EN | AR
"لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"
الاثنين, تموز 6, 2015
عمر زين

المشاركة فى ثورة (25 يناير) وفى ثورة (30 يونيو) فى مصر أمر يعتز به الإنسان فى مصر والأمة العربية، وقد نالت الثورتان إعجاب العالم كله، حيث كان المهم لشعب مصر فى تلك المرحلة النجاح بإطاحة نظام الاستبداد (عهد مبارك) الذى أفقر الناس، وكبت حرياتهم، فغابت العدالة الاجتماعية ومعها الكرامة الإنسانية، وعطل دور مصر العربى والافريقى والعالمى، وكان المهم أيضاً وأكثر الإطاحة بنظام استبدادى آخر حكم باسم الدين والأهل والعشيرة حاملاً ومطبقاً مفاهيم الإقصاء وتعطيل سيادة حكم القانون وصديقاً للصهيونية العالمية. ومن أجل ذلك خرجت الجماهير ملتفة حول الجيش المصرى البطل، وانتخبت الفريق عبد الفتاح السيسى رئيساً للجمهورية، ليعمل ويحقق مع الشعب المصرى شعارات الثوريين "عيش، حرية، عدالة اجتماعية، وكرامة إنسانية"، ولتستعيد مصر العروبة دورها الريادى العربى والأفريقى والدولى وفق خارطة طريق وافق عليها شعب مصر بالاستفتاء العام. وما أن بدأ السير فى تطبيق الخارطة بانجاز الدستور ووضع قانون للانتخاب الذى كان للمحكمة الدستورية العليا قرار بإبطال بعض المواد غير الدستورية منه، بدأت بالتوازى معركة التوحش والتطرف والإرهاب ضد الجيش والشرطة واقتصاد الدولة، وهذا لا يمكن إلا أن نضعه إلى جانب حل الجيش العراقى بقرار من "برايمر" فى أول دقيقة وصل فيها العراق خلال الغزوة الأمريكية لاحتلاله، ونضعه أيضاً إلى جانب ما يجرى فى سوريا منذ أكثر من أربع سنوات من إنهاك وقتل وهدم للبشر والحجر، وكل هذه الصورة نفهمها بأنها تنفيا لرغبة بن غوريون الذى أوردها بالنص فى كتابه الحروب العربية الإسرائيلية حيث جاء فيه: "لا تكمن عظمة إسرائيل فى قنبلتها النووية بل فى تفكيك ثلاث دول عربية مصر والعراق وسوريا".. وهذا ما ينفذ اليوم من قتل للضباط وأفراد من جيش وشرطة وقضاة، بل لشعب مصر، وضرباً لأمن هذا الشعب العظيم ولمؤسساته. ولكى نحمى الثورة وأهدافها، ونحمى مصر من هذه الهجمة البربرية على الجميع: 1- الالتفاف حول الجيش والشرطة ليحافظا على حياتكم أولاً وعلى حياة أبنائكم وأحفادكم ودولتكم ثانياً، ومنعاً من تفكيك الدولة وانهيارها واندثارها. 2- لا بد من الإدراك والوعى والحيطة بأن الأمة أمام معركة مصيرية تتطلب تضافر كل القوى الحية فى الأمة بل كل الأمة فكراً وعملاً حتى الانتصار، وممنوع الهزيمة أمام هذه الفئة الضالة والخائنة الإرهابية المتوحشة. من أجل ذلك لا بد من الانتباه الشديد لأن الدولة فى مصر يستهدفها إرهاب وعنف لأمنها واقتصادها ووحدة أراضيها ومؤسساتها، وبالتالى فإن الواقع اليوم فى مصر يتطلب وضع الأفكار والأفعال والتنظيم لخدمة معركتها مع الإرهاب ولا مجال على الإطلاق للترف الفكرى، والسفسطائية، والجدلية الخشبية، والتفتيش على جنس الملائكة. وعليه لا يجوز تصريح البعض بما يسمى تصحيح المسار فى ثورة مصر، لأن المسار ما زال فى أول مراحله ولا مجال للتقييم بعد. ولا يجوز القول بأن فى الوضع المصرى عودة إلى الوراء لأن فى ذلك تشكيكاً وزعزعة للثقة بالثورة ورجالها. ولا يجوز القول بأن الرئيس السيسى لا يريد أحزاباً ومن الثابت أن الأحزاب شاركت مشاركة أساسية فى خريطة الطريق وفى وضع الدستور وقانون الانتخاب. ولا يجوز القول أن الثورة انحرفت عن مسارها، والأمة اليوم بحالة حرب فعلية مع أعداء من الداخل والخارج. الثورة والإرهاب يتطلبان: - من الشباب: التجمع والتكتل والتنظيم والاستعداد للمعركة الانتخابية القادمة إلى جانب مشاركتهم فى الحرب ضد الإرهاب والعنف والتوحش والتطرف القائمة وذلك بكل الوسائل المتاحة. - من الأحزاب: تنظيم صفوفها وحشد طاقاتها والنزول من أبراجها العالية إلى الشعب لحشد كل إمكانياته فى المعركة المصيرية، وللتحضير الجدى إلى تنظيم جبهة وطنية داخلية اصبح من الضرورى قيامها، وعلى الأحزاب أن تكون بعيدة عن الأنانية الحزبية، متفقة على برنامج مرحلى يخدم الشعب، هذه الجبهة الكفيلة بابعاد أزلام نظام مبارك، ومنع توغل الإرهابيين فى العمق الشعبى، وإلا سينتصر عليكم الأزلام والإرهابيون. - من المفكرين والمحللين والمنظرين: إذا كان لديكم من قول فليكن الآن وليس غداً فى كيفية الحشد والمواجهة فى خدمة المعركة خاصة وأنها سوف تطالكم قبل عامة الشعب. - من قيادة الدولة: متابعة المعركة بكل القوة حتى الانتصار على التوحش والإرهاب، وتشجيع شباب الثورة على التجمع والتكتل ليشاركوا فى هذه الحرب، والمجالات واسعة جداً، ومواكبة كل ذلك فى تحضير وانجاز ما تتطلبه خارطة الطريق من تنفيذ ومتابعة لتحقيق اهداف الثورة من عيش كريم، وحرية، وعدالة اجتماعية، وديمقراطية، وسيادة حكم القانون، والمؤسسات. ونحن على يقين أن جيش مصر لن يهزم، ومن الصحيح القول بان من يشارك فى المعركة القائمة الآن سيكون فعلاً مشاركاً غير متفرج فى وضع خارطة الطريق حيز التنفيذ، ومن غير الجائز أن يقول البعض قاتلوا عنا ونحن نتفرج عليكم فى حين أن البعض الآخر يساعد فى زعزعة الثقة بكل شىء من الخطوط الخلفية للمواجهة عن وعى أو عن غير وعى. - ونقول نحن ما قاله الزعيم جمال عبد الناصر: "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة".

 

exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©