نظم منتدى الفكر العربي بقاعة الحسن بن طلال بمقرّ المنتدى ندوة حول كتاب " دور غير المسلمين السياسي والاقتصادي والاجتماعي في ظل الدولة الإسلامية" للمؤلفين الدكتور ممدوح أبو حسان ومحمود عبيدات ، قدم فيها الكتاب الأمين العام للمنتدى الدكتور الصادق الفقيه وادارها استاذ العلوم السياسية بالجامعة الأردنية الدكتور فيصل الرفوع.
وقال مدير المركز الكاثوليكي للأبحاث والإعلام الأب رفعت بدر خلال الندوة، التي رعاها سمو الأمير الحسن بن طلال، ان الرؤية المسيحية في هذه العلاقات بين المسيحي والمسلم هي علاقة مواطن بمواطن يعاني المعاناة نفسها ويعمل للقضية نفسها وعلى هذا الصعيد نتكلم على الوحدة الوطنية والتي هي من البديهيات فالمسلم والمسيحي يدرك كل منهما ذلك وعليه ان لا يقع احد منهما في شرك الاختلافات الدينية.
واضاف "اننا في هذه الاوقات احوج ما نكون الى العودة الى الاصول والكتابات التأسيسية لكي نستطيع ان نستخلص العبر لأيامنا الحالية ، حيث اننا لم نعد نفهم هل نحن ما زلنا نعيش في الماضي ام نحن نعيش على اطلال الماضي، ام نحن متجذرين في اللحظة الحالية والراهنة، وهل نحن قادرون على استشراف ما سيكون عليه المستقبل مستقبل المنطقة ومستقبل العالم ومستقبل التعددية".
وقالت العين الدكتورة نوال الفاعوري اننا عند تناول موضوع الكتاب لا بد من النظر بعين فاحصة الى جوهر العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين من اهل الكتاب خاصة " مسيحي الشرق " ومنذ بداية الدعوة الاسلامية ولو بصورة موجزة ولكن معبرة هذا مع ادراكنا صعوبة الالمام بهذا الموضوع المتعدد الجوانب.
واضافت الفاعوري ان العلاقة بين الاسلام والمسيحية كانت على الدوام متجذرة فرضتها ورسختها العوامل المشتركة بين الاسلام والمسيحية كدينين سماويين موحدين، مشيرة الى ان هذه العلاقة بنيت على التسامح المتبادل والتواصل الحميم بين المسلمين والمسيحيين تحديدا وان العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين من اهل الكتاب تواصلت بشكل ايجابي وان تخللها احيانا بعض الانحرافات في عصور متفاوتة وبهذا تكون التعاليم الاسلامية قد حفظت للإنسان مكانة مرموقة تحفظ كرامته وسيادته.
واشار استاذ الاتصال الجماهيري في جامعة اليرموك الدكتور عصام الموسى ان موضوع الكتاب جاء بقراءات نقدية معمقة لمعالجته مضمونا مهما يمس حياة الناس في مجتمعنا العربي والاسلامي ، حيث تطرق الى قضية من اخطر قضايا الفكر العربي والاسلامي على مر العصور ، قضية شكلت وما تزال تشكل تحديا وجوديا يستدعي الجدل والنقاش ووضع النقاط على الحروف في عصرنا الحالي عصر الاعلام الرقمي.
اما المستشار الأكاديمي بالمعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتور عامر الحافي، فقال معقبا انه مهتم بمتابعة قضايا الدراسات الدينية ومتابعة كل ما هو جديد بهذا الخصوص من الجهود التي يبذلها العديد من الباحثين والاكاديميين وذلك في ظل وجود صعوبات في متابعة التعليم التي تواجه البعض وعدم اقدام البعض على القراءة والمطالعة باستمرار ، حيث ان الامة العربية وللأسف لا تترجم والترجمة لديها قليلة جدا بعكس الدول الاجنبية فلديها مؤلفاتها وترجماتها باستمرار.
وفي نهاية الندوة التي حضرها جمع من المفكرين والمثقفين، أكد مؤلفا الكتاب دور اهل الكتاب وبخاصة النصارى العرب في الفتوحات العربية الاسلامية ، حيث شارك المسيحيون في الفتوحات الاسلامية من منطلق شرف الانتماء لعروبتهم، واشارا الى بروز بعض الشخصيات منهم ممن لعبوا دورا حضاريا مشهودا في بناء الدولة الاسلامية منذ دولة الرسول الكريم في المدينة المنورة وحتى ايامنا هذه.