EN | AR
مصر تتقدم للأمام
السبت, تموز 11, 2015
السيدة سلوى المؤيد

عدت من مصر بعد أسبوعين قضيتهما في هذا البلد الحبيب إلى قلبي وقلب جميع العرب.. وشاهدت تطوراً كبيرا في المناطق التي كانت من قبل صحراوية خارج مدينة السادس من أكتوبر بينها وبين مدينة زايد.
وأجمل ما كان موجودا تلك المجمعات الراقية التي تمتلئ بالمقاهي ومحلات للتسوق.. منها مجمع يدعى «أركان» وآخر يدعى «أمريكانا بلازا» إلى جانب مجمعات أخرى مثل «تفولي توم» و«جالاريا»، «وكبتل» وغيرهم من المطاعم التي أنشئت حديثاً لتصبح هذه المنطقة بالغة الحيوية ومزدحمة بالرواد بعضهم من سكان المنطقة وبعضهم من القاهرة لجمال مطاعمها ورقيها.. والناس رائقة المزاج تتمتع بالهواء الطلق.
لقد امتلأت مدينة ستة أكتوبر ومنطقة زايد بالمئات بالفلل والشقق الجديدة وأصبحت مدينة كاملة بكل مرافقها المتنوعة.
قضيت اسبوعين لم أنزل فيها إلى القاهرة -لأن معظم المطاعم متواجدة الى جانب مكان إقامتي- إلا لارتياد مطعم سكويا المطل على النيل بمناظره الخلابة أو لزيارة دار الأوبرا.
دخلت دار الأوبرا لأول مرة.. مكان فخم إلى حد ما.. الا انه لا يصل إلى مستوى دار الأوبرا القديمة التي طالها حريق القاهرة.. لكنني أعجبت بالأوبرا الإسبانية التي كانت مكتوبة باللغة العربية مما جعلنا أنا وزميلتي المصرية نتمتع بمتابعة العرض.. لكنني لم أعجب بالتأخير في إقفال الباب عند الساعة الثامنة فلا يبدأ العرض إلا بعد ربع ساعة من الوقت المحدد..
وسعدت بعد ليلتين بمتابعة فرقة القاهرة السيمفونية وهي تعزف أرقى الألحان بقيادة المايسترو العظيم أحمد الصعيدي الذي لمست مشاعري تجاوباً مع بعض الألحان التي قادها ببراعة منقطعة النظير.
إلا أنني تألمت للاهمال الذي طال مرافق الدار مما جعلني أتساءل أين العراقة المصرية القديمة في تقاليد الأوبرا؟.. وأتمنى أن تعود مرة أخرى.
إنني أعلم بما يحيط بهذه الدولة العربية من مكائد غربية وأمريكية وإسرائيلية وضربا ت الأخوان  الإرهابية ورغم التركة الثقيلة التي يحملها الرئيس عبدالفتاح السيسي من سنوات حكم مبارك بما صاحبها من رشوة وفساد وإهمال لمرافق الدولة وأجهزة التعليم.. لكن مصر تتقدم ببطء ومشاريع البنية التحتية يتم العمل بها بنشاط لتكتمل في الوقت الذي حدده الرئيس السيسي.. كما إني وجدت القاهرة أقل ازدحاما وأكثر نظافة من قبل.
إلا أن الناس وخصوصاً الطبقة المحدودة والفقيرة تشكو كثيراً من ارتفاع  أسعار السلع الرئيسية لأن الدولة رفعت الدعم عن البترول والغاز وكل المواد الغذائية التي كانت تدعمها من قبل.. فأصبحوا حائرين كيف يعيشون وسط هذا الغلاء برواتبهم الضئيلة.. التي لم تزدد إلا قليلاً.. وماذا تفعل أسرة من عدة أشخاص بالمساعدة التي وضعتها الحكومة وهي 15 جنيها لكل فرد؟.. ماذا يمكن أن تشتري العائلة بهذا المبلغ الضئيل وسط غلاء السلع في السوق بعد رفع الدعم.
إن الرئيس عبدالفتاح السيسي تحدث من قبل عن هذه الفترة الصعبة لتجاوز انهيار مصر الاقتصادي.. ووعدهم بسنوات قادمة سترتفع فيها الرواتب وستصبح مصر بمصانعها وإنتاج مزارعها وبحوثها وأجهزتها التعليمية من الدول المتقدمة.
إن الشعب المصري تعب من الصبر الذي طال ولا أدري هل يمكنه تجاوز هذه المحنة الصعبة؟
إن من المطلوب في اعتقادي أن تقوم الحكومة برفع الدعم عن رجال الأعمال وأصحاب الرواتب العالية وإعطاء الطبقة المحدودة والمتوسطة بطاقات خاصة للحصول على الدعم السابق.. لكي تتمكن  هاتان الطبقتان من العيش بكرامة إلى أن يتحقق تقدم مصرالاقتصادي بإذن الله.

exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©