د.أبو حمّور: وجود تيارات متعصبة ومتشددة تدعي احتكار الحقيقة أخر مسيرة التنمية والتقدم في المجتمعات العربية
د.أبو حمّور: ضرورة أن تتعامل مؤسسات الفكر العربية مع الأزمات الاجتماعية بطريقة توعوية ممنهجة لتعزيز مفاهيم التسامح والسلام
أشار الوزير الأسبق وأمين عام منتدى الفكر العربي د. محمد أبو حمّور في افتتاح الجلسة المتخصصة حول "التسامح واستدامة التنمية على المستوى العربي"، خلال مؤتمر نظمته جامعة الدول العربية بالتعاون مع المجلس العالمي للتسامح والسلام، في الفترة ما بين (17-18/10/ 2022)، إلى التحديات التي تواجه المنطقة العربية، ومن أهمها وجود تيارات متعصبة ومتشددة تدعي احتكار الحقيقة، وتمارس وصايتها على الناس، وتسعى لإقصاء من يخالفها، موضحاً بأن توجهات هذه التيارات تنطلق من سوء فهم للدين، أو سوء استغلاله من أجل الهيمنة على الآخرين، ونشر الإرهاب والدمار والأفكار المتطرفة، وأن هذه التوجهات أخرت مسيرة التنمية والتقدم في المجتمعات، وكرّست حالة من التخلف والإحباط تجاه التطوير.
وأضاف د.أبو حمّور أن غياب مفاهيم التسامح والسلام والمواطنة الصحيحة يعد عاملاً أساسياً في ما تمر به بعض الدول من حروب وأزمات اقتصادية واجتماعية وتدهور ثقافي وعلمي، وأن هذا كله يتم وفق أجندات تفرض نفسها من خارج المنطقة وداخها وتركز على إثارة النعرات الطائفية والقبلية وتحريض الأقليات العرقية في المنطقة العربية.
وتحدث د.أبو حمّور عن نتائج مؤتمر (المواطنة الحاضنة للتنوع في المجال العربي: الإشكالية والحل)، الذي عقده منتدى الفكر العربي في شهر آب من عام2020، والذي اعتبر المواطنة بما يندرج تحتها من قواعد السلام والتسامح والعيش الكريم الركيزة الأساسية في الدولة العصرية، ولاسيّما من خلال تكافؤ الفرص وتحقيق المساواة الفعلية والشراكة الحقيقية والمشاركة الفاعلة، وهو ما ينسجم مع قيمنا الإنسانية وتراثنا العربي والإسلامي والتطور الكوني، داعياً إلى أهمية إبرام عقد اجتماعي جديد لتعزيز شرعية الحكم وبناء قواعد مشتركة للعيش معاً في إطار المواطنة الحاضنة للتنوّع وتحت حكم القانون.
وأكد د.أبو حمّور ضرورة أن تتعامل مؤسسات الفكر والثقافة العربية مع الأزمات الثقافية والاجتماعية من خلال عمل توعوي ممنهج للعمل على تعزيز مفاهيم التسامح والسلام والوئام من خلال بلورة فكر عربي معاصر نحو قضايا الوحدة، والتنمية، والأمن القومي، والتحرر، والتقدم، والجهود الإصلاحية الهادفة لتطوير الأوضاع العربية، وتحصين البيت العربي ضد التعصب والتطرف ونتائجهما من العنف والإرهاب والانقسام الطائفي والديني والإثني، وعدم السماح بتفاقم الخلافات، وذلك لأن مسار الازدهار العربي مترابط، وخصوصاً في ظل التحديات الإقليمية والعالمية التي تُفرض يوماً بعد يوم، والعمل على التقارب، وتبني منظور جديد لحل الخلافات، وإبقاء قنوات الحوار فاعلة، وذلك من خلال الأنشطة التي تقوم بها.
يذكر أن المؤتمر هدف إلى إلقاء الضوء على جهود المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية في مكافحة الكراهية والتعصب ونشر ثقافة التسامح، وتحليل الواقع التشريعي لقوانين مكافحة الكراهية وبحث رؤى تطويرها، ورصد المعوقات والتحديات التي تواجه مكافحة الكراهية والتعصب في الوطن العربي، واستشراف رؤية مستقبلية لنشر ثقافة التسامح وترسيخ مبادئه الهادفة إلى استدامة السلم الأهلي والتنمية.