د.محمد أبو حمّور يشارك في مؤتمر التجديد الفكري العربي بتونس
أبو حمّور: الحديث عن التجديد الفكري العربي يتطلب الإصلاح الثقافي أساساً لكل إصلاح
أبو حمّور: غياب الرؤية الواضحة والشاملة أدت إلى عدم تطوير الهوية والثقافة والمواطنة الفاعلة
أبو حمّور: ضرورة وجود مشروع عربي نهضوي في ظل التطور والحداثة ومواجهة الغزو الثقافي
تونس – شارك الأمين العام لمنتدى الفكر العربي والوزير الأسبق د.محمد أبو حمّور في المؤتمر الذي نظمه المعهد العالمي للتجديد العربي بالتعاون مع منظمة "تونيفيزيون" وعدد من المؤسسات الوطنية الفكرية والجامعية التونسية حول التجديد الفكري العربي، و تحت شعار "التجديد العربي، مشروع لفكر عربي حديث"، خلال الفترة (7-10/11/2021).
وفي تعقيبه على المؤتمر قال د. محمد أبو حمّور: إن الحديث عن التجديد الفكري العربي يقود إلى الدعوة للإصلاح الثقافي، فنحن نتحدث عن أساس لا بد منه لكل إصلاح وإعادة بناء في كل مجال من مجالات الحياة، أكان في الاقتصاد أم في السياسة أم في المجتمع والتنمية ككل.
وأشار د. أبو حمّور إلى أن العمل الثقافي ضمن هذا الإطار عمل مؤسسي متكامل على مستوى الدول، وضمن الإطار الإنساني الأشمل، وهو حصيلة مساهمات من أطراف متنوعة، ينبغي أن تُصاغ في إطار استراتيجيات وخطط قادرة على التفاعل مع البيئة الاجتماعية بمختلف مكوناتها؛ ومن هنا فإن ضعف أي حلقة من حلقات هذا العمل وتجلياته يحدث ثغرات والتواءات تقلل من فاعلية عناصر الثقافة والفكر ومقوماتها التنموية، سواء على المستوى القطري أو القومي.
وبيّن د. أبو حمّور أن التحديات التي يمر بها الفكر العربي الحديث عديدة منها غياب الرؤية الواضحة والشاملة التي أدت إلى عدم تطوير الهوية والثقافة والمواطنة الفاعلة، الأمر الذي انعكس على الكفاءة التنموية للمجتمعات وأصابها بالقصور في مختلف جوانبها، وجعل الفكر والثقافة مستبعدين نتيجة الأزمات والتحديات الخارجية والداخلية، ومحاولات احتواء الفكر العربي الثقافي وتلوينه بالأغراض السياسية والمصلحية الآنية، والأزمات والصراعات والانقسامات الداخلية عربياً، والتي أدت بدورها إلى أزمة ثقافية وفكرية تعيشها المجتمعات العربية تتعلق بالهوية وتفكك البنى الاجتماعية، وعدم وجود استراتيجيات واضحة للتعامل مع التحديات المفروضة والتغيرات السريعة في العالم، ووجود الفجوة العلمية والتكنولوجية بين الدول العربية والدول الغربية، التي وضعت المنطقة العربية بصورة التبعية الدائمة لكل ما تقدمه الدول المتقدمة.
وأكد د. أبو حمّور ضرورة وجود مشروع عربي نهضوي لا يختص بقطر عربي واحد دون سواه، بل يُعنى بجميع الدول والأقطار العربية وينبثق منه فكر عربي حديث في ظل التطور والحداثة، عبر آليات فكرية وسياسية وإعلامية وثقافية مختلفة، تكون قادرة على مواجهة الغزو الثقافي الغربي، وتهيئة البيئة الإبداعية للعلماء والمفكرين والباحثين، وإعطائهم حرية البحث والتفكير والعمل، وتقديرهم من خلال المساهمة بنشر أعمالهم والتعريف بهم، ودعم المؤسسات الثقافية لهم. ومراجعة الخطاب الإعلامي العربي في عصر العولمة وتطويره ليتماشى مع القيم الثقافية العربية والهوية الحضارية، والدفاع عن اللغة العربية والحفاظ عليها وجعلها لغة الخطاب الإعلامي والرسمي بين الدول العربية باعتبارها تمثل هوية الأمة الثقافية، وفهم التراث العربي وتجديد الصلة به، وإعادة قراءته قراءة نقدية وتحويله إلى عنصر قوة وارتكاز وحماية في تجديد الثقافة.
والجدير بالذكر أن المؤتمر يهدف إلى الارتقاء بالاستجابة العربية إلى مستوى تحديات عالم يتميز بالتغير والتحول، من أجل بناء مستقبل يؤمن الشروط الضرورية لتجديد والارتقاء الحضاري.