تسلم الامير الحسن بن طلال امس، شهادة الدكتوراه الفخرية في ادارة الاراضي والمياه والبيئة من الجامعة الهاشمية، تكريما لدور سموه في بناء جسور التواصل القائم على الاحترام المتبادل مع دول العالم واهتماماته في كثير من الانجازات والمشاركات المحلية والعربية والدولية الناجحة.
وقال الامير الحسن بن طلال في كلمة القاها خلال الحفل الذي حضره كبير الامناء الامير رعد بن زيد والاميرتان رحمة بنت الحسن وسمية بنت الحسن « ان الوطن هو الاهم في تلقي كلمات الشكر والتقدير لا الاشخاص»، مبينا ان اي تكريم هو تكريم للوطن الذي كانت لنا من خلاله الانجازات «.
وتساءل سموه، كيف يصبح المسلم العربي ندا لملاقيه من الخارج ؟، مبينا اننا شركاء في العالمية الانسانية ونؤمن بالتعدد والتنوع مع وجود اسلام واحد وتعدد للاجتهادات، مستذكرا الانجازات العلمية والادبية باعتبار الاداب مسيرة ثقافية تأثرت بالسياسة رغم انها ليست مسيرة سياسية تتأثر بالثقافة.
واشار سموه، الى ان حمايةُ المواردِ الطبيعيةِ والبيئيةِ تتطلبُ إدماج المعرفةِ لموضوعاتٍ مُتداخلةِ النُّظم (المياه–الطاقة–البيئة إنسانية) مع تبنّي إطارٍعلميّ لتحسينِ الأنظمةِ البيئيةِ وإدماجِ الحِمى في البرامجِ والخططِ المستقبليةِ، مبينا ان حمايةُ المواردِ وإدارتُها هي الضامنُ الوحيدُ لمخزونٍ كافٍ من الماءِ والغذاءِ والكرامةِ للأجيالِ القادمةْ.
واضاف « ان الجامعة الهاشمية ومنذ إنشاءِ كلية المواردِ الطبيعيةِ والبيئةِ في منتصفِ عام 2003، توجَّهت بشكلٍ كبير نحوَ المجالاتِ العلميةِ والأكاديميةِ المتعددة والبحوثِ العلميةِ التي تُعنى بتطويرِ وحمايةِ المواردِ الطبيعيةِ والبيئةْ، وجاءت نشأةُ الكلية استكمالاً لما بدأت بِهِ في المنشأةِ القديمةِ «معهد الأراضي والمياه والبيئة»، مثمنا مساهمة الجامعةٍ في المجالاتِ المتعلقةِ بالبيئةِ لخدمةِ المناطقِ المحليةِ خصوصاً، والمملكةِ عموماً.
واضاف أيضا « إنَّ هَدَفنا مشتركْ، فإجراءُ البحوثِ العلميةِ في المجالاتِ الجيولوجيةِ، واستصلاحِ الأراضي الجافّة، وحمايةِ الموارد الطبيعية والبيئة المُسْتَنزَفة وتطويرَها بيئياً، ومكافحةِ التصحُّر، وتنميةِ المصادر المائية، ومراقبةِ التلوث، وحمايةِ البيئة، هي ضروراتٌ لا بدَّ منها لإيجادِ الحلولِ المناسبةِ للمشاكِلِ البيئيةِ المحيطةِ، بالربطِ بينَ المجالاتِ العلميةِ المتعدِّدة من الجيولوجيا والتربةِ والماءِ والبيئة، مَعَ الصناعة والزراعة والسياسة «.
واشار سموه، الى إنَّ أهميةَ الإدارة المُستدامةِ للأراضي والمصادر المائية والعناصر البيئية، لا تقتصرُ على ضمانِ الصحةِ العامة، وتحقيقِ الرخاءِ العادلِ والشاملِ، وتأمينِ الغذاء والطاقة فحسب، بل هي محورُ الأمنِ الشاملِ للمنطقة، وعلينا أن نفكر جيدا كيف نتصدّى للتحدياتِ التي تواجهُ قطاعَ المياهِ والغذاءِ والطاقةِ دون إدارةٍ مُستَدامةٍ، وكذلكَ من التزايدِ المطرد في استنزافِ المواردِ المائية المُتاحة ومخاطر تلوثِها.
واستعرض سموه، استراتيجيةٌ تعتمدُ على تحسينِ إنتاجيةِ الأراضي مع تنميةٍ مستدامةٍ للمواردِ البشرية والأرضية والمائية، وتحسينِ الظروف الاقتصادية للسكان من خلال وضعِ برامجَ إنسانيةٍ تَهدِفُ إلى استئصالِ شأفةِ الفَقْرِ، وترسيخِ تمسُّك سكان هذه المناطق بمواطِنَهُم (وليس فقط من خلال المعونات)، وتنسيق الأنشطةِ القائمةِ الخاصة باتفاقيةِ مكافحة التصحُّر وإدارةٍ إقليميةٍ مشتركة، تكون من خلال حاكميةٍ رشيدةٍ تضمنُ الأمنَ والرخاءَ الإنساني.
كما شملت الاستراتيجية التي اشار لها سمو الامير، الى تعزيزِ دورِ المرأة، مع التأكيدِ على مشاركةِ المجتمعاتِ المحليةِ ومستعملي الأراضي في تصميمِ هذه الاستراتيجيةِ وتنفيذها، وإنشاء قاعدة للمعلومات تضمُ جميعَ المعلوماتِ الجغرافيةِ والمناخيةِ والدراسات العلميةِ والمعرفية، مبينا اننا بحاجةٍ إلى تأسيس شراكاتٍ في مجالاتِ العمل الأكاديمي والبحثي والعلمي، ونقل التكنولوجيا، وتنمية الموارد البشرية، لإيجاد الحلول لمختلف القضايا التي تواجهُ المناطقَ الجافة في الأردن، ولتحقيقِ التنمية المستدامة والتطور الاقتصادي والاجتماعي فيها، والاستفادةُ من خِبرات ومؤهلات الكوادر البشرية لدى جميعِ الأطراف في مجالات التدريس والبحث في التخصصات المختلفة ذات العَلاقة بالأراضي الجافة وشبه الجافة.
وأشار سموه، الى ان الاتفاقيةُ بين المركِز الوطني للبحثِ والتطوير والجامعة الهاشمية والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ‹ايكاردا، هي خيرُ دليلٍ على ذلك. حيثُ سيسهُم التعاون على تدعيم الأمن الغذائي، وتحسين معيشة القاطنين في المناطق المتدنية الأمطار، وخلقِ فرص عملٍ في الزراعةِ، وتحسين دخل المزارعين، وتحسين واستدامة استعمال وإنتاجية الموارد الطبيعية من المياه والأراضي والتنوع الحيوي، وزيادةِ الإنتاجية الزراعية بتبني التقنيات المتطورة.
كما استذكر سموه، المستجدات والتطورات التي تتكيف مع التغيّرات المناخية والدعوة إلى تقديمِ مبادراتٍ بشأنِ حماية الحقوق المائية العربية، وضرورة إدخال مفاهيم التكنولوجيا الحديثة للطاقة البديلة،ورفع الوعي حول الاستراتيجيات المحلية التي تساهمُ في توفير المياه، من خلال تطبيق تقنيات الحصاد المائي، وإعادة استخدام المياه الرمادية وضرورة فصل مصادر المياه المعالجة عن المياه الطبيعية ومياه الفيضانات.
ومن جهته، قال رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور كمال الدين بني هاني» اننا نفتخر ونعتز بمواقف سمو الامير الحسن وإنجازاته، وتحظى الجامعة اليوم بمنح صاحب السمو الأمير الحسن (اسماً وعملاً) هذه الدرجةَ العلمية الفخريةَ إقراراً منها بالوفاء للعلماء واعترافاً بحقهم في أن يبّروا، وتقديراً لإنجازاته الوطنية الكبيرة وإسهاماته الجليلة في بناء صروح العلم «.
واضاف بني هاني « إن لصاحب السمو الملكي إنجازات طليعية في تطوير البادية الأردنية ونهضتها من خلال عضويته في المنظمات والجمعيات الدولية التي تعمل في مجال التصحر والمناخ والبوادي، وهو الراعي والمستشار لعدد من الجمعيات والمنظمات والأكاديميات التي تعمل في هذا المجال التي كان آخرها ( أكاديمية الأراضي الجافة )»، مبينا ان سموه قد تميز على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي حضوراً وإنجازاً دائمين واستطاع أن يكون صاحب إنجاز وفضل وأولى جل عنايته للتنمية المستدامة والعملية التعليمية برمتها، ونظراً للعناية الخاصة التي أبداها سموه للجامعة الهاشمية وأسرتها وتعزيزه لدورها في القضايا العلمية والاجتماعية والتنمية المحلية، وتقديراً منّ الجامعة لسموه عالماً ومفكراً وأميراً محبوباً ولإسهاماته الإدارية والتربوية والاجتماعية والثقافية الموصولة، وبناءً على الصلاحيات المخولة إلي، فقد أوصيت إلى مجلس العمداء، الذي اتخذ في جلسته القرار رقم (878/32/2015)، المؤرخ في
21 /5 /2015، منح صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال درجة الدكتوراة الفخرية في ادارة الاراضي والمياه والبيئة وكافة امتيازاتها وحقوقها.
وفي نهاية الحفل، سلم بني هاي سمو الاميرالحسن شهادة الدكتوراة الفخرية ودرع الجامعة بحضور الاعيان طاهر المصري وعدنان بدران وعدد من الوزراء السابقين ورؤساء الجامعة القدامى وعدد من المسؤولين.
تسلم الامير الحسن بن طلال امس، شهادة الدكتوراه الفخرية في ادارة الاراضي والمياه والبيئة من الجامعة الهاشمية، تكريما لدور سموه في بناء جسور التواصل القائم على الاحترام المتبادل مع دول العالم واهتماماته في كثير من الانجازات والمشاركات المحلية والعربية والدولية الناجحة.
لللمزيد:
http://www.alrai.com/article/718716.html
الثلاثاء 2015-06-09