الحيوك: الأردن أطلق عدداً من الاستراتيجيات والآليات والخطط لتمكين المرأة وحمايتها ودعمها وفق أهداف التنمية المستدامة
د.أبو حمّور: الأوراق النقاشية الملكية شكلت حواراً حول صياغة رؤية استراتيجية وطنية عملية لترسيخ سيادة القانون ونهج المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين
طربيه: نسبة المشاركة الاقتصادية للنساء في الأردن بلغت حوالي 15% وهي من بين أدنى نسب المشاركة في العالم
د.تليلان: المرأة الأردنية شريك فاعل في القطاعات كافة والوطن يستمد جذوره الإنسانية وتميزه من تميزها وتفردها
حدادين: ضروروة الاهتمام بدور المرأة في المجالات الثقافية والإبداعية والعمل الاجتماعي والإسهام في تعزيز مشاركتها المجتمعية
العموش: التغيير الإيجابي الذي تسعى إليه المجتمعات مرهون بواقع المرأة ومدى تمكنها من أداء أدوارها في المجتمع
عمّان - عقد منتدى الفكر العربي، يوم الأربعاء 15/6/2022، لقاءً حوارياً وجاهياً وعبر تقنية الاتصال المرئي، حاضرت فيه المديرة التنفيذية للجمعية الوطنية لتمكين الأسرة الأستاذة رانيا الحيوك حول "دور المرأة الأردنية في التنمية الاجتماعية وتقدمها في مختلف المجالات من خلال إنجازات المئوية الأولى والرؤية الاستشرافية للمئوية الثانية"، وشارك بالمداخلات في هذا اللقاء الذي أداره الوزير الأسبق والأمين العام للمنتدى د.محمد أبو حمَّور، الرئيس الفخري للجمعية الوطنية لتمكين الأسرة والمستشار في التنمية الدولية الأستاذ أنيس طربيه، ورئيسة الاتحاد النسائي الأردني العام د.ميسون تليلان، ورئيسة جمعية "لونها بالأمل" لرعاية أطفال مرضى السرطان وكبار السن الأستاذة غدير حدادين، والمدير العام لمؤسسة آفاق الريادة للتنمية والتدريب الأستاذ طارق العموش، وحضر اللقاء عدد من المهتمين والكتّاب والإعلاميين.
أوضحت المُحاضِرة الأستاذة رانيا الحيوك أن التاريخ السياسي لنشأة وتطور المملكة الأردنية الهاشمية قام على المراحل المفصلية التي شكلت المسيرة التنموية للمملكة منذ مئة عام وصولاً إلى الأردن الحديث، وبَيَنّت أن هذه المراحل تشكلت خلال أربعة عهود ملكية، حملت العديد من التحولات والتطورات التي أدت إلى قيام تغيرات تنموية وأساسية شاملة.
وأشارت الحيوك إلى أن للمرأة الأردنية دوراً ريادياً في المطالبة بحقوقها والمشاركة في الحياة العامة منذ تأسيس الإمارة وعبر المراحل الزمنية المختلفة للتطور في المملكة، حيث شهد الأردن خلال السنوات الماضية تغيرات كبيرة في تنامي مشاركة المرأة في الحياة العامة والمجالات كافة، وفي مقدمتها المشاركة المجتمعية.
وبدورهم تناول المتداخلون أهمية دور المرأة في نهضة المجتمع، وتطور القوانين والأنظمة الوطنية والتشريعات التي كفلت للمرأة الأردنية حقوقها، والتحديات التي تواجهها في حقل العمل العام والخاص، ودورها في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال المئة عام من عمر الدولة، كما أشاروا إلى الجهود الملكية الإصلاحية لتحسين واقع العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي للمرأة، ودفع عجلة الإصلاح في القطاعات كافة، ومخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ودورها في تمكين المرأة الأردنية.
التفاصيل:
أوضَحت المُحاضِرة الأستاذة رانيا الحيوك أن الأردن ومنذ تأسيس المملكة سعى إلى مواكبة المجتمع الدولي فيما يتعلق بالمصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الخاصة بحقوق الإنسان وحقوق المرأة، وكان للنساء في الأردن منذ تأسيس الإمارة دورهن الريادي في المطالبة بحقوقهن والمشاركة في الحياة العامة عبر المراحل الزمنية المختلفة في المملكة.
