EN | AR
بمناسبة يوم المرأة العالمي: إعلاميات وأكاديميات عربيات يناقشن قضايا المرأة العربية في ظل جائحة كورونا
الخميس, مارس 18, 2021

بمناسبة يوم المرأة العالمي

إعلاميات وأكاديميات عربيات يناقشن قضايا المرأة العربية في ظل جائحة كورونا

د.أبوحمّور: مشاركة المرأة في قوى العمل يتطلب التزاماً أخلاقياً وإنسانياً بتعليمها وتأهيلها وتدريبها

القدسـي: التقييمات الدوليـة لوضع المرأة تعتمد على تقييـم كمّي للمساواة بيـن الجنسيـن

 التركـي: ضرورة وضع خطط محليـة للتعامل مع تراجع حقوق المرأة العربية بسبب الجائحـة

نبيـل: لا بـد من تسليـط الضـوء إعلامياً على العنف ضــد المرأة وتوفير الحمايـة لها

لطفي: دعم المرأة في الجانب الاقتصادي بحاجة إلى مساعدات وحوافز مخصصة لاحتياجاتها

د.الريـاحي: المساواة بين الجنسين تشمل توزيع الأدوار الاجتماعية بشكل عادل بينهما

الصايغ: يجب أن نحوّل هذه الأزمة إلى فرصة نحو إعادة بناء الأنظمة الاجتماعية في بلداننا

 مجلـي: علينـا استغلال المنظومة الاتصالية الجديـدة فـي التطرق لقضايـا المرأة الحيوية

 

عمّان- ناقش عدد من الإعلاميات والأكاديميات العربيات قضايا المرأة العربية في ظل جائحة كورونا، في لقاء عبر تقنية الاتصال المرئي، نظمه منتدى الفكر العربي يوم الخميس 11/03/2021. وشارك في اللقاء، الذي أداره الوزير الأسبق وأمين عام منتدى الفكر العربي د.محمد أبوحمور، كل من: هبة القدسي مديرة مكتب صحيفة "الشرق الأوسط" بواشنطن، نادية التركي مؤسِّسة ورئيسة الأكاديمية الدولية للإعلام والدبلوماسية بلندن، شيرين نبيل كبير مقدّمي البرامج في شبكة "صوت العرب"/الإذاعة المصرية، الدكتورة إيمان الرياحي أستاذة أولى مميزة في الفلسفة وكاتبة من تونس، منال لطفي مديرة مكتب صحيفة "الأهرام" المصرية بلندن، مي الصايغ مسؤولة الإعلام والتواصل لخطة الاستجابة لأزمة اللاجئين السوريين بلبنان، جُمان مجلي الإعلامية والناشطة الاجتماعية من الأردن.

أكّدت المشاركات أن المناداة بحقوق المرأة يدور حول تكافؤ الفرص بينها وبين الرجل في المجالات كافة، حيث إن المرأة شريك كامل الأحقية والأهلية مع الرجل في بناء المستقبل وصنع القرار، كما أن المساواة بين الجنسين أساس تحقيق التنمية المستدامة وإحلال السلام والأمن المجتمعي. وأشارت بعض المشاركات إلى أن دعم المرأة اقتصادياً في ظل جائحة كورونا يتطلب منحها مساعدات وحوافز مخصصة لاحتياجاتها، كما يجب بناء أنظمة اجتماعية تحمي المرأة اللاجئة والنازحة التي تمر بظروف قاسية من جراء سوء الخدمات الأساسية في الصحة والتعليم والغذاء والملاذ الآمن، ومحدودية آليات الحماية، مما يزيد من حدة تبعات الوباء عليها. وناقشت المشاركات أهمية تحقيق المساواة الاجتماعية بين الجنسين وإعادة توزيع الأدوار الاجتماعية بينهما، إضافة إلى تسليط الضوء إعلامياً على قضايا المرأة العربية، خاصة في مسائل العنف الذي تتعرض له، واستغلال منظومة الاتصال الجديدة في ذلك لتأثيرها الكبير على المتلقي.

التفاصيل:

قال الوزير الأسبق وأمين عام منتدى الفكر العربي د.أبوحمّور في كلمته التقديمية: إنه يجب تمكين المرأة وتفعيل دورها من خلال مشاركتها في قوى العمل، والالتزام بمنظور أخلاقي وإنساني بتعليمها وتأهيلها وتدريبها، وتحريرها من أشكال العوائق والقيود التي تحول دون هذه المشاركة؛ فلا بد من أن نقارب الواقع ونشخّص أسباب المشكلات والمعاناة قبل أن نضع الحلول لقضايا المرأة، التي هي أزمات مجتمعية لا تنفصل عن قضايا المجتمع نفسه، وذلك حتى تكون الحلول مبنية على فهم الواقع ومعطياته وقابلة للتطبيق وتحقيق ما نطمح إليه في قطاع المرأة والقطاعات كافة في النهوض والتنمية الحقيقية.

وأشار د. محمد أبوحمّور إلى أن أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها الأمم المتحدة عام 2015 ركزت على تحقيق المساواة بين الجنسين كأساس من أسس تحقيق التنمية المستدامة وإحلال السلام والأمن المجتمعي، وهذا يعني "توفير التكافؤ أمام النساء والفتيات في الحصول على التعليم، والرعاية الصحية، والعمل اللائق، والتمثيل في العمليات السياسية والاقتصادية واتخاذ القرارات لتحقيق التنمية الاقتصادية في المنطقة العربية"؛ إذ إن المرأة شريك كامل الأحقية والأهلية مع الرجل في بناء المستقبل، وينسجم ذلك مع الشرائع السماوية والمواثيق والاتفاقات الدولية.

وبيّنت هبة القدسي مديرة مكتب صحيفة "الشرق الأوسط" بواشنطن أنّ التقييمات الدولية لوضع المرأة في دولة ما تعتمد على تقييم كمّي للمساواة بين الجنسين في مجال العمل والتعليم والصحة والاقتصاد، وتُحصي هذه التقييمات عدد السيدات في الوظائف الحكومية والبرلمانية. ولكن مسألة المناداة بحقوق المرأة وتمكينها ليست صراعاً على منصب أو وظيفة، وإنما صراع على تكافؤ فرص الوصول إلى هذه المناصب والوظائف أمام الرجل والمرأة على حد سواء، إضافة إلى تحقيق الحرية والأمن والأمان واستقلال المرأة، حيث لا يكون هذا الاستقلال مشروطاً بوجود الرجل أو حمايته سواء اجتماعياً أو اقتصادياً.

وأشارت نادية التركي مؤسِّسة ورئيسة الأكاديمية الدولية للإعلام والدبلوماسية بلندن إلى أن تراجع حقوق المرأة العربية نتيجة أحداث الربيع العربي وجائحة كورونا قوبل بدراسات وأرقام لم تغيّر من الواقع شيئاً، مما يُبرز ضرورة تفعيل دور الإعلام والأكاديميا في نشر التوعية حول واقع المرأة العربية، ووضع استراتيجيات محلية تعمل على التعاون مع الجهات المعنية في قضايا المرأة من أجل التعامل مع الوضع الحرج الذي تعاني منه ومعالجته وتخطيه.

وأوضحت شيرين نبيل كبير مقدّمي البرامج في شبكة "صوت العرب"/الإذاعة المصرية أنه على الرغم من ازدياد معدلات العنف ضد المرأة خلال فترات الحجر الصحي، إلا أن معظم النساء المُعنّفات لا يعترفن بتعرضهن للعنف، والذي زاد من شدّته الضغوط الاقتصادية التي تعاني منها الأسر في ظل الجائحة من فقر وبطالة وانعدام الدخل. ولذلك من الأهمية بمكان تسليط الضوء إعلامياً على العنف ضد المرأة بشكل كافٍ، وتوفير مراكز الحماية والدعم للنساء المُعنّفات، وإدماج المنظمات النسائية في صميم تدابير الاستجابة للتعافي من الآثار السلبية لجائحة كورونا.

وأكّدت منال لطفي مديرة مكتب صحيفة "الأهرام" المصرية بلندن أنّ الآثار الاقتصادية للجائحة مُضاعَفة لدى شريحة النساء، حيث إنهن يشغلن وظائف غير ثابتة ويعملن في القطاعات غير الرسمية بنسبة أعلى بكثير من الرجال، إضافة إلى أن التقديرات على الصعيد العالمي تشير إلى أن النساء مُعرَّضات لخطر فقدان الوظائف بنسبة 17% أكثر من الرجال. ولذلك فإن سياسات دعم المرأة في القطاعات الاقتصادية المختلفة يجب أن يتم من خلال دعم القطاعات التي تتكون من نسبة عالية من العمالة النسائية بمنحها أولوية استئناف العمل، وعبر منح النساء مساعدات وحوافز مخصصة لاحتياجاتهن وليس عبر مساعدات عامة تحت فلسفة "مقاس واحد يناسب الجميع".

وبيّنت أستاذة الفلسفة والكاتبة التونسية د.إيمان الرياحي أن الدراسات والفلسفات النسوية السابقة ركّزت على الحقوق المدنية للمرأة، وتحقيق المساواة بينها وبين الرجل في الفضاء العام؛ فتقاسما المهام العلمية والاقتصادية والسياسية، لكن تم في المقابل إهمال المساواة في مسألة الأدوار الاجتماعية بين الجنسين، مما أدى إلى ضعف وتوتر العلاقات الأسرية بين المرأة والرجل كما برز مع الحجر الصحي بسبب الجائحة، مما يدعونا إلى إعادة النظر إلى الأدوار الاجتماعية وإعادة تقسيمها وتوزيعها بشكل عادل لا يُثقل كاهل المرأة.

وأشارت مي الصايغ مسؤولة الإعلام والتواصل لخطة الاستجابة لأزمة اللاجئين السوريين بلبنان إلى أن جائحة كورونا أعادت عقارب الساعة إلى الوراء في العالم العربي، فقد بتنا نناقش القضايا والحقوق الأساسية للمرأة عوضاً عن تعزيز دورها في صنع القرار، ومحاربة العنف الصامت والتمييز الذي تتعرّض له في المراكز القيادية. مما يوجب أن نحوّل هذه الأزمة إلى فرصة لنعيد بناء الأنظمة الاجتماعية في بلداننا العربية بطريقة تعزز المساواة الجندرية وتحمي المرأة، خاصة المرأة اللاجئة والنازحة؛ إذ واجهت فئة النساء اللاجئات والنازحات تحديات شاقّة بسبب الجائحة من جراء سوء توفير المياه والخدمات الصحية، ومحدودية آليات الحماية في هذا المجال، مما يزيد من حدة تبعات الوباء عليهن.

وأوضحت الإعلامية والناشطة الاجتماعية الأردنية جمان مجلي أن الإعلام اليوم ينقسم إلى منظومتين: منظومة الإعلام التقليدي ومنظومة الاتصال الجديدة، ولكل منها متابعوها والمتأثرون بها، مع أن التأثير الأكبر أصبح للمنظومة الاتصالية الجديدة بتنوعها وتعددها وتعقيداتها. ومن هنا يجب استغلال هذه المنظومة في التطرق إلى قضايا المرأة الحيوية مثل العنف، والطلاق، والحضانة، والتعليم، والوصول إلى المراكز القيادية، ثم الانتقال من تحليل هذه المشاكل ووضعها أمام الرأي العام وصانعي القرار إلى إيجاد حلول حقيقية، وتحقيق شعار المساواة والعدالة في الفرص والمشاركة في العمل والإنتاج.

يذكر أن وقائع هذا اللقاء تبث بالصوت والصورة من خلال قناة منتدى الفكر العربي على منصة YouTube، وعلى الموقع الإلكتروني للمنتدى www.atf.org.jo .

 

exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©