين الإسلام وكل المسلمين خارجون عن الدين إلا مجانين داعش، وأتساءل بصوت عال عن خداع شبابنا العربي والذين تثقفوا بعلوم الدين الصحيحة في جميع مراحل الدراسة علاوة على البيئة الإسلامية الوسطية التي عاشوا وقوي عودهم في وسطها وتحت تأثير أساليب ومغريات مغلوطة من أصحاب الفتاوى الغير ملتزمة تحولوا إلى عصابات متوحشة مقادة من قيادات مجهولة الانتماء والولاء يأمرون بقتل مجاميع إسلامية بريئة في أسواقهم أو حين تأديتهم لصلاتهم في بيوت الله ليحولوا أمانها وروحانيتها الساكنة إلى تفجير مرعب يأخذ معه نفوس مسلمة خاشعة تؤدي مناسك دينها تقرباً وطاعةً لرب العرش العظيم والداعي المجرم يتمزق منتحراً ويضحك على عقولهم الصغيرة الذين جندوهم من تسلسل الخليفة والأمير مقنعيهم بأن هذا العمل الإرهابي جهاد ضد أعداء الله والإسلام لسحق مجموع المرتدين عن الطريق السوي الذي اتبعه جنود الدولة الإسلامية ولم يعلموهم بأن هذا العمل الجنوني الانتحاري يشوه روح الإسلامي المنادي بجدالهم بالتي هي أحسن معتمداً على الدعوة الصادقة ملفوفة بروح السلام والمحبة وجهادهم الإجرامي هذا يقودهم إلى جهنم وبئس المصير ولا يوجد بها غير السعير فلا حور عين ولا أنهار النعيم كما وعدهم مستغلوهم من قادة هذه التنظيمات المشبوهة، فبعد الانتهاء من واجباتهم المنوطة بهم من رعب وتخويف وتخريب دول العالم العربي وهدم ماضيها ونسف حاضرها وسيتركهم خليفتهم والمرتزقة الأجانب مقرهم الآخر الموعود لهم في فلوريدا أو تل أبيب وقد يفضلون ملاذهم الأخير في طهران الفارسية... والمساكين من شبابنا المخدوعين بطرق ومغريات هذه الزمرة الحاقدة على الإسلام والمسلمين يلفونهم بأحزمة ناسفة للقيام بعمل لا يرضاه الله سبحانه ولا رسوله الكريم لاقتراف الانتحاري ذنوباً مهلكة أولها بحق نفسه وقد نهى الإسلام الحنيف عن الانتحار لقتل الإنسان نفسه متعمداً والأدهى من هذا الجرم الكبير تسببه بقتل إخوانه المسلمين الأبرياء من دون مسبب محدد يدعوه للقيام بهذا العمل الإرهابي من دون أدراك هؤلاء المساكين لعظم هذا العمل الإجرامي والذي نهى عنه الإسلام وكل كتب الله السماوية الأخرى إلا أن عقولهم المغسولة والتي تحركها أصابع خلفائهم وأمرائهم نحو القتل والتهجير وسبي نساء أهل الكتاب وبيعهن بسوق النخاسة مجبورات بالقوة أي إسلام هذا الذي يجعل الأجرام والإرهاب والتخويف نهجاً لدعوته المزعومة وللأسف شوهت الإسلام وجعلت المسلمين شعوباً منبوذة في كل المجتمعات الأخرى ونسي هؤلاء الأغبياء أن الدعوة الإسلامية انتشرت في شرق آسيا بأخلاق وحسن تعامل التجار العرب واقتنعوا وبأيمان عميق بإنسانية وعظمة هذا الدين الحنيف الذي بني على المحبة والأخوة والسلام أي إسلام وأي دولة خلافة تنادون بها ونهجكم قطع الرقاب والانتحار الإرهابي وسرقة ثروات الشعوب التي ابتليت بسيطرتكم على مدنهم وقراهم وحولتم أمنهم إلى وحشة الموت والدمار.. ولا تعتقدون أن الذين ألبسوكم السواد ورفعوا لكم الرايات الغريبة وسلطوكم على أمتنا العربية لتدميرها و تأخير مجتمعاتها للقرون الوسطى من التخلف والرجعية وجعلوكم أدوات تخريب وتدمير ومصدر أجرام وإرهاب بتزويدكم بأحدث الأسلحة والمعدات وينزلون لكم الإرساليات الجوية للإمداد التمويني ولا تنسوا أنهم حددوا لكم ساعة النهاية بعد أن تنهوا ما أوكل لخليفتكم وأتباعه المقربين والمعفيين من قيادة السيارات المفخخة ولبس الأحزمة الناسفة من الذين تم اختيارهم وتدريبهم في معتقل بوكا القريب من ميناء أم قصر في البصرة وسهلوا لهم مرور المرتزقة الأوروبيين ليزيدوا عددكم وبحسب تخمينهم أن بقاءكم في أرض العراق والشام سنين معدودات وبعدها يستعدون لتدميركم والقضاء على المساكين من شبابنا المضلل بأفكاركم ومغرياتكم السرابية ليكونوا حطباً في نار أجرامكم الإرهابي، نسيتم أن تقدم الأمم وقوتها يتأتى بسلوك طريق السلم والاستقرار متسلحين بالعلم والمعرفة مواكبين التقدم الهائل في مجال الابتكارات الحديثة وثورة المواصلات والتقنية الحديثة لا ينشر الإسلام بالقتل والرعب والدمار...،. أني أوجه ندائي التحذيري لكل المراجع والمنظمات الإسلامية المعتمدة رسمياً مثل رابطة العالم الإسلامي ومؤتمر التعاون الإسلامي ودار الإفتاء في الدول العربية مع استطلاع رأي الأزهر الشريف نحو هذا الإرهاب القاتل باسم الإسلام وتصنيف هذه الخلافة المزعومة لفضح جرائمها والعمل الجاد لإنقاذ الأمة من هذا الوباء الإرهابي...

كما أتساءل أيضاً عن حصانة حدود إسرائيل وأجران لمنع تسلل أنفلونزا داعش لداخلها وقبلها أختها الكبرى القاعدة بل تفتح لجرحاهم المستشفيات الإسرائيلية والإيرانية لمعالجتهم وإعادتهم أصحاء لاستمرار جهادهم ضد الخارجين عن الإسلام ولم نسمع عن أصابة صهيوني أو فارسي واحد بعدوى هذا الوباء الذي كرس شره كله على أبناء الأمة العربية وباسم الجهاد والإسلام وفي الحالتين البلية أعظم.

exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©