يأتي هذا العدد متزامنًا مع مرحلة انتقالية ذات أهمية و أبعادعميقة في مسيرة منتدى الفكر العربيّ، دُشنَت بتوقيع اتفاقية المقرّ الإقليمي للمنتدى مع حكومة المملكة الأردنيّة الهاشميّة - ممثَّلةً بوزارة الخارجية و شؤون المغتربين  17 / 4/ 2014 - ليكون الأردنّ الذي انطلقت منه هذه المؤسسة الثقافية والفكريّة عام 1981 ، على نخبة من  أصحاب الفكر والرأي والخبرة العرب، في مقدمتهم رئيسه وراعيه صاحب السموّ الملكيّ الأمير الحسن بن طلال، حفظه الله، منطلقًا جديدًا  إلى  آفاق  أبعد مدى واتساعًا في تجسيد رسالة المنتدى النهضويّة، التي لم تحِد عن مبادئها في خدمة قضايا الوطن العربيّ، وبلورة الإسهام الملموس للفكر والمفكِّر العربيّ في استبصار واقع الأمّة العربيّة والإسلاميّة واستشراف مستقبلها، ودراسة الخيارات الممكنة وصياغة الحلول العمليّة، على قاعدة من الحوار المتكافيء الذي لا ينتقص من الثوابت في الإيمان بوحدة الأمّة، والعمل المشترك في سبيل التنمية الشاملة والحقّة للإنسان والموارد والبيئة سواء بسواء، وكذلك الانفتاح على تيارات الفكر الإنساني والتفاعل معها  إبداعيًا بالأخذ والعطاء، كما هو شأن الفكر العربيّ في مختلف عصوره، والزاهية منه خصوصاً، في الإعمار الحضاري.

إنَّ ثلاثة عقود ونيف من الإنجازات والخبرات المتحصّلة خلالها، راكمت لهذه المسيرة أ ساسات راسخة لبناء المزيد من  أعمدة الفكر والمشروعات الفكريّة الخلاّقة، القادرة على  أن تكون من روافع مستقبل تشارك في صنعه الأجيال، وتتشارك من  أجله بالر ؤى والآمال وتبادُل ثمار الحكمة والتجربة. و إذا كانت بعضالت صنيفات الدولية قد  أدرجت المنتدى في مراتب متقدمة بين مراكز الدراسات في العالم والمنطقة المركز التاسع على مستوى الشرق الأوسط، والأوّل على مستوى الأردن، وفق التقرير السنوي لجامعة بنسلفانيا عن  أهمّ مراكز الدراسات في العالم لعام 2013 ، الذي  أُطلِق في مقر الأمم المتحدة في الثلاثين من كانون الثاني/ يناير 2014 (، ف إن نظرتنا لا تنصبّ على التنافسيّة بقدر ما ترنو  إلى التكامل وتجويد الأداء والتعاون الإيجابي مع نظرائنا من المراكز والمؤسسات والهيئات العربيّة والعالميّة؛ ت أكيدًا لصوت الأمّة ودورها في صياغة الفكر الإنسانيّ المعاصر. وعلى الله الاتكال.