وتحدثت الأستاذة الحيوك عن إنجازات المرأة الأردنية في العهود الملكية الأربعة، وأبعاد تشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، والتي هدفت إلى وضع مشروع قانون جديد للانتخاب وللأحزاب السياسية، والنظر في التعديلات الدستورية المتصلة بالقوانين وآليات العمل النيابي، وتمكين المرأة والشباب، والبحث في آليات وسبل تحفيز المشاركة في الحياة الحزبية والبرلمانية.
واستعرضت الأستاذة الحيوك إنجازات الحكومة في دعم السيدات الأردنيات من خلال التشريعات والقوانين، ومنها: إدماج النوع الاجتماعي على مستوى السياسات والاستراتيجيات والخدمات والتشريعات وبيئة العمل وآليات الحماية الاجتماعية، وتعزيز الآليات الوطنية ذات العلاقة بالمرأة مثل اللجنة الوطنية لشؤون المرأة، وتبني الحكومة الأردنية في عام 2019 خطة لرفع مشاركة المرأة الاقتصادية ضمن مبادرة المشرق للبنك الدولي، والتي تضمنت إلتزاماً من الأردن بتعزيز بيئة العمل اللائقة للمرأة من خلال مراجعة السياسات والتشريعات والممارسات.
وأكدت الأستاذة الحيوك أن الحكومة تعمل مع شركائها من الجهات المانحة والداعمة منذ عام 2019 على تنفيذ الخطة الوطنية للتمكين الاقتصادي للمرأة 2019-2024، والتي تركز على تعزيز البيئة الداعمة للعمل، وزيادة فرص العمل والقيادة للمرأة، وأن التمكين الاقتصادي ما يزال هاجساً للعمل على جميع المستويات لرفع المشاركة الاقتصادية للمرأة وزيادة فرص العمل، في وقت تتزايد فيه نسبة التعليم والتعليم العالي للإناث في الأردن.
وقالت الأستاذة الحيوك: إن الأردن أطلق عدد من الاستراتيجيات والآليات والخطط لتمكين المرأة وحمايتها ودعمها، ومنها الاستراتيجية الوطنية للشمول المالي 2018-2020، والتي تهدف لدعم النساء رائدات الأعمال وإدماجهن في الشمول المالي وفق أهداف التنمية المستدامة، وآلية إدماج هذه الأهداف في الأجندات الوطنية ذات العلاقة بتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، وإنشاء فريق وطني للحد من العنف الأسري وضد المرأة، وإطلاق الخطة الوطنية للحد من زواج الأطفال، والإصلاح التشريعي من خلال محاولة ازالة التمييز من بعض التشريعات، وإصدار العديد من التشريعات ذات العلاقة بقضايا تمكين المرأة.
وفي كلمته التقديمية أوضح د.محمد أبو حمّور أن الأوراق النقاشية لجلالة الملك عبد الله الثاني جاءت لتشكل حواراً حول صياغة رؤية استراتيجية وطنية عملية، ولتعزيز ما وجد من إنجازات خلال المئوية الأولى من عمر الدولة، مؤكداً بأن الورقة النقاشية السادسة تُبرز أهم معالم الدولة الأردنية في مئويتها الثانية من خلال ترسيخ سيادة القانون ونهج المساواة والعدل وتكافؤ الفرص بين الجنسين.
وأشار د.أبو حمّور أيضاً إلى رؤية صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال في مقاله "على عتبة المئوية الثانية للدولة"، والتي توضح مستقبل صورة الدولة الأردنية ومؤسساتها وأركانها خلال المئوية الثانية .
وأوضح د. أبوحمور أهمية العمل على الشمول المالي للمرأة والشباب في البنوك، وإيجاد رؤى واستراتيجيات وخطط لتمكينهم في القطاعات كافة وذلك لتحسين النمو الاقتصادي.
وبدوره لفت الأستاذ أنيس طربيه إلى أن نسبة المشاركة الاقتصادية للنساء في الأردن بلغت حوالي 15%، على الرغم من أن نسبة التعليم العالي للمرأة تجاوزت 50%، وأن مشاركتها في الاقتصاد من بين أدنى المعدلات في العالم، مبيناً أن من أهم الأسباب وراء ذلك ضعف دعم المرأة للمرأة، والنظر إلى مشاركة المرأة كأرقام وليس لأدوارها، والتحديات والمعوقات الثقافية والاجتماعية.
وقالت د.ميسون تليلان: إن المرأة الأردنية تشكل على الدوام أهمية خاصة في المعادلة الوطنية، وأنها شريك فاعل في القطاعات كافة، وأن الوطن يستمد جذوره الإنسانية وتميزه من تميزها وتفردها، مشيرةً إلى دور الاتحاد النسائي الأردني العام في الاهتمام بحقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص والعمل على تقليص الفجوة في تفعيل دورها المنشود في المجالات كافة.
وتناولت الأستاذة غدير حدادين تجربة مبادرة "لونها بالأمل" المجتمعية التي أطلقتها عام 2015 كنموذج لقدرة المرأة على التأثير والتغيير في المجتمع، موضحةً بأن أهمية المبادرة تكمن في تشجيع الشباب على العمل التطوعي من أجل تمكينهم للمشاركة في صنع مستقبل أفضل لمجتمعهم وبيئتهم ووطنهم، والاهتمام بدور المرأة في المجالات الثقافية والإبداعية والإنتاجية والعمل الاجتماعي، والإسهام في تعزيز مشاركتها المجتمعية، وخاصة في مجالات الرعاية للأطفال المرضى بالسرطان وذوي الإعاقة ورعاية كبار السن، وإدماج هؤلاء في مجتمعهم.
وبَيّنَ الأستاذ طارق العموش أن التغيير الإيجابي الذي تسعى إليه المجتمعات مرهون بشكل كبير بواقع المرأة ومدى تمكنها من القيام بأدوارها في المجتمع، لكونها تشغل دوراً أساسياً في بناء الأسرة ورعايتها، بالإضافة إلى أدوارها في المجتمع المتمثلةِ في الرعاية والدعم، والتعليم، والعمل، مبيناً أهمية تعزيز دور المرأة الاجتماعي ومساندتها بشكل مستمر وتذليل الصعوبات أمامها.
وأشارت الباحثة نداء الخزعلي إلى النساء العاملات في القطاعات غير المنظمة في الألوية الأكثر احتياجاً والانتهاكات التي يتعرضن لها، مؤكدة ضرورة العمل على نشر الوعي بقانون العمل والتشريعات والأنظمة الخاصة بحقوق العمال.
وأوضح رئيس اللجنة الوطنية الأردنية للقانون الدولي الإنساني الأستاذ مأمون الخصاونة أن الأردن صادق على اتفاقية القانون الدولي الإنساني، والتي تهدف إلى حماية المرأة والأطفال من الانتهاكات خلال النزاعات المسلحة، مبيناً أهمية التوعية الأمنية للنساء ومعرفة حقوقهن وواجباتهن من منظور أمني.
وأشادت رئيسة مجلس إدارة جمعية سيدات الأعمال البحرينية الأستاذة أحلام الجناحي بالمرأة الأردنية وما وصلت إليه خلال الأعوام الماضية من مشاركة فاعلة في التنمية. وأشارت من جهة أخرى إلى دور جمعية سيدات الأعمال البحرينية باعتبارها أول جمعية خليجية تأسست للاهتمام بجميع القضايا المتعلقة بالمرأة.
وبينت مستشارة المشاريع التنموية والدولية د.أسماء العبدالله اهتمام بعض القطاعات الحكومية والمؤسسات الحكومية بمفاهيم النوع الاجتماعي وإدخالها إلى بيئة العمل من خلال إيجاد أقسام تكافؤ الفرص لتمكين المرأة، وإيجاد سياسات للنوع الاجتماعي، وعمل تدقيق تشاركي للنوع الاجتماعي.
هذا وجرى نقاش موسع بين المتحدثين والحضور حول القضايا التي طُرحت.
يمكن متابعة التسجيل الكامل لوقائع هذا اللقاء بالصوت والصورة من خلال الموقع الإلكتروني لمنتدى الفكر العربي www.atf.org.jo وقناة المنتدى على منصة YouTube.