قطر.. ونظام الكرة العالمي
جاء بيان المجلس الوزاري لمجلس التعاون بعد اجتماعه يوم الخميس العاشر من الشهر الجاري ٬ في مدينة
الرياض ٬ منسجما مع حقائق النظام الكروي العالمي ٬ الذي رسمه المستر بلاتر منذ عشرين سنة أو أكثر ٬
حيث استنكر الوزراء الحملة المغرضة التي تحاول النيل من استحقاق دولة قطر لاستضافة هذا الحدث
الرياضي العالمي المهم ٬ الذي فازت بحق تنظيمه بكل استحقاق وجدارة ٬ من خلال منافسة شريفة شهد
بها الجميع.
الكروي الرياضي الذي أنتجته إدارة بلاتر المسكونة بشبهة « البازار » لم يتطرق بيان المجلس الوزاري إلى
الفساد ٬ التي شوهت ما كنا نردده في المفردات السياسية عن الروح الرياضية التي لابد من تواجدها في
جميع أطياف المجتمع ٬ لكي ينعم المواطن بالأمن والطمأنينة والاستقرار.
فعندما تتلاشى المعاني التي تحملها هذه الروح الرياضية تتحول الرياضة إلى مسرح للمكافآت والمكاسب
يتحلل منها الضمير ويسكنها التعفن الذي يسرق كل ما في الرياضة من نظافة ورقة وجمال ووقار.
ولم أتصور أن تتآكل الكوابح الأخلاقية الرياضية أمام سطوة الإغراء ويتلقف الفساد بعض هؤلاء الذين منحتهم
الأسرة العالمية قيادة التنظيم لأفضل لعبة ٬ يلتقي فيها مختلف شعوب العالم ٬ في منافسة تسمو على
التعصبات ٬ وتتعالى على التطرف وتتجاوز الحدود والألوان ٬ وتوجز البشر في بند واحد يسمو بالانسان في تآخٍ
رياضي.
تابعت كلام المستر بلاتر يعلن استقالته بعد ترؤس هيكلة في غالبها فاسدة ٬ يتملص من وساختها بادعاء
الجهل بما يدور في سراديب اللقاءات من همسات المتربصين وانهيار الذمم ويسعى من أجل لملمة ما
تبقى له بعد العبث بكرامة اللعبة وانحسار كبريائها.
ومهما كان حجم الجهل بما كان يدور في الفناء الخلفي فإن فجيعة العالم بسقوط القيم يتحملها المستر
بلاتر ومساعدوه من الذين آثروا وأعطوا غيرهم من المغمورين الذين يجيدون فنون التخفي والتستر ٬ لا
الآخرون الذين مارسوا حقهم في الاكتتاب وفق القواعد المقروءة والمطبوعة.
لا روسيا ولا قطر عضوتان في كتيبة العيب المزري ٬ التي انكشفت أسرارها وتعرت نوعيتها.
الميزة الكبرى لنا في الدوري الكروي العالمي في قطر أن أبواب المعرفة بحياة الخليجيين وتراثهم وحسهم
الوطني سترحب بالملايين الذين من خلال قطر سيقفون على شيء اسمه الخاصية الخليجية ٬ في
تطويع الخير الموجود ٬ لتحقيق الأمل الموعود.
عبدلله بشارة