عمّان- أكّد أ. طلال أبو غزالة، المؤسّس ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذيّ لمجموعة تاج/ مجموعة طلال أبو غزالة، وعضو منتدى الفكر العربيّ، أنّ أفضل وسيلة للتنبؤ بالمستقبل هي صنعه؛ مُشيرًا إلى أنّ مجتمع المعرفة هو الذي يصنع المستقبل، وأنّ صُنع المعرفة هو الذي يصنع الثروة والمستقبل السياسيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ، ودعا إلى ثورة عربيّة معرفيّة.
وقال في محاضرته "صنع المستقبل" في اللقاء الشهريّ الثالث لهذا العام بالمنتدى، مساء الأربعاء 20/4/2011: إنّ العالم انتقل من ثورة المعلومات إلى ثورة المعرفة، وسينتقل في المستقبل إلى ثورة الحكمة. وسنشهد خلال القرن الحالي ليس معلومات ذكيّة فحسب، بل أيضًا سيكون لدينا آلات أكثر ذكاءً، وإنترنت ذكيّ، وسوف تصبح التجارة الإلكترونيّة خلال عشرين عامًا هي التجارة. وعلى كلّ عامل وكلّ موظف أن يعدّ نفسه لكي يصبح عاملاً أو موظفًا معرفيًا؛ إذ إنه في كلّ عام قادم سوف يتحقق من التقدم ما يفوق الذي تحقق خلال السنوات العشر السابقة.
وكان أمين عام المنتدى بالوكالة ومستشار سموّ الأمير الحسن بن طلال، أ.د. فايز خصاونة، قد أدار هذا اللقاء مُشيرًا إلى تميّز المُحاضر وريادته، لا سيما في الجمع بين الارتقاء بمهنيّة إدارة الأعمال إلى مستويات عالميّة في مجال العلوم المحاسبيّة وإدارة الموارد البشريّة والماديّة، وبين الأُطر الأكاديميّة الرصينة، ومن أبرز أمثلتها التعاقد بين مجموعة طلال أبو غزالة والجامعة الألمانيّة الأردنيّة، الذي قامت على أساسه كلية طلال أبو غزالة للدراسات العُليا في إدارة الأعمال مُحقّقةً نجاحاتٍ باهرة في فترة زمنيّة قياسيّة. وقال د. خصاونة: إنّ الريادة في هذا التعاقد يتمثَّل في أنه ألَّف بين قطاع حكوميّ (جامعة حكوميّة) وقطاع خاصّ بتنظيمٍ شفاف شكّل فتحًا مُبينًا في التشارك بين القطاعين.
وقد تناول المُحاضر في محاضرته، التي حضرها عدد من أعضاء المنتدى وأكاديميّون وشخصيّات بارزة ومهتمّون، محاور عدّة تركّزت على قضايا ضرورة القضاء على أميّة الإنترنت في العالم العربيّ، والاهتمام باللغة العربيّة التي ستصبح إحدى لغات الإنترنت؛ موضحًا أننا نسعى بدأب إلى تحقيق ذلك. وسوف يتحوّل التعليم إلى تعلُّم رقميّ، وقد تم توقيع اتفاق مع اليونسكو من أجل التحوّل إلى التعلُّم الرقميّ في العالم العربيّ.
وأوضح أن الثورة التكنولوجيّة سوف تقودنا إلى عالمٍ جديد بلا حدود، هو عالم الفضاء الرقميّ cyberspace الذي تتوافر فيه اختيارات لا تُحصى ولا تُعد؛ ما سينقلنا من الأنظمة الديمقراطيّة الوطنيّة إلى نظام ديمقراطيّ عالميّ أوحد. وسوف تُصبح تكلفة الكمبيوتر والاتصالات صفرًا خلال الخمسين سنة القادمة، في عالمٍ واحد من خلال شبكة واحدة "الكوكب المعرفيّ". وحذّر المُحاضر من استفراد الدول المتقدمة بهذا الكوكب المعرفيّ ما لم نتخط الفجوة الرقميّة لتجنُّب تبعاتها الخطيرة في المستقبل.
وقال: نحن بحاجة إلى نهضة معرفيّة بالتوازي مع النهضة العربيّة الجديدة التي يبزُغ فجرها حاليًا. وإن العلم والتكنولوجيا يتيحان للإنسان أن يُضاعف من إنتاجيته بمعدلٍ يفوق بكثير الإنسان الذي لا يملك المعرفة أو المعدات والأدوات التكنولوجية نفسها.
وركّز على أنّ ظهور أنظمة جديدة وتكنولوجيا حديثة لم يعد يكفي للفوز بالغنيمة دون التمكُّن من إنتاج المعرفة، ودون القدرة على حمايتها وتطبيقها، مع القدرة على تصديرها.
وأضاف: إنّ أهداف التنمية الثمانية في الألفيّة الثالثة المنبثقة عن مؤتمر قمة الأرض – قبل أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 - بحاجة إلى إعادة صياغة لتشمل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل تحقيق الأمن. وحذر من عالم آتٍ تواجه فيه البشريّة الفجوة البيولوجيّة، التي سوف ينتُج عنها أفضليّة بين إنسان وآخر بسبب التفوّق العضويّ والاستفادة من الثورة الرقميّة في طريقة تكوين الإنسان في مراحل حياته.