عمّان- أكّد رئيس المجلس الأعلى للشباب في الأردنّ، أ. أحمد مصاروة، أنّ المرحلة الثانية من الاستراتيجيّة الوطنيّة للشباب (2010-2015) تركّز على عشرة محاور تخطيطيّة هي: الشّباب والأمن الوطنيّ والسّلامة الوطنيّة، والشّباب والحقوق المدنيّة والمواطَنة، والشّباب ومنظومة قيم الدّولة الأردنيّة العشر، والشّباب والمشاركة المجتمعيّة، والشّباب والأصالة والحداثة، والشّباب والحاكميّة الرشيدة، والشّباب والتّنمية المُستدامة سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وأمنيًّا وثقافيًّا، والشّباب والتّغيير الحقيقيّ، والشّباب والأمن الناعم في التّعليم والصحّة والإسكان والعمل والبيئة، والشّباب والبيئة الآمنة في الجامعة والمدرسة والبيت والشارع.
وقال أ. مصاروة في محاضرته "الدولة الحديثة وفلسفة الهُويّة الشّبابيّة: الأردنّ أنموذجًا"، ضمن اللقاء الشبابيّ الثاني لمنتدى الفكر العربيّ، مساء الثلاثاء 20/4/2010: إنّ توجهات المجلس الأعلى للشباب في هذا المجال تقوم على إجراء مسح شبابيّ لمختلِف القضايا، وإقامة مؤتمرات وورش عصف ذهنيّ في جميع أرجاء الوطن، يقودها الشّباب أنفسهم، انطلاقًا من مفهوم أنّ الدّولة كائن حيّ ينمو ويتطوّر، وأنّ الدّولة تسعى إلى التّواؤم مع محيطها في ظلّ التّغيّرات والمستجدّات ضمن البيئة الاستراتيجيّة السّائدة، وأنّ هذا التّطوّر في سياق الحداثة لا يجوز أنْ يتعارَضَ مَعَ قيم الدولة وهُويّتها. فالحداثة لا تعني التخلّي عن الأصالة، أو عن ثوابت الدولة وهُويّتها.
وأضاف: إنّ الهُويّة هي الدالّة أو المميِّز أو البصمة أو ما يميّز ويعكس حقيقة ما، وهُويّة الإنسان هي ما يميّزه عن غيره من خلال الخواصّ والصفات التي يُعرف بها وانعكاس للشّخصيّة الوطنيّة. وهي كذلك أمر ضروريّ لا غنى عنه لأنّ لكلّ أمّة ثقافتها؛ موضحًا أنّ الشّخصيّة الوطنيّة تتمثّل من خلالها خواص الحراك الاجتماعيّ في كلّ مجتمع، إنسانًا ومكانًا وزمانًا.
لهذا، فإنّ الهُويّة تجسِّد أنموذجًا خاصًّا يجب أنْ يكون بعيدًا عن التّقليد الأعمى؛ لكنّها ليست بالضرورة الانصهار الكلّيّ في نمطٍ واحد. وفيما يتعلّق بالهُويّة الشّبابيّة أردنيًّا، فهي أنموذج يقوم على أنّ الوطنيّ لا يتعارض مع القوميّ أو الإسلاميّ، أو حتى العالميّ.
وأشار أ. مصاروة إلى أنّ وثيقة الشّرف الشّبابيّ التي انتهى إليها المجلس الأعلى للشباب تعبِّر عن خُطّة بناء الشّخصيّة الشّبابيّة، وتنطلق فلسفتها من الرّؤية الملكيّة السامية للشّباب (فرسان التغيير)؛ إذ تهدف هذه الوثيقة إلى تقديم نموذج شبابيّ وطنيّ أردنيّ بعيدًا عن التّقليد في إطار أربعة عشر مبدأً قيميًّا تشمل البُعد الفرديّ والوطنيّ والقوميّ والدينيّ والعالميّ، وتستند إلى محاور قيميّة وأخلاقيّة وعقائديّة ونفسيّة.
شارك في اللقاء، الذي أداره أ.د. ساري حمدان، أمين عام المجلس الأعلى للشباب، عدد من شباب الجامعات والقيادات الشبابيّة وأعضاء جائزة الحسن وأكاديميّون وإعلاميّون، ناقشوا مجموعة من القضايا المتعلّقة بدور المجلس الأعلى للشباب والمشاركة الشبابيّة ودور الشباب في المجتمع. واختتم اللقاء أ.د. هُمام غَصِيب، أمين عام المنتدى، بكلمةٍ هنّأ فيها المجلس الأعلى للشباب على جهوده والأنشطة التي ينهض بها لتمكين الشباب وتفعيل أدائهم. وأكّد أهميّة الفكر العمليّ الذي يستند إلى خُطط عمل واضحة يحسّ بأثرها المواطن. ووصف وثيقة الشرف الشبابيّة بأنها وثيقة مرجعيّة لا بدّ منها؛ مشيرًا إلى أهميّة التركيز على البُعد الثّقافيّ الذي تتمثَّل فيه هُويّة الوطن والأمّة، بما في ذلك اللغة، التي هي ليست وعاءً للفكر وإنّما الفكر نفسه.
وأوضح أمين عام المنتدى أنّ الهُويّة هي مجموع هُويّات فَرْعيّة يُكمل بعضها بعضًا، وأنّه يجب أن نمارس التقرّب من المفاهيم العُليا مثل المواطَنة، معتمدين على عنصر التّراكم حينما نتحدث عن القيم والمُثل العليا، مَعَ الحرص على عدم تسطيح تلك المفاهيم أو ابتذالها.