EN | AR
أمسية ثقافية في المكتبة الوطنية حول مذكرات حسن الكرمي
الاثنين, فبراير 13, 2017
عمان 13 شباط (بترا)- استضافت دائرة المكتبة الوطنية ضمن نشاط كتاب الاسبوع الذي تقيمه مساء كل يوم احد الكاتب كايد مصطفى هاشم للحديث عن كتاب "مذكرات حسن سعيد الكرمي".

وقالت استاذة التاريخ الدكتورة هند أبو الشعر ان هذا الكتاب عبارة عن ذكريات وليس مذكرات تقع في عشرة فصول قصيرة مدونة بشكل يومي، و تمثل عصارة لحياة الرجل استعادها في أيام حياته المتأخرة، فهي استرجاع من الذاكرة وليست من الورق .

وأشارت الى الحياة التي عاشها الكرمي، والتعليم الذي تلقاه، مبينة ان حياته التعليمية تقدم صورة متسلسلة وذكية للتعليم في بلاد الشام مع أواخر العهد العثماني فمذكرات الكرمي تقدمه طالبا ومعلما ، ومعلوماته من المصادر النادرة تجمع بين التعليم في الكتاب الى عنبر في دمشق الى التعليم في فلسطين وانتقالا للتعليم العالي في لندن .

وبينت انها اختارت محور التعليم في عرض مذكرات الكرمي لأنها مفتاح شخصيته، ولأنه يمثل في حياته رجل العلم المحب للرياضيات والمتخصص بالإحصاء التربوي، ولكنه مع ذلك المدرس الذي عمل بتدريس اللغة الانجليزية في أرقى المؤسسات التعليمية زمن الانتداب البريطاني في كل من القدس واللد وهو كذلك العاشق للعربية وقد خدمها باخلاص في أعماله المعجمية الراقية .

وقالت سهام الكرمي ان مذكرات والدها كانت مخطوطة بخط يده قبل وفاته بعشر سنين واكتشفتها بعد وفاته، وبعد قراءتها لليوميات وجدت فيه ما يستحق الاطلاع من أحداث وأفكار من تاريخ تللك السنين التي قلة منا قد عهدها عن كثب كما عاشها حسن الكرمي .

ولفتت الى ان والدها تحدث في مذكراته كثيرا عن الحالة السياسية والاجتماعية التي عاشها وعمل فيها في فلسطين، لكنه عندما غادر البلاد عام 1948 وسافر الى بريطانيا ليعمل في القسم العربي في الإذاعة البريطانية ، هناك لمس الحالة نفسها بين العاملين في ذلك المحيط الضيق الذي يضم افرادا من كافة الأقطار العربية .

وبين الكاتب هاشم ان الدوافع لكتابة المذكرات تعود الى الكاتب نفسه، وان كتابة السيرة الذاتية هي ضرب من ضروب الإحساس بالذات ووعي الزمن والتاريخ والحدث ، وصورة من حاجة الإنسان الاجتماعية للاتصال بالعالم والوجود والتعبير عن موقفه، موضحا ان الكرمي بدأ كتابة مذكراته قبل وفاته بعشرة أعوام أي انه كتبها حوالي عام 1997 وهو في الثانية والتسعين من عمره.

وقال انها تتسم المذكرات بثلاثة خطوط رئيسة منها: الخط السيري الحياتي المعتاد في الجوانب الشخصية والخط المتعلق بالأحداث العامة التي أثرت في مجريات حياته ، والخط الذي يمثل السيرة العقلية للكرمي وتجربته الثقافية الممتدة ومواقفه الفكرية .

وقال الوزير الأسبق الدكتور محمد ابو حمور ان سيرة الكرمي عبر مئة وعامين هي سيرة نموذجية تمثل المفاهيم أصدق تمثيل من خلال محطات حياته ونشأته في فلسطين وانتقال عائلته ووالده العلامة الشيخ سعيد الكرمي الى دمشق في عهد أول دولة عربية مستقلة في العصر الحديث (1918-1920) بزعامة الأمير ثم الملك فيصل بن الحسين، وبين الى ان الكرمي نجح وبجدارة في أن يحقق ذاته رغم صعوبات الإغتراب المكاني والنفسي .

-- (بترا) رز/ ض ز/ار 13/2/2017 - 12:26 م

exported: 
نعم
Printer Friendly and PDF
تصميم وتطوير شركة الشعاع الازرق لحلول البرمجيات جميع الحقوق محفوظة ©