الفنان زهير النوباني يحاضر في منتدى الفكر العربي
حول الدراما بين الواقع والمأمول
النوباني: الدراما تؤثر وتتأثر بفعاليات المجتمع الثقافية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية
النوباني: الدراما أحد أشكال الفكر الإنساني في معالجة قضايا الواقع والتعبير عنها
النوباني: آن الأوان لمؤتمر وطني من أجل استراتيجية ثقافية فنية جديدة تعيد للدراما مكانتها
د. أبوحمور: أوضاع الدراما بأشكالها المختلفة وقضاياها من صلب الحالة الثقافية العربية
د. أبوحمور: ضرورة دعم الفن والفنانين والكُتَّاب وتكامل الأدوار بين الفكر والفن والإعلام
عمّان – استضاف لقاء منتدى الفكر العربي، مساء الأحد 4/11/2018، الفنان الأردني زهير النوباني في محاضرة ألقاها بعنوان "الدراما بين الواقع والمأمول"، تناول فيها تاريخ ظهور الدراما التلفزيونية في الأردن ونموّها ونكوصها، كما قدم تحليلاً حول التأثير الجماهيري للدراما، وعلاقة الإنتاج الدرامي بالاقتصاد، مبيناً أهمية إعادة الدراما إلى دورها وتأثيرها.
أدار اللقاء الأمين العام لمنتدى الفكر العربي د. محمد أبوحمور، الذي أشار في تقديم المحاضرة إلى أن الحديث عن أوضاع الدراما بأشكالها المختلفة وقضاياها، هو حديث في صلب الحالة الثقافية العربية، نظراً لارتباط المسرح والتلفزيون والسينما والإذاعة وغيرها من الوسائط الحديثة بالتعبير عن الوضع العام في حياة المجتمعات وتطورها الحضاري والثقافي.
وأشار د. أبوحمور في هذا الصدد إلى أن منتدى الفكر العربي يعطي الفكر الفني مساحة تليق به في أنشطته ومشاريعه، تأكيداً على أهمية تكامل الأدوار بين الفكر والفن والإعلام في بث الوعي والتنوير، وتنمية الذوق الجمالي، ورعاية الإبداع، واستعادة القيم النهضوية؛ داعياً إلى دعم الفن والفنانين والكُتَّاب وتنشيط الحياة الثقافية. ووصف تجربة الفنان زهير النوباني بأنها تمثل علامة فارقة في مسيرة الدراما الأردنية والعربية عموماً منذ بداياته في سبعينيات القرن الماضي.
ومن جهته، أكد الفنان زهير النوباني في محاضرته أن الدراما تؤثر وتتأثر بفعاليات المجتمع كافة، سواء الثقافية الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية ، أو على مستوى العلاقات الاجتماعية والعلاقة مع السلطة، وبين المجتمع وغيره من المجتمعات، وقد أصبحت الدراما أحد أشكال الفكر الإنساني في معالجة قضايا الواقع والتعبير عنها؛ داعياً إلى العمل على إقامة مؤتمر وطني من أجل وضع استراتيجية ثقافية فنية جديدة تعيد للدراما مكانتها.
وأشار في سياق الحديث عن تطور المسرح الأردني إلى دور المسرح الجامعي بالجامعة الأردنية وأسرة المسرح الأردني ومؤسسها المخرج المرحوم هاني صنوبر والفنان نديم صوالحة، في أواخر الستينيات وخلال السبعينيات، في رفد الدراما الأردنية بالكثير من المواهب الشابة التي أثبتت وجودها محلياً وعربياً، وكوَّنت بمجموعها رافداً من روافد الفن العربي المعاصر، ولا سيما في مجال الدراما التلفزيونية، وقد كان الإنتاج الدرامي الأردني في ذلك الوقت والذي كان يقوم به التلفزيون الأردني وشركات الإنتاج الأردنية يعتبر منافساً قوياً في الانتشار التلفزيوني على مستوى الوطن العربي، واستطاع هذا الإنتاج للمسلسلات والأعمال الدرامية أن يكون عاملاً رئيسياً في تحفيز الإنتاج التلفزيوني العربي في منطقة الخليج وغيرها.
كما أشار إلى أن حرب الخليج وتداعياتها في التسعينيات أوقفت هذا المد وهذا الازدهار الفني، فتوقف بالتالي الكثير من المشاريع الإنتاجية للدراما التلفزيونية محلياً، وتأثرت أوضاع الفنانين والكُتَّاب والتقنيين نتيجة ذلك مما دفع بعضهم إلى الهجرة أو نقل مركز عمله خارج الأردن. كما كان من أهم المشاريع التي تأثرت بالظروف السياسية مشروع المسرح اليومي.
وأوضح الفنان النوباني أهمية إعادة دور الدراما وتقدير دور الفن لما يمثله من قوة تعبير في نطاق الحياة الديمقراطية، وفي تنمية الفكر الذي يساهم في بناء الإنسان ويحفز على الحوار البنّاء والنقد الهادف.