د. محمد أبو حمّور يترأس جلسة عن التعليم في مؤتمر "القدس: تحديات الواقع وإمكانات المواجهة"
د. أبوحمّور: القدس وهويتها العربية والإسلامية جوهرة ضمير الأمّة والهاشميين في رعايتهم لها
د. أبوحمّور: التعليم والثقافة العربية في القدس ركائز للوعي والصمود ومقاومة محاولات التهويد
د. أبوحمّور: منتدى الفكر العربي يعمل على الإسهام في بلورة رؤية لتنمية الأوقاف في القدس
عمّان- قال د. محمد أبوحمّور الأمين العام لمنتدى الفكر العربي : إن الأخطار المحدقة بفلسطين، بما في ذلك الأخطار على القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، والشعب الفلسطيني وأجياله مع استمرار وتيرة الصراع والتعنت الإسرائيلي إزاء الوصول إلى الحل السلمي العادل والشامل، والاستمرار في سياسات العقاب الجماعي للفلسطينيين بمختلف أشكاله، والتهجير والتهويد، والإفراط في استخدام العنف المسلح والاعتقالات للمدنيين، كل ذلك يفرض علينا أن نتعامل مع ما يفرضه الصراع من تحديات بتكثيف الجهد وتوحيده في العمل على استراتيجية للمحافظة على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتأكيد هويته الثقافية والحضارية التي تتعرض لحرب شرسة هي الأخرى بهدف اقتلاعها ومحوها.
جاء ذلك خلال مشاركة د. أبوحمور في مؤتمر "القدس: تحديات الواقع وإمكانات المواجهة" الذي ينظمه في عمّان المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومؤسسة الدراسات الفلسطينية والجامعة الأردنية التي يعقد في رحابها، وترؤسه جلسة بعنوان "التعليم في القدس: فضاء للسيطرة/ المقاومة" شارك فيها الباحثان جوني منصور وأنوار قدح، وذلك بعد ظهر يوم الأحد 16/6/2019، والتي أشار فيها إلى أن القدس ومقدساتها وهويتها العربية والإسلامية ستظل جوهرة ضمير الأمّة والهاشميين في رعايتهم الموصولة لها، وأمانة في أعناق كل المخلصين من أبناء الأمّة والمناصرين للعدل والكرامة الإنسانية في كل مكان.
وأضاف د. أبوحمور أن المقدسات في القدس والتعليم والثقافة العربية هي ركائز للهوية والوعي الجمعي. ومن هنا نرى المحتل يحاول بشتى السبل تفكيك هذه الركائز والعمل على إخماد ما تنتجه من معطيات الصمود ومقاومة التغييب للوجود العربي وجذوره في بيت المقدس، وبالتالي استلاب التاريخ والحاضر والمستقبل لصالح الأسرلة والتهويد، ومن خلال إجراءات تعسفية تطال المؤسسات التعليمية والمدارس والمعاهد والجامعات بالإغلاق، والمناهج بالتغيير والتحوير، وحتى الحيلولة دون وصول الطلبة والمدرسين العرب إلى مدارسهم وجامعاتهم والاعتقالات في صفوفهم. وكل ذلك يصب في محاولات مستميتة لتفريغ القدس من أهاليها وسكانها العرب، لتكون عاصمة لإسرائيل وحدها.
وأشار د. أبو حمور في هذا الصدد إلى جهود منتدى الفكر العربي من خلال برنامج "القدس في الضمير" الذي يتبناه المنتدى بمبادرة من رئيسه سمو الأمير الحسن بن طلال والشيخ محمد علي شمس الدين قبل أكثر من ثلاثة عقود، إلى الإسهام فكرياً وعبر البحوث والدراسات والأنشطة الأخرى من مؤتمرات وندوات ومحاضرات، لإبقاء جذوة الوعي مضيئة في ضمير الأجيال العربية والإسلامية وفي الضمير العالمي إزاء القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، مما يُسهم أيضاً في تعزيز الصمود العربي المقدسي والفلسطيني، وتأكيد الحقوق العربية في هذه المدينة المقدسة، في مواجهة تحديات الاستيطان الصهيوني والطمس والتهويد والتهجير والاستيلاء على أملاك العرب دون أي حق من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فضلاً عن التوعية بخطورة الانتهاكات المستمرة للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وانعكاساتها على مختلف الصعد وعلى السلم والاستقرار في المنطقة والعالم.
وقال د. أبوحمور: إن المنتدى يعمل على بلورة رؤية لتنمية وتطوير الأوقاف في القدس، والإسهام في التأطير الفكري للمساعدة في تفعيل الوسائل الدبلوماسية والقانونية في المحافل الدولية تجاه قضايا الكرامة الإنسانية للمواطنين العرب المقدسيين وحقوقهم المشروعة في التعليم والعمل والرعاية الصحية والسكن، والمحافظة على مواردهم الاقتصادية وممتلكاتهم الوقفية والعقارية؛ مشيراً إلى الأنشطة العلمية التي قام بها خلال العشر سنوات الماضية، ومن أهمها: ندوة "القدس في الضمير" (3-4/3/2009) بمناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية، وندوة "البُعد الإنساني لتاريخ مدينة القدس" (12/2/2013)، والمؤتمر العلمي الدولي: "الأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس" (25-26/11/2013)، وندوة "القدس وأوقافها: مستجدات الأوضاع القانونية والإنسانية والديمغرافية" (20/4/2015)، وندوة "الأوقاف الذُّريّة في القدس" (17/11/2016)، والندوة النقاشية "مستقبل القضية الفلسطينية في إطار المشرق العربي" (20/2/2018). وقد نشرت أعمال هذه الأنشطة في كتب، وكذلك من خلال أعداد خاصة من مجلة "المنتدى" الثقافية الفكرية.
كما رعى المنتدى ورئيسه سمو الأمير الحسن بن طلال حفل إطلاق "الموسوعة الفلسطينية" باللغة الإنجليزية للمؤرخ د. محمد هاشم غوشه عضو المنتدى (14/1/2019)، وأصدر بيانات حول عدد من الأحداث والتطورات في القدس، أبرزها: البيان حول الاعتداءات الإسرائيلية على القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، و"نداءً من أجل القدس" الذي عبَّر عن الإدانة الشديدة لمنع المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى وإغلاقه من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ونداء إلى الإدارة الأمريكية حذر فيه من تبعات الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل وقرارها نقل السفارة الأمريكية إليها.