عمّان- ناقش اللقاء السّابع من سلسلة نادي منتدى الفكر العربيّ، مساء الأربعاء 24/11/2010، كتاب "الثّقافة العربيّة وتحدّياتها في عصر العولمة"، للأستاذ الدكتور عزمي طه "السيّد أحمد"، أستاذ الفلسفة الإسلاميّة ومناهج البحث بجامعة آل البيت ورئيس تحرير المجلّة الأردنيّة للدراسات الإسلاميّة.

وتناول اللقاء، الذي أداره المفكّر والأديب إبراهيم العجلوني، عرضًا قدّمه المؤلِّف للمضامين التي اشتمل عليها كتابه، وهي: الثقافة والمثقف والسلطة؛ الهُويّة الحضاريّة بين الأصول والواقع؛ قِيَم العولمة؛ التحدّيات التي تواجه الثقافة العربيّة؛ المذاهب الإسلاميّة والتحدّيات المعاصرة؛ التحوّلات السّلوكيّة لدى الجماعات الإسلاميّة؛ ثقافة التّقريب بين المذاهب؛ التصوّف والتطرّف والإصلاح (حوار)؛ الدّين والتنمية العلميّة.

وأوضح المؤلِّف أنّ أخطر مجالات هيمنة العولمة على الوطن العربيّ وسواه في العالم هو العولمة الثقافيّة، التي تحاول أمريكا من خلالها نشر الثقافة الأمريكيّة وفرضها على ثقافات الأُمم والشعوب الأخرى؛ ما يعني تلاشي هُويّة هذه الأمم والشعوب، أو اختفاء معالمها الأساسيّة على أدنى تقدير.

وأضاف: إنّ العولمة فرضت على الأمّة العربيّة عددًا من التحدّيات التي لا بدّ من مواجهتها بصبرٍ وحزم وإرادة موحَّدة. ذلك أنّ قطرًا عربيًّا بمفرده لا يمكنه أن يقف الوقفة الحازمة المطلوبة تجاه تيّار العولمة القويّ والجارف؛ مؤكّدًا أنّ الأمّة مجتمعةً وموحّدةً بإرادتها تستطيع ذلك؛ بل تستطيع أن تُعيد إلى العالم التوازن الثقافيّ المفقود والمطلوب، بما تمتلكه من مرجعيّة ثقافيّة قيميّة يمكن أن تقدّمها للعالم بدلاً عن المرجعيّة الثقافيّة الأمريكيّة، التي لا تصلح أن تكون مرجعيّة إنسانيّة ولا تشكِّل قيمًا إنسانيّة.

يقدّم المؤلّف في هذا الكتاب رؤى جديدة، وتحليلات نقديّة، ودراسات حول عدد من المشكلات والمفاهيم، تهدف إلى فهم الواقع العربيّ والإسلاميّ من جهة، وإبراز الطموحات من جهةٍ أخرى؛ الأمر الذي يمكن أن يكون عاملاً في زيادة الوعي بقضايا الأمّة.

أعقب اللقاء نقاش بين المؤلِّف والحضور حول ما طرحه في كتابه الصادر عن وزارة الثقافة، ضمن منشورات السلط مدينة للثقافة الأردنيّة 2008، ثم حفل توقيع للكتاب الذي وُزّعت نسخه على الحضور مجانًا.