EN | AR
إشهار ومناقشة كتاب "العلاقات الأردنية – الأمريكية (1967-1973) للباحث أشرف عتوم
موضوع اللقاء: 
بعنوان إشهار ومناقشة كتاب "العلاقات الأردنية – الأمريكية (1967-1973) للباحث أشرف عتوم
المتحدثون: 
أ.د. علي محافظة
د. نبيل الشريف
كلمة الباحث أشرف عتوم
مدير اللقاء: 
د. محمد أبوحمور

د. أبوحمور: التحديات أمام الأردن عبر تاريخه الحديث أكدت حكمة قيادته وتمسكها بالمبادىء 

د. أبوحمور: ضرورة الاهتمام بدراسة أثر الاقتصاد في علاقات الأردن الخارجية وتأثره بالحروب

د. محافظة: الكتاب دراسة علمية جادة استندت إلى وثائق ومراجع باللغتين العربية والإنجليزية

د. الشريف: أهمية الدراسات التاريخية في علاقات الدول تكمن في استخلاص الدروس والعبر

 

عمّان- ضمن سلسلة اللقاءات الفكرية لمنتدى الفكر العربي، جرى مساء الثلاثاء 7/3/2017 إشهار ومناقشة كتاب "العلاقات الأردنية – الأمريكية (1967- 1973) للباحث أشرف محمد عتوم، وعقب على الكتاب أ.د. علي محافظة أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية، و الوزير والسفير الأسبق د. نبيل الشريف، وأدار اللقاء وشارك فيه د. محمد أبوحمور الوزير الأسبق والأمين العام للمنتدى، الذي أشار في كلمته التقديمية إلى أن هذا النوع من الدراسات يكتسب أهمية خاصة في تاريخ الأردن والمنطقة الحديث، داعياً إلى المزيد من الاهتمام والتشجيع على صعيد البحث العلمي في هذا الخصوص.

 

كلمة د. محمد أبو حمور

وأوضح د. محمد أبوحمور أن قراءة العلاقات بين الدول ينبغي أن تكون دوماً محل مراجعة وتقييم وفهم قائم على الروح العلمية عِبر المراحل التاريخية المختلفة، ومن مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية، لما يشكله ذلك من قاعدة ضرورية للبناء المستقبلي وتحليل القضايا الأساسية التي تحكم مسار هذه العلاقات.

وقال د. أبوحمور: إن كتاب "العلاقات الأردنية – الأمريكية" يتناول واحدة من أهم الفترات التي اتسمت بالدقة والحساسية في التاريخ الأردني الحديث والمعاصر، فهي تقع بين حربين أو حدثين بارزين (حرب 1967 وحرب 1973) بما كان لهما من تداعيات وتأثيرات كبيرة ومتشابكة على الأردن والمنطقة العربية، بل وفي مجال العلاقات الأردنية والعربية مع العالم والولايات المتحدة كقوة عالمية لها نفوذ إقليمي ودولي.

ودعا د. أبوحمور إلى العناية بالوثائق والمصادر التي تخدم الدراسات المتعلقة بالفترات التاريخية ذات التأثير في علاقات الدول المعاصرة، وتحليل هذه المصادر بأسلوب علمي موضوعي ينصف التاريخ والحقيقة؛ مشيداً بالمنهج الذي اتبعه الباحث عتوم في دراسة العلاقات الأردنية – الأمريكية من الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية، والتأثيرات المتبادلة بين هذه الجوانب خلال الفترة موضوع البحث.

وأشار د. أبوحمور إلى أهمية العامل الاقتصادي في العلاقات بين الدول، مشيراً إلى أن ذلك يعتبر جزءاً من تاريخ الأردن الاقتصادي الذي لم يكتب بعد، وكشفاً لتأثيرات الحروب عليه منذ الحرب العالمية الأولى وحتى الوقت الحالي. كما يكشف البحث في هذا العامل الجهود الكبيرة التي فرضتها التحولات الأحداث على القيادة والشعب الأردني في مواجهة تحديات مرحلة خطيرة تفاعلت الأحداث والمواقف فيها على مختلف المستويات الداخلية والعربية والدولية. ومن أهم فوائد القراءة التاريخية هنا أنها تشتمل على عِبر ودروس في الحكمة السياسية للمغفور له الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – في التعامل مع سلسلة من الأزمات التي كان حجمها يفوق الأردن في مساحته الجغرافية وحجمه السكاني وإمكاناته الاقتصادية، لكنها حكمة مبادىء تمسكت بها القيادة لتحفظ بها كيان الوطن والشعب، واستطاعت رغم كل العواصف أن تنجح وبجدارة شهد لها العالم أجمع.

 

تعقيب أ.د. علي محافظة

من جهته أكد أ.د. علي محافظة أستاذ التاريخ الحديث في الجامعة الأردنية القيمة العلمية لكتاب الباحث أشرف عتوم، وعرض لفصوله وما اشتمل عليه الكتاب من دراسة موسعة لحرب حزيران 1967، تناولت دوافعها ومقدماتها وتفاصيل أحداثها والنتائج التي ترتبت عليها على الساحة الأردنية، والمحادثات الدولية التي أفضت إلى صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم (242) في تشرين الثاني سنة 1967، وموقف الولايات المتحدة الأمريكية من قرار مجلس الأمن الدولي رقم (242)، وتعاونها مع إسرائيل لإطالة المفاوضات دون التوصل إلى نتيجة إيجابية، ومعاقبة الأردن لاشتراكه في هذه الحرب سنة 1967، وظهور المقاومة الفلسطينية، وحرب الاستنزاف في مصر، ومعركة الكرامة في الأردن 1968، ثم أثر حرب تشرين 1973 على العلاقات الأردنية – الأمريكية، بعد أن ساهم الأردن في الدفاع عن دمشق بإرسال اللواء الأربعين إلى الجبهة السورية لإيقاف تقدم القوات الإسرائيلية نحو العاصمة السورية، وتدخل مجلس الأمن الدولي، منذ بداية الحرب، لإيقاف القتال، بسعي من الولايات المتحدة الأمريكية لإنقاذ إسرائيل من الهزيمة، والتطورات والمواقف العربية والدولية التي أعقبت هذه الحرب.

وفيما يتعلق بدراسة العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين الأردن والولايات المتحدة بين سنتي 1967 و1973، بيّن أ.د. محافظة ما اشتمل عليه الكتاب بخصوص الدعم المالي والاقتصادي الذي قدمته وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية (U.S. A.I.D) التي بدأت كمساعدات مالية، ثم اتخذت طابعاً اقتصادياً، مركزاً على الغذاء والصحة والتعليم، حيث بلغت المساعدات المالية التي تلقاها الأردن خلال هذه المدة (193,8) مليون دولار. كما تلقى الأردن قروضاً من الولايات المتحدة خلال هذه المدة (220,9) مليون دولار، وقد بيّن المؤلف الآثار الإيجابية والسلبية لهذه المساعدات على الأردن.

ووصف أ.د. محافظة الكتاب بأنه دراسة علمية جادة استند مؤلفها إلى وثائق أمريكية ومجموعة كبيرة من المراجع المختصة باللغتين العربية والإنكليزية.

 

تعقيب د. نبيل الشريف

وفي تعقيبه على الكتاب قال د. نبيل الشريف رئيس مركز إمداد للإعلام: إن الباحث أشرف عتوم بذل جهداً كبيراً في تتبع مسار العلاقات الأردنية في الفترة مدار البحث بدقة بالغة، وأسهم إسهاماً كبيراً في إثراء المكتبة العربية في هذا الموضوع المهم، فمن المعروف أن الكتب الصادرة في موضوع العلاقات الأمريكية – العربية تسلك في العادة واحداً من طريقين: فهي إما إتهامية متشككة في كل مسار العلاقة، وترى أن هذه العلاقة لاتخدم الإ طرفاً واحداً هو الطرف الأقوى، وبالتالي هي مرفوضة ومستنكرة، وإما أنها تتسم بالإنبهار أمام الآخر وتنظر إلى أمريكا على أنها القوة الخارقة المهيمنة على العالم الذي لا ترى فيه أكثر من حديقة خلفية لها.

وأضاف د. الشريف أن الباحث عتوم قدم وصفاً علمياً موضوعياً لواقع العلاقات الأردنية – الأمريكية من عام 1967 إلى  عام 1973، دون أن يقع في محذور الانبهار أو في فخ الانغلاق، فالعلاقات بين الدول تخدم المصالح المشتركة لكل الأطراف. وقد توقف الباحث عند المنعطفات التي سلكتها العلاقات الأردنية ـ الأمريكية  بهدف تقويمها والإفادة من دروسها وليس بغرض محاكمتها. وهنا تكمن أهمية الدراسات التاريخية إبتداء في استخلاص الدروس والعبر.

كلمة الباحث أشرف عتوم

واختتم اللقاء بكلمة لمؤلف الكتاب الباحث أشرف عتوم أوضح فيها أن اختياره لموضوع العلاقات الأردنية – الأمريكية 1967-1973، جاء استكمالاً لدراسات سابقة، وتوسيعاً لما ورد من معلومات تتعلق بهذه الفترة من النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية. كما جاء من باب الرغبة في الاطلاع على اهتمام السياسة الخارجية الأمريكية بالأردن، مما يبين جانباً من الاستراتيجية الأمريكية في العالم العربي. وكذلك تناول تاريخ الأردن المعاصر للكشف عن العوامل المسيرة لحياته وإبراز الدوافع المحركة للأحداث التي عاشها عبر مسيرته التاريخية.

وقال إن اختياره للعام 1967 كبداية لفترة الدراسة يعود إلى حرب حزيران وما تركته هذه الحرب على مختلف الأصعدة أردنياً، وعربياً، وعالمياً. وأما اختياره للعام 1973 كنهاية لفترة للدراسة فإنه يعود إلى متغيرات مهمة على تطور العلاقات السياسية بين البلدين نتيجة اندلاع حرب تشرين 1973.

 

Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©