دور المثقفين "الإنتلجنسيا الأردنية" نحو المئوية الثانية للدولة
د. خمش: النخب المثقفة في المجتمع تقوم بعقلنة القرار المجتمعي وحل مشاكل المجتمع
د. أبوحمّور: مسؤولية مضاعفة للمواطن المتعلّم والمثقف في بناء الوطن ومؤسساته
د.مبيضين: لا بد من تطوير المسارات الديمقراطية لتفعيل الدور السياسي للنخب المثقفة
د.أبوعودة: توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لتواصل النخب االمثقفة مع المجتمع
عمّان - عقد منتدى الفكر العربي، يوم الأربعاء 26/05/2021، لقاءً حوارياً عبر تقنية الاتصال المرئي، حول دور المثقفين أو "الإنتلجنسيا" في الأردن نحو المئوية الثانية للدولة الأردنية، حاضر فيه د.مجد الدين خمش البروفسور في علم الاجتماع والسياسات الاجتماعية. وشارك بالمداخلات في اللقاء الذي أداره وشارك فيه الوزير الأسبق وأمين عام المنتدى د.محمد أبوحمّور، كل من: د.مهند مبيضين، أستاذ التاريخ الحديث في الجامعة الأردنية ومدير عام مركز التوثيق الملكي الهاشمي الأردني، والأكاديمية د. نادية أبو عوده نائب رئيس المجلس العربي للأكاديميين والكفاءات.
بيّن المُحاضِر د.مجد الدين خمش أن مصطلح "الإنتلجنسيا" يُعبّر عن النخبة الثقافية في المجتمع التي تقوم بعقلنة القرار المجتمعي، وحل مشاكل المجتمع ومتابعة قضاياه، وتفعيل دور الإدارات العامة ودعم إنجازها، من أجل بناء مئوية جديدة مزدهرة في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.
وأوضح د.خمش دور التعدّدية السكانية في الأردن في إثراء النسيج الوطني والإنجاز الحضاري، وتحقيق عدالة التمثيل السياسي، إضافة إلى دور تعددية التيارات الثقافية السياسية في التطوير والتغيير، من خلال تحليل عوامل تشكّل الواقع ووضع برامج عمل مقتَرَحة من أجل تطوير المجتمع بأكمله وخدمة مصالحه.
وأشار د.خمش إلى الأوراق النقاشية الملكية التي رسّخت الديمقراطية كأسلوب حياة للمواطن الأردني، إضافة إلى وضعها لنموذج المواطنة الفاعلة الهادفة إلى إثراء الحياة السياسية والثقافية الوطنية، ودعم اهتمام المواطنين بالقضايا العامة. وتتحقق هذه المواطنة من خلال المشاركة الفاعلة، ودعم الحكومة وأجهزتها، والتسامح وتقبّل التنوع كدعامة للديمقراطية تمنحها صفتها الأساسية.
وأكّد المتداخلون من جانبهم أهمية تفعيل دور النخبة المثقفة في مجال السياسات، خاصة لما للنخبة من خلفية أكاديمية متميزة تؤهلها لتحمّل مسؤولية مضاعَفة في بناء الوطن ومؤسساته والحفاظ على مكتسباته من خلال دعم السياسات العامة، وبلورة الاستراتيجيات، ووضع الخطط والبناء عليها، إضافة إلى عقلنة السياسات المجتمعية، مما يتطلب تطوير المسارات الديمقراطية والنهضوية بشكل سليم . وأشار بعض المتداخلين إلى أهمية توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في تواصل فئة المثقفين مع المجتمع، خاصة الجيل الجديد، من أجل تقديم فعّال ومدروس لما لديها من توجيهات وتوعية ودعوة إلى النظرة الشمولية، وإيثار المصلحة العامة ومصلحة الوطن على المصالح الشخصية.
التفاصيل:
بيّن د.مجد الدين خمش البروفيسور في علم الاجتماع والسياسات الاجتماعية، أن مصطلح "الإنتلجنسيا" يُعبّر عن النخبة الثقافية في المجتمع أي أهل الفكر والمعرفة والرسالة الاجتماعية التنويرية. وتشمل الإنتلجنسيا الأردنية المثقف الأردني النخبوي سواء أكان من العاملين في صناعات الإعلام الجماهيرية المختلفة أو في المهن الأكاديمية أو في منظمات الكُتّاب والأدباء والمؤسسات الفكرية والثقافية، إضافة إلى المواطن المثقف الفاعل المشارك في التغيير والتطوير سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، مشيراً إلى أن الإنتلجنسيا تقوم على عقلنة القرار المجتمعي وحل مشاكل المجتمع ومتابعة قضاياه، وتفعيل دور الإدارات العامة ودعم إنجازها نحو بناء مئوية جديدة مزدهرة في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.
وأوضح د.خمش دور التعدّدية السكانية في الأردن في إثراء النسيج الوطني، والإنجاز الحضاري، وتحقيق عدالة التمثيل السياسي، إضافة إلى دور تعددية التيارات الثقافية السياسية في التطوير والتغيير الإيجابي، من خلال تحليل عوامل تشكّل الواقع ووضع برامج عمل مقتَرَحة من أجل تطوير المجتمع بأكمله وخدمة مصالحه. ومن هذه التيارات ثقافة السلطة السياسية، والثقافة الأدبية اللغوية، وثقافة العلوم الطبيعية والطبية، وثقافة العلوم الاجتماعية، والثقافة السيبرانية التقنية.
وأشار د.خمش إلى الأوراق النقاشية الملكية التي رسّخت مفهوم الديمقراطية كأسلوب حياة للمواطن الأردني، ودعمتْ مكوّنات الهُوية الوطنية الأردنية الجامعة، إضافة إلى وضعها لنموذج المواطنة الفاعلة الهادفة إلى إثراء الحياة السياسية والثقافية الوطنية، ودعم اهتمام المواطنين بالقضايا العامة. وتتحقق هذه المواطنة من خلال المشاركة الفاعلة ودعم الحكومة وأجهزتها، والتسامح وتقبّل التنوع والآخر المختلف في الرأي أو العرق أو الدين أو الجندر أو الطبقة الاجتماعية؛ كدعامة للديمقراطية تمنحها صفتها الأساسية.
وأكّد د.خمش ضرورة الاهتمام بالتربية الوطنية لغرس حب الوطن والانتماء إليه، والإخلاص إلى مصالحه الحقيقية، من خلال تدريس مواد مناسبة في التربية الوطنية في مختلف المراحل الدراسية، إضافة إلى تطوير أساليب تدريس هذه المواد من أجل ترسيخ سلوكيات المواطنة الصالحة.
وقال الوزير الأسبق وأمين عام منتدى الفكر العربي د.محمد أبوحمّور: إن قيادة الأردن منذ سنواته الأولى في عهد الإمارة كانت تعمل على رفع المستوى التعليمي والثقافي للشعب، لأنها أدركت أن التعليم هو الطريق الأمثل لبناء الوطن، خاصة مع محدودية موارده مما يجعل الإنسان فيه هو الثروة وأساس التقدم والتنمية. ولذلك تركزت جهود الدولة الأردنية منذ بداياتها على نشر التعليم والثقافة من خلال بناء المدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية، إضافة إلى رعاية المثقفين والكُتّاب والمبدعين.
وأشار د.أبوحمّور إلى أن الأردن يتميز بأنه من أكثر الدول العربية في نسب المتعلمين من أبنائه، مما يعني أن مسؤولية المواطن الأردني المتعلّم والمثقف هي مسؤولية مضاعَفة في بناء الوطن ومؤسساته والحفاظ على مكتسباته. ويشمل هذا الدور مختلف القطاعات الحيوية، ويكون فاعلاً عن طريق الانخراط في المجتمع والتفاعل الحقيقي مع قضاياه وتطلعاته في مختلف ميادين التنمية والبناء الوطني.
وبيّن د.مهند مبيضين أستاذ التاريخ الحديث في الجامعة الأردنية ومدير عام مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي، أن تأثير النخب الأردنية المثقفة في السياسة ما يزال قليلاً على الرغم من إسهامها في إنشاء ثلاثة روافد خلال المئوية الأولى للدولة، وهي التعليم ومؤسسات التعليم، والجيش والأمن الوطني ومؤسساتهما، إضافة إلى نخبة البيروقراط الأردني التي تَنتَج عن العمل داخل الدولة ومؤسساتها.
وأكّد د.مبيضين أهمية تفعيل دور النخب المثقفة في مجال السياسة، خاصة لما لها من خلفية أكاديمية متميزة تؤهلها لدعم السياسات العامة، وبلورة الاستراتيجيات ووضع الخطط والبناء عليها بما يتحقق من إنجازات، إضافة إلى عقلنة السياسات، مما يتطلب تطوير المسارات الديمقراطية والنهضوية بشكل سليم.
وأوضحت د.نادية أبوعودة نائب رئيس المجلس العربي للأكاديميين والكفاءات، أهمية استخدام الوسائل التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي في التواصل بين المثقفين والمجتمع وخاصة الجيل الجديد، من أجل تقديم مضمون فعّال ومدروس، لما لدى هذه النخبة من توجيهات وتوعية ودعوة إلى النظرة الشمولية وإيثار المصلحة العامة ومصلحة الوطن على المصالح الشخصية.
ودعَتْ د.أبو عودة إلى إجراء دراسة واقعية موجَّهة للمثقفين مبنية على استبانة دقيقة تهدف إلى التوصل للمعيقات التي تحدّ من دور الفئة المثقفة، من أجل الخروج بتوصيات وحلول ضمن الأطر التي تصبّ في مصلحة الوطن، إضافة إلى إجراء دراسة أخرى موجَّهة للطلاب وعامة الشعب من الذين يحضرون الندوات والمحاضرات عن بُعد حول الجوانب الثقافية المستفادة من هذه الندوات والمحاضرات سواءً أكانت منظَّمة من قِبَل مؤسسات ثقافية أو جامعات من أجل تحقيق تغذية راجعة تُنمّي هذه الأنشطة الثقافية بما يعود بالنفع على المهتمين بها .
يذكر أن وقائع هذا اللقاء تبثّ بالصوت والصورة من خلال قناة منتدى الفكر العربي على منصة YouTube، وعلى الموقع الإلكتروني للمنتدى www.atf.org.jo